#معركة_ذات_البياجر تثير السخرية على إكس

ردود فعل متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد التفجيرات التي استهدفت الأجهزة اللاسلكية لحزب الله والتي اعتبرت فشلا استخباراتيا مكلفا لمحور "المقاومة" التابع لإيران والدعاية التي يروج لها ويستعرض فيها قدرته على قلب الموازين.
بيروت - احتلت التغطية الإعلامية لتفجيرات الأجهزة اللاسلكية التي يستخدمها عناصر وقيادات حزب الله اللبناني صدر الصفحات الأولى في الإعلام العربي وسط ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي غلب عليها التعاطف الكبير مع لبنان الغارق في الأزمات، فيما دعت منابر تابعة للحزب إلى “توخي والدقة والحذر” في التغطية، ما فسره البعض محاولة لاحتواء آثار الفشل الاستخباراتي “للمقاومة” التي استفاضت طول الأشهر الماضية في استعراض البطولات.
وأصبح هاشتاغ #معركة_ذات_البياجر “ترند” على الشبكات الاجتماعية إذ تداول الناشطون أبرز التطورات في هذا الخصوص، وردود الفعل المتباينة بينما انتشرت مقاطع فيديو للإعلامي التابع للمحور حسين مرتضى ومطالبته بعدم تداول صور أو مقاطع فيديو للضحايا في انفجارات البيجر، وأجروا مقارنة بين مقاطع سابقة له تظهر سخريته وتهكمه على الضحايا السوريين الذين كان يستهدفهم حزب الله على الجانب الآخر من الحدود، وجاء في تعليق:
وقال آخر:
وخلال دفاعه عن حزب الله، اعترف أحد العناصر التابعين له بأن ما ارتكبته الميليشيات التابعة لإيران في سوريا والعراق قد أثارت حنقا واسعا ضده:
ورد عليه ناشط:
وعبر ناشطون عن حزنهم للوضع الذي أصبح عليه لبنان بعد أن كان وجهة عالمية للسياحة العربية والأجنبية، وذلك بسبب سيطرة حزب الله على القرار فيه:
وكشف البعض عن وجود عناصر حوثية في لبنان للتدريب على يد حزب الله، وعلق ناشط على مقطع فيديو:
وعلق آخر:
ويشكل الاختراق الإسرائيلي لأجهزة الاتصال اللاسلكي (بيجر) التي يستخدمها عناصر حزب الله حلقة جديدة في مسلسل خروق إسرائيلية سابقة للحزب استهدفت عددا من قادته وعناصره.
ولا يتوقع الخبراء أن تمر واقعة “البيجر” التي هزت الحزب في لبنان، وطالت بعض عناصره في سوريا، بشكل عادي، حيث جعل هذا الاختراق إسرائيل تخرج عن القوالب التقليدية للحرب. وتهدف الإستراتيجية الإسرائيلية الجديدة وفق خبراء التكنولوجيا، إلى إرباك بنية من الاتصال والتواصل اعتقد حزب الله لسنوات بأنها سرية.
ولطالما اعتمد حزب الله على الدعاية الإعلامية والترويج لصورته كقوة مهيمنة في لبنان، ويستعرض بطولات مزعومة عن اختراقاته لأهداف إسرائيلية، لكن هذه التفجيرات تشكل ضربة قوية لمزاعمه بشأن قدرته على مناورة إسرائيل. وتنوعت مقاطع الفيديو التي تظهر زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصرالله، بإطار تسويقي دعائي تختلف أحيانا عن النمط المعتاد لظهور نصرالله في خطاباته أو فيديوهاته الترويجية.
◙ ناشطون يعبرون عن حزنهم للوضع الذي أصبح عليه لبنان بسبب سيطرة حزب الله بعد أن كان وجهة عالمية للسياحة
وتثير هذه المقاطع جدلا في الإعلام المحلي اللبناني والخارجي، وكذلك على مواقع التواصل الاجتماعي حيث يجري تداولها على نطاق واسع، وسط حالة الترقب التي يعيشها لبنان ومنطقة الشرق الأوسط عموما، بسبب احتمالات اتساع نطاق الحرب بين إسرائيل وغزة، لتشمل لبنان إذا قرر حزب الله، هو الآخر، توسيع نطاق مشاركته في هذه الحرب.
وتروَّج هذه الفيديوهات، في توقيت بالغ الدقة، في كل مناسبة من شأنها أن تغير قواعد الاشتباك القائم وحجم تدخل الحزب في الحرب. واللافت أن تلك الفيديوهات لا تصدر عن القنوات الرسمية لحزب الله، وإنما عبر قنوات محيطة به، وقريبة منه، كقنوات معروفة على تطبيق تيليغرام، أو عبر شخصيات إعلامية ومؤثرين يدورون في فلك التنظيم ووسائل إعلامه.
إلا أن ذلك، لم يمنع دوائره الإعلامية المقربة من اعتماد هذه الفيديوهات، والترويج لها في سياقٍ تشويقي كنوع من الدعاية السياسية والحربية في توقيتها، بمن فيهم نجله، جواد نصرالله، الذي شارك هذه الفيديوهات عبر صفحته على موقع “إكس”، فضلاً عن نواب لحزب الله وإعلاميين في قنوات رسمية للتنظيم، مثل قناة المنار.
ويعتمد حزب الله إستراتيجية "الغموض البناء"، أي أن يبث فيديوهات عبر القنوات المحيطة به، ويبقى قادراً على رفع المسؤولية عنه بكونه لم يصدر عبر قنواته الرسمية، ليبقى التبني عبر القنوات غير الرسمية، على طريقة "نعترف ولا نعترف".
وقام بإنشاء قناة تيليغرام خاصة بوسائل الإعلام الأجنبية، للإعلان فقط عن قتلاه، أسماهم "شهداء حزب الله"، ينشر عليها كل يوم الحصيلة الجديدة، وذلك لكي يقول إعلامياً للعالم وللفلسطينيين ولحماس ولإسرائيل أنه منخرط في هذه الحرب، ولكن في الوقت ذاته غير منخرط، ويحقق ذلك بإستراتيجية الغموض التي يعتمدها ويوجهها لأهداف داخلية.