معلمة تلقن الأطفال طرق التعبير عن الولاء لأحمد الشرع تثير استنكارا واسعا

دمشق - انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو صورته معلمة في إحدى الروضات في سورية تظهر من خلاله كيف تلقن الأطفال مظاهر التعبير عن “الولاء والتقدير” لشخص الرئيس الجديد أحمد الشرع ما أثار جدلا واسعا واستياء من قبل الكثير من الناشطين الذين اعتبروا أن هذه الممارسات يجب أن ترحل مع النظام السابق.

وأمام الكاميرا تظهر صورة رئيس البلاد في المرحلة الانتقالية، ثم تشغّل المعلمة أغنية “شيخ الزلم”، ليقف الأطفال فور سماع الموسيقى، ثم يؤدون تحية عسكرية بطريقة تظهر أنه تم تلقينهم سابقا هذه الممارسة.

وتوالت التعليقات على مواقع التواصل مع انتشار الفيديو إذ عادت إلى ذاكرة الكثير من الناشطين ذكريات طوابير التلاميذ بالزيّ العسكري الموحد، يقفون كل صباح ويهتفون لحزب البعث منذ عهد حافظ الأسد، واستمر بعده في ظل حكم ابنه بشار.

الذي يؤيد الإدارة الجديدة في سوريا.

وأعاد الإعلامي موسى العمر الذي يعتبر من أبرز إعلاميي الحكم الجديد نشر الفيديو على حسابه على “إكس” وعلق قائلا:

MousaAlomar@

هذا الفيديو مسيء للرئيس الشرع ومسيء للسوريين .. اطفالنا أحرار وليسوا طلائع البعث يا آنسة.. الله يهديكي

وكتب ناشط معبرا عن استنكاره لإعادة انتاج عقلية حزب البعث:

Bahaa_Dabous@

إلى وزارة التربية، نرجو الامتثال لقول الرئيس #أحمد_الشرع بكونه “خادما للسوريين لا حاكما” ومعاقبة هذه المدرّسة التي تشوّه عقول أطفالنا وتساهم بإعادة عقلية البعث البائد.

وسخر آخر:

Osa963@

عقلية وتربية حزب البعث لسا ما انقرضت

ورفض آخر أن يستمر المعلمين على نفس النهج الذي تسبب بإنتاج جيل من المؤيدين دون بصيرة للنظام الحاكم دون تفكير، وقال:

JacobM320492@

هذا تسميم لعقول الجيل الناشئ لولا تربية البعث للأطفال منذ الصغر على أن الرئيس هو الوطن لما وجدت شبيح واحد في كل سوريا

وأضاف آخر:

Lbfa13@

سقط القائد الأسد، لكن فكر القائد الخالد ومخلفات البعث و عقلية العبودية وفن صناعة الطواغـ.يت وعبادتهم، بده سنوات حتى نتخلص منه.

ورأى آخر أن قطاع التعليم من أهم القطاعات التي يجب العمل عليها وإصلاحها بعد الموروث الذي توارثه المعلمون طيلة عقود:

BlackInk92@

المعلمين بسوريا يجب ان ينسوا طرق غسيل الدماغ التي اتبعها البعث

على وزارة التعليم إصدار تعميم بخصوص منع هذه المظاهر لأن للأسف المعلمة تظن عملها شيء صحيح وجيد

نحتاج وقت طويل لتمحى عقلية البعث من ثقافة المؤسسات الجديدة

وأهم قطاع يجب الانتباه عليه هو التعليم

وشارك آخرون الفيديو رافضين أن يتم تكرار مظاهر التمجيد للرئيس، وغرسها في عقول الأطفال، مؤكدين أنه من الواجب على الجميع التحرر من عبادة الفرد إلى حب الوطن لا لصناعة أصنام جديدة، وقال أحدهم:

almo2tasem91@

هذه تربية البعث تعتقد هذه الآنسة ولأنها من ضحايا حزب البعث أن ما فعلته هو شيء صحيح وصحّي

من واجبنا رفع الوعي والتنبيه، نحن بحاجة أيضاً لقرارات حكومية تمنع هكذا أفعال، وبرامج ترفع الوعي لمنع حدوث مثل هذه الأمور مرة أخرى…

54 سنة من هذه الأفكار ليس من السهل تغييرها خلال مدة زمنية قصيرة

ولاقت أغنية “شيخ الزلم” صدى واسعاً بين السوريين المؤيدين للإدارة الجديدة في دمشق على رأسها الشرع، رغم أنها موجهة أساسا لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ونجله مسرور. وقد نشرتها قناة “كردستان اليوم” قبل عامين، بصوت مغن اسمه “العالمي”، مع صورة لمسرور بارزاني تقابلها صورة أسد. وقبل أسابيع، خلال حفل لها في أربيل عاصمة كردستان، أعادت المغنية الشعبية اللبنانية ريم السواس أداء الأغنية.

ويقول ناشطون إن من أكثر القطاعات تضررا في سوريا طيلة سنوات الحرب كان قطاع التعليم، واليوم تعاني البلاد عموماً من انخفاض في توافر المعلمين المؤهلين، مما يؤثر على وصول الأطفال إلى الخدمات التعليمية واستبقائهم فيها. فارتفاع تكاليف النقل، وعدم انتظام أجور المعلمين في بعض المناطق، يمنعان المعلمين فعلياً من الوصول إلى المدارس، وهذا موجود بشكل خاص في المناطق الريفية. وعادة ما يجري تعيين معلمين مؤقتين للخدمة لحل الموضوع بشكل مؤقت مما أثر على جودة الخدمات التعليمية عموماً.

وخلال عام 2023، تم استهداف 2753 مدرسة بهجمات عسكرية، مما أثر على سلامة الأطفال والمعلمين، وأدى إلى إبطاء العملية التعليمية وإيقاف تعليم الأطفال في بعض الأحيان. وتؤدي العمليات العسكرية، وبشكلٍ خاص الاستخدام غير التعليمي للمدارس، إلى تفاقم حرمان الأطفال من حقهم في التعليم، وخصوصاً في الشمال الغربي والشمال الشرقي من البلاد. أما الوضع في المناطق التي كانت تسيطر عليها الحكومة السابقة فهو ليس أفضل حالاً.