معرض يستعيد تجربة جاذبية سري في الفن التشكيلي المصري

القاهرة - ينظم قطاع الفنون التشكيلية بالشراكة مع الجامعة الأميركية في القاهرة معرضاً استعاديا للفنانة الراحلة جاذبية سري (1925 - 2021)، يستمر من الثالث والعشرين من أكتوبر الجاري حتى الثاني والعشرين من ديسمبر المقبل بمجمع الفنون في الزمالك (قصر عائشة فهمي).
ويضم المعرض 80 عملا فنيا من مقتنيات متحف الفن المصري الحديث ومقتنيات الجامعة الأميركية ومن مقتنيات خاصة تؤرخ لمراحل مشوار جاذبية سري الفني الممتد على أكثر من سبعين عاما.
وقالت وزيرة الثقافة المصرية نيفين كيلاني في كلمة بمناسبة افتتاح المعرض "لا يرحل المبدع بل يتردد اسمه دائما من خلال أعماله الحية، وإبداعاته التي تخلد سيرته.. إنها جاذبية سري التي تركت بصمة واضحة في مجال الفن التشكيلي، ورحلت عن عالمنا وريشتها مازالت تنبض إبداعا".
ورأت كيلاني أن الفنانة الراحلة "استطاعت أن تقدم رؤية فنية فريدة، وهي تجسد في أعمالها البيئة المصرية الأصيلة وتؤرخ لها، فعكست بريشتها الكثير من الأحداث العظيمة التي مرت بمصر"، كما أن "جاذبية سري مزجت في فنها بين الإبداع والأصالة التي استمدتها من البيئة المصرية، مزجاً عكس الشخصية المصرية الحقيقية، فكانت لوحاتها معبرة تعبيرا صادقا" عن حميمية ودفء مصر بكل عناصرها، وأجادت استخدام الأساليب المستحدثة من الفن التشكيلي ليتميز أداؤها بالتفرد في الشكل والمحتوى ولتمنح نفسها موضعاً بارزاً في ذاكرة مصر الفنية والثقافية".
وقال الفنان خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، “نحن أمام تاريخ حافل بالمبادرة لقامة نسائية رفيعة خاضت درب الفن التشكيلي كطليعة مفعمة بالجسارة لتثبت مكانة ودور المرأة المصرية في كافة مجالات الحياة".
وتابع أن "عالم الأستاذة جاذبية سري سيكون مسرحا للسحر والجمال، للتوثيق والبحث وتعميق الإدراك بتجربتها شديدة التفرد والثراء. هذه التجربة التي لم ولن تفقد طزاجتها ورونقها وقدرتها على الإدهاش، فللفنانة على مدار تاريخها مراحل فنية تنقلت خلالها عبر أساليب مختلفة في التعبير التشكيلي ما بين الواقعية الزخرفية ثم الواقعية التعبيرية وتلتهما التجريدية والتكعيبية والتجريد العضوي والهندسي. ومع كل مرحلة أثبتت أنها موهبة مصرية لها طابعها الخاص".
وأوضح سرور أن جاذبية سري فنانة تنتمي إلى الجيل الثاني من المصورين المصريين الذين اهتموا بالتأكيد على أصالة الفنان المصري، فارتبطت أعمالها مع أحداث مجتمعها بإحساسها العالي بقضايا الوطن التي عاصرتها خلال حياتها، مثل ثورة يوليو 1952 وبناء السد العالي والنكسة ثم انتصار أكتوبر وغير ذلك من الأحداث الهامة.
ودرست جاذبية سري الفنون الجميلة، وأصبحت بعدها أستاذة في قسم الرسم بكلية التربية الفنية في جامعة حلوان، كما كانت أستاذة في الجامعة الأميركية بالقاهرة. وكان لديها أكثر من 50 معرضًا شخصيًا ومشتريات رسمية من متاحف دولية وجوائز دولية ومِنح دراسية وكراسي جامعية.
ودار موضوع أطروحتها حول تاريخ مصر السياسي، وتصور لوحاتها العلاقة بين الوعي النسوي ومناصرة المرأة والتاريخ والفاشية والمستقبل الإسلامي. واشتهرت لوحات سري بفضل انتقائها وعدم تجانسها مع مصر الحديثة. ويهيمن وجود النساء على أعمالها في حالة قوة لا لبس فيها ونابعة من وحدة الإناث اللواتي تصورهن عادة وهن يؤدين أدوارًا في المجالين العام والخاص.
وتعتبر جاذبية سري من الفنانات اللاتي اشتهرن خلال الفترة الناصرية في خمسينات القرن الماضي من تاريخ مصر. وتفاعلت خلال سبعة عقود من مسيرتها الفنية مع التحولات التي عرفها المناخ السياسي والاجتماعي والفني في مصر.