معسكرات الإيغور من الممكن أن تثبت فشلها

بكين- تنامى الاهتمام العالمي بأقلية الإيغور المسلمة في الصين بعد أن دشنت بكين معسكرات تقول إنها لإعادة التأهيل، بينما يصفها منتقدوها بمراكز اعتقال، حيث تسعى الحكومة الشيوعية إلى غسيل دماغ الإيغور ومسلمي آسيا الوسطى في مقاطعة شينغيانغ الشمالية الغربية المضطربة.
ويرى المحلل الأميركي جايمس دورسي أن احتجاز النساء جزءًا من حملة قمع أكبر شملت ما لا يقل عن مليون مسلم يختفون في معسكرات إعادة التأهيل، حيث كانوا يهمشون، وكانت السلطات المحتجزة لهؤلاء تنتهك القوانين الإسلامية، وكانوا يجبرون على قبول أيديولوجية شي جين بينغ، الرئيس الصيني.
وتماشياً مع الجهود الصينية لمنع الاتصالات بين الإيغور في شينغيانغ والعالم الخارجي، يُعتقد أن الزوجات احتُجزن لأنهن متزوجات من أجانب، حيث تعتبر باكستان واحدة من 26 دولة تشعر الصين بقلق خاص بشأنها.
ويؤكد المسؤولون الصينيون أن الإيغور الذين لديهم اتصالات أجنبية يخاطرون بالتأثر “بثلاث قوى شريرة” وهي الإرهاب والتطرف والانفصالية. ويخشى المسؤولون كذلك أن يقوم الإيغور الذين يعيشون في الخارج بحملة من أجل استقلال شينغيانغ أو نشر الإسلام أو ربط أنفسهم بالمتشددين الذين انضم بعضهم إلى تنظيم داعش في سوريا.
وقد قام الأزواج في البداية بالضغط بهدوء على المسؤولين الباكستانيين والصينيين ولكن دون أي رد فعل، ومنذ ذلك الحين تحدثوا علانية مرارًا وتكرارًا على أمل أن يؤدي الضغط الدولي إلى إطلاق سراح زوجاتهم.
ومع إطلاق سراح 40 زوجة من الإيغور لتجار ورجال أعمال ومهنيين باكستانيين، يأمل بعض المعتقلين السابقين في معسكر إعادة التأهيل في أن يتمكنوا بعد ثلاثة أشهر من الخضوع لمراقبة سلطات شينغيانغ من العودة إلى أزواجهن المقيمات في محافظة غلغت بلتستان بباكستان. هذا إذا سمحت لهن سلطات بالسفر.
واختفت معظم الزوجات المحتجزات في عام 2017. وكانت بعضهن مقيمات في شينغيانغ، بينما اعتُقلت أخريات أثناء زيارات عائلية. وفي بعض الحالات، تم إرسال أطفالهن، الذين غالباً ما كانوا يحملون الجنسية الصينية، إلى دور الأيتام أثناء إعادة تعليم أمهاتهم.
إذا استمرت النساء في اتباع معتقداتهن التي تم تبنيها حديثًا، يمكن للصين أن تدعي أن نهجها القاسي بدأ يحقق نتائج. لكن المخاطر بالنسبة للصين وباكستان كبيرة
والنساء، اللائي أطلق سراحهن في الشهرين الأخيرين، إذا ما سمح لهن بذلك، سيعدن إلى المجتمع المحافظ دينياً في باكستان، حيث يمكن أن يقنعهن الضغط الاجتماعي إلى جانب جذورهن الثقافية بأن يتجاهلن ما عايشنه في معسكرات إعادة التأهيل الصينية.
والتخلي عن أساليب الحياة والمعتقدات المفروضة في معسكرات إعادة التأهيل من شأنه أن يثبت أن عملية غسل الأدمغة التي تمارسها الصين لديها فرصة للنجاح فقط إذا تم تطبيقها بوحشية بشكل مستمر لمدة جيل على الأقل، إن لم يكن أكثر.
من الواضح أنه إذا استمرت النساء في اتباع معتقداتهن التي تم تبنيها حديثًا، يمكن للصين أن تدعي أن نهجها القاسي بدأ يحقق نتائج. لكن المخاطر بالنسبة للصين وباكستان كبيرة.
وخلص مراسل بلومبرغ، بيتر مارتن، بعد زيارة حديثة إلى شينغيانغ، بما في ذلك معسكرات إعادة التأهيل، إلى أن بكين أصبحت أكثر قلقًا بشأن ردود الفعل الدولية التي تكثفت في الآونة الأخيرة، مما زاد من المخاطر بالنسبة للمستثمرين الذين قاموا بالفعل بتقييم تأثير المزيد من العداء في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.
وأشار مارتن إلى أنه تلقى نفس الإجابة من بعض السجينات اللاتي سألهن عن سبب احتجازهن وأنهن كررن نفس الإجابة. بعض الأزواج، الذين يصفون زوجاتهم بأنهن غريبات الأطوار منذ وجودهم في المخيمات، يعتقدون أن إعادة التعليم قد يكون له تأثير دائم عليهن. يصفون زوجاتهم بأنهن أصبن بجنون الشك والخوف من الجميع.