معرض مغربي جماعي يستعيد ابن بطوطة

طنجة (المغرب) - سيرا على نهج الرحالة الشهير ابن بطوطة، واستعادة لذكراه، اجتمع عدد من التلاميذ المغاربة في معرض تشكيلي جماعي يستضيفه فضاء باب الديوانة التاريخي بمدينة طنجة، تحت شعار “على خطى ابن بطوطة: 100 طريق نحو الإبداع”.
ويضم هذا المعرض الفني الذي يخلد ذكرى ميلاد ابن بطوطة في 24 فبراير 1304م (704هـ)، أعمالا فنية أنجزها تلاميذ من خمس ثانويات تأهيلية بمدينة طنجة، تجمع بين الأعمال التشكيلية والفيديو آرت.
وفي هذا السياق أبرز إدريس بن عباد، المدير العام المنتدب لشركة التهيئة لإعادة توظيف المنطقة المينائية لطنجة المدينة، أن المعرض الذي يحتفي بإبداع التلاميذ يسلط الضوء على شخصية ورحلات ابن بطوطة، مبرزا أنه يندرج في إطار دور ميناء المدينة في تنشيط حاضرة طنجة وجهود تعريف الشباب واليافعين بأهم محطات تاريخ وفنون حاضرة البوغاز.
وأضاف أن المعرض يعكس أيضا القيم التي كان يحملها معه ابن بطوطة أينما حل وارتحل، خاصة قيم التسامح وروح الاكتشاف وحب المطالعة، والرغبة في نقلها إلى تلاميذ اليوم، مشددا على أنه يتماشى مع مهام شركة إعادة التهيئة لاسيما في ما يتعلق بتطوير الأنشطة الثقافية وإعادة ربط الميناء بالأحياء المجاورة.
من جهته اعتبر رئيس مؤسسة عبدالهادي التازي، يسر التازي، أن المعرض هو مبادرة لاكتشاف تاريخ البلد من خلال شخصية ابن بطوطة التي عرّفت العالم على المغرب، والكشف عن أهمية رحلاته، مبرزا دور المؤسسة في التعريف بالرحالة وقيمه الإنسانية والتواصلية مع شعوب العالم.
وأشار إلى أن المؤسسة قامت بنشر أبحاث عديدة عن تاريخ ابن بطوطة، أمير الرحالة، وعن كتاباته وأسفاره حول تقاليد البلدان التي حل بها، مشيدا بهذا المعرض الذي يقرب تلاميذ المؤسسات التعليمية أكثر من العمل الذي تقوم به المؤسسة.
أعمال فنية أنجزها تلاميذ من خمس ثانويات تأهيلية بمدينة طنجة تجمع بين الأعمال التشكيلية والفيديو آرت
كما تطرق إلى أن ما أنجزه المؤرخون المغاربة البارزون، من طينة المؤرخ الراحل عبدالهادي التازي وأسماء أخرى وازنة، مكن من التعرف والاطلاع العلمي على مساهمة المغاربة في تطور البشرية في مجالات حيوية متعددة وتلاقح الثقافات ونشر قيم التعايش.
ويسلط المعرض الضوء، حسب المنظمين، على التاريخ والفن، كما يُظهر هذا الحدث التزام ميناء طنجة المدينة بتنشيط الحياة الثقافية لمدينة طنجة وزيادة الوعي لدى الأجيال الشابة حول التراث التاريخي والفني للمنطقة، وذلك من خلال تعبيرات فنية متنوعة تهتم خاصة برحلة ابن بطوطة والقيم التي تجسدها، مثل التسامح والحوار واحترام الآخر والمثابرة.
وتشكل هذه المبادرة بالنسبة إلى الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، حسب ورقة تعريفية للمعرض، فرصة لإثراء الحياة المدرسية من خلال تشجيع الإبداع واكتساب معارف تاريخية جديدة وتعزيز الهوية الوطنية بكل أبعادها الثقافية والإنسانية.
يذكر أن شركة التهيئة لإعادة توظيف المنطقة المينائية لطنجة المدينة افتتحت في فبراير 2022 فضاء عرض ذاكرة ابن بطوطة ببرج النعام في المدينة العتيقة لطنجة بعد إعادة ترميمه وتطويره، ويحتوي على مجموعة من القطع النقدية والكتب المعروضة، وهو ما ساهم في التعريف بالرحالة وإرثه.
كما يُذكر أيضا أنه عقب رحلات طويلة ومتعددة إلى الشرق، عاد ابن بطوطة إلى المغرب بعد أن تمكن منه الشوق إلى مسقط رأسه، سالكاً أثناء رجوعه طريقاً بحرياً عبر تونس وسردينيا والجزائر، وفي سنة 1350 عبر الرحالة مضيق جبل طارق، وطاف في مملكة بني نصر في غرناطة قبل أن يعود إلى فاس.
ثم التحق بعد فترة بقافلة متوجهة إلى سجلماسة، وبدأ رحلته إلى مالي والنيجر، ليعود إلى مسقط رأسه ويباشر كتابة مؤلّفه الشهير حول رحلاته والذي انتهى منه عام 1357.