معرض مغربي يستعيد الفن البنيني من الاسترداد إلى الانبعاث

الرباط - يستضيف متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر في الرباط، معرضا بعنوان "الفن البنيني بين الأمس واليوم.. من الاسترداد إلى الانبعاث"، ويستمر حتى الخامس عشر من مايو المقبل، ويتيح الفرصة أمام جمهور الفن التشكيلي لاستكشاف جانب من تاريخ بنين وتراثها.
ويشكل هذا المعرض دعوة لخوض تجربة غامرة في عالم الفن في البنين، حيث تنطلق رحلة الزائر بعرض فيديو يستعيد النقاط البارزة في مسار الاسترداد وتقديم الكنوز الملكية الستة والعشرين التي تم استردادها من قبل متحف "كي برانلي - جاك شيراك"، ليتواصل الغوص في عوالم الفن المعاصر.
وينقسم المعرض إلى ثلاثة فصول تشمل "التواتر- التغاير"، الذي يمس شتى الجوانب المقدسة، و"التحول أو التحولات"، الذي يستكشف الشخصيات التاريخية والأرواح والأسلاف، و"التجاوز - التهجين"، الذي يجسد الاستبطان والأسئلة الوجودية للفنانين. كما يتيح هذا المعرض، الذي يعكس الرؤى المختلفة لفنانين معاصرين من بنين، للزائر إمكانية التنقل بين الماضي والحاضر لاستكشاف عوالم كل فنان.
وقال رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف المهدي قطبي إن "هذا المعرض يبيّن لنا حيوية المشهد الفني في بنين". وأضاف قطبي "أنا سعيد للغاية لأن جميع المغاربة بإمكانهم الولوج إلى هذا المعرض"، مشددا، في الوقت ذاته، على أهمية هذه التظاهرة الثقافية في تعزيز العمق الأفريقي للمملكة.
وأبرز أن "المغرب يعد أول بلد يحتضن الشق المعاصر من هذا المعرض، في أول عرض له خارج بنين، ما يعكس أيضا التطور الثقافي الذي تشهده المملكة تجسيدا لرؤية العاهل المغربي الملك محمد السادس".
وحسب رئيس المؤسسة الوطني للمتاحف، فإن احتضان الرباط لهذا المعرض يأتي ليؤكد مجددا مكانة المدينة باعتبارها عاصمة للثقافة الأفريقية، مشددا على أن “الثقافة الأفريقية تعد جزءا مهما من هويتنا وتاريخنا ومستقبلنا أيضا".
من جهته، أعرب الرسام البنيني جوليان سينزوغان عن سعادته الغامرة بتقاسم تجربته مع العالم الفني المغربي وسكان الرباط، آملا أن يعزز هذا الحدث الفني الروابط بين الفنانين البنينيين والمغاربة.
ويضم المعرض، في شق "الفن المعاصر لبنين"، أعمال 34 فنانا معاصرا وأكثر من 100 عمل فني للاحتفاء بحيوية الفن المعاصر في بنين من خلال تنوع التقنيات والوسائط، لاسيما الصباغة والنحت والرسم والفن الرقمي وفن الأداء.
ويسعى هذا المعرض، المنظم من الثامن عشر من يناير الجاري إلى الخامس عشر من مايو المقبل بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل والوكالة المغربية للتعاون الدولي، إلى تعزيز أواصر الصداقة بين المملكة المغربية وجمهورية بنين، كما سيشكل نقطة انطلاق ديناميكية ثقافية بالغة الأهمية على امتداد القارة الأفريقية.
يشار إلى أن معرض "الفن البنيني بين الأمس واليوم.. من الاسترداد إلى الانبعاث" كان قد افتتح في 17 فبراير 2022 في كوتونو. ويمثل هذا الحدث الثقافي علامة فارقة لهذا البلد الأفريقي الذي يعرض 26 كنزا ملكيا تمت استعادتها إلى البلاد، إضافة إلى 106 من الأعمال الفنية المعاصرة.