معرض يستعيد تجربة رائدي التشكيل السوري أدهم ونعيم إسماعيل

مواضيع متنوعة منها البورتريه عند الفنان نعيم مع ملامح في التجريد وأسلوب الخط اللامتناهي عند الفنان أدهم.
الاثنين 2024/05/20
تجربة أثّرت في ملامح التشكيل السوري المعاصر

دمشق - حظي دارسو ومحبو الفن التشكيلي بفرصة مشاهدة مجموعة كبيرة من الدراسات الفنية ضمن معرض استعادي لتجربة الفنانين التشكيليين الرائدين أدهم ونعيم إسماعيل في غاليري دمشق.

المعرض ضم حوالي 180 دراسة فنية من مراحل مختلفة لتجارب الفنانين الشقيقين في الفترات الممتدة من أربعينيات القرن الماضي وحتى وفاة الفنان أدهم عام 1963 وبالنسبة للفنان نعيم حتى وفاته عام 1979.

وجاءت الدراسات في أغلبها على ورق وبتقنيات الرصاص والفحم وألوان الباستيل والخشب والمائي والأحبار بمواضيع متنوعة منها البورتريه والطبيعة والأمومة والمشاهد الحياتية عند الفنان نعيم مع ملامح في التجريد في البورتريه وبأسلوب الخط اللامتناهي عند الفنان أدهم.

وعن المعرض قالت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح “عشنا خلال المعرض لحظات انجاز هذه الدراسات وكأننا نرى الفنانين الرائدين أدهم ونعيم إسماعيل يرسمانها بعفوية وتأن وإبداع من خلال طريقة العرض المميزة التي قدمت فيها هذه الأعمال المهمة”.

وأكدت مشوح أن الحركة الفنية السورية تحتاج لمثل هذه المعارض الاستعادية التي توثق أعمال الرواد وتنقل تجاربهم لنا لنرصد من خلالها تأثير المدارس الفنية عليها وتطور مراحلها وعلاقتها بالحركة الفنية وبالنواحي الوطنية والاجتماعية”.

الحركة الفنية السورية تحتاج لمثل هذه المعارض الاستعادية
الحركة الفنية السورية تحتاج لمثل هذه المعارض الاستعادية

بدوره أوضح الفنان التشكيلي وسيم عبدالحميد مدير مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة أن المعرض يعتبر خطوة مهمة ويتكامل مع جهود وزارة الثقافة في إتاحة الفرصة للفنانين والجمهور للاطلاع على الأعمال القيمة لرواد الحركة الفنية السورية مبينا أن الأعمال جاءت مفاجئة لكل من شاهدها وحملت الكثير من الفائدة والقيمة والمتعة الفنية.

وأشارت منسقة المعارض في غاليري دمشق رند كامل إلى أن المعرض يهدف للاحتفاء باثنين من رواد الحركة الفنية السورية وإبراز الجهود المبذولة في سبيل أرشفة أعمالهما ودراساتهما وتوثيقها كإرث فني سوري مهم يجب الحفاظ عليه والاستفادة منه في الأبحاث الفنية المعاصرة المعنية بالحركة الفنية السورية.

ولفتت إلى أن واجب كل صالات العرض الخاصة التي تمتلك مقتنيات من أعمال الفنانين الرواد أن تتيح الفرصة للجمهور كي يطلع عليها من فترة إلى أخرى إلى جانب بذل الجهود في الحفاظ عليها وتوثيقها.

يذكر أن الفنان الرائد أدهم إسماعيل ولد عام 1922 في أنطاكيا بلواء إسكندرون وتخرج في كلية الفنون الجميلة بروما عام 1956 عقب نيله منحة من الحكومة الإيطالية وأصبح بعدها مدرسا في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق وشغِل لفترة قصيرة منصب مستشار فني لوزارة الثقافة المصرية وتوفي في دمشق عام 1963.

وعلى مدى مسيرته الفنية القصيرة عالج الفنان موضوعات معاصرة محلية وعربية ولاسيما الفروسية والنضال الثوري العربي عبر أسلوبه المميز واستخدامه الخط اللامتناهي لتكوين فضاءات لونية تعطي عمقا للعمل مستلهما أسلوبه الفني الخاص من الخط العربي.

مارس أدهم التصوير الزيتي، وابتكر أسلوبا حديثا استقاه من التراث العربي التشكيلي، ومن «الخط اللامتناهي» في هذا التراث، ليعالج موضوعات سياسية واجتماعية معاصرة.

أما الفنان الرائد نعيم اسماعيل فهو من مواليد عام 1930 في أنطاكيا بلواء إسكندرون، تخرج عام 1953 في كلية الفنون الجميلة في إسطنبول باختصاص التصوير الزيتي وعمل كمشرف فني على مجلة “جيش الشعب” بين عامي 1958 و1970، كما عمل مديرا للفنون الجميلة في وزارة الثقافة السورية بين عامي 1970 و1979، بالإضافة إلى تدريسه مادة الفسيفساء والتصوير الحائطي في كلية الفنون الجميلة بدمشق.

واختلف أسلوب نعيم عن أسلوب أخيه أدهم، حيث اهتم برسم البورتريه والطبيعة كما اشتهر بأسلوبه التجريدي وخطوطه الهندسية وتصويره لمَشاهد من الحياة اليومية المتأثرة غالبا بالتشكيلات الإسلامية والرمزية، ويعد نتاجه غزيرا رغم قصر عمره نسبيا تاركا إرثا فنيا غنيا وقيما.

15