معرض في المغرب يسلط الضوء على "الجسد في كل حالاته المزاجية"

لوحات يستعمل فيها الجسد كوسيلة للتطرق إلى مواضيع مرتبطة بالإنسان في علاقته بالمحيط الذي يعيش فيه.
السبت 2023/10/21
أجساد تكشف دواخلها

الرباط - من الجسد وحالاته المزاجية التي تحوله إلى لوحات واقعية شديدة الثراء والتعقيد، جاءت فكرة معرض “الجسد في كل حالاته المزاجية” للفنانين المغربيين سعيد قديد ونهى الخطابي والمنعقد في رواق البنك الشعبي بالرباط، ويسلط الضوء على الجسد كوسيلة للتعبير بأسلوب مليء بالعفوية.

يضم هذا المعرض الجماعي، الذي يفتتح به رواق البنك الشعبي موسمه الثقافي الخريفي، 40 لوحة تشكيلية يبرز فيها سعيد قديد ونهى الخطابي مفهوم “الحالات البشرية المختلفة” من خلال الفن ورمزية الجسد.

وعرف افتتاح هذا المعرض، الذي يستمر إلى غاية 22 مارس المقبل، حضور رئيسة مجلس الإدارة الجماعية الجديدة للبنك الشعبي للرباط – القنيطرة، بشرى برادة، والمدير العام المكلف بالخدمات التجارية لمجموعة البنك الشعبي المركزي جليل السبتي، إلى جانب شخصيات أخرى من عالمي الفن والاقتصاد.

وتقدم لوحات نهى الخطابي رؤية تمثيلية للجسد الأنثوي، تتجاوز البعد الجمالي، لترمز إلى ارتباط الأنوثة بالطبيعة والخصوبة والأمومة والحياة والحساسية والقوة والهشاشة، مسلطة الضوء على الصور النمطية التي تعاني منها المرأة، في حين تعد لوحات سعيد قديد عبارة عن بورتريهات وتركيبات غنية ومعقدة تصور وجوها ورؤوسا دون إظهار بقية الجسد.

f

وقالت الفنانة نهى الخطابي، في تصريح، إن هذا المعرض يأتي بمبادرة من الفنان سعيد قديد “الذي اقترح علي أن نقوم بتنظيم معرض تشكيلي مشترك نتناول فيه موضوعا مشتركا وهو الجسد، كل بطريقته الخاصة”.

وأوضحت أنها تتناول في أعمالها الفنية موضوع جسد المرأة، لأن هذه الأخيرة كانت دائما مصدر إلهام بالنسبة إليها منذ انطلاق مسيرتها الفنية، مبرزة أنها تسعى من خلال أعمالها التشكيلية لاستكشاف عمق رمزية الجسد الأنثوي وتعتمد أسلوبا تعبيريا وتصويريا في أعمالها.

وأكد سعيد قديد، في تصريح مماثل، أن هذا المعرض يشتمل على لوحات أنجزها خلال السنوات الأربع الأخيرة، ويستعمل فيها الجسد كوسيلة للتطرق إلى مواضيع مرتبطة بالإنسان في علاقته بالمحيط الذي يعيش فيه، مشيرا إلى أن المعرض يعد بمثابة فضاء ينفتح فيه الفنان على محيطه.

من جانبها، قالت مندوبة المعرض تانيا الشرفي إن هذا المعرض يفتتح الموسم الثقافي لرواق البنك الشعبي “ويقدم أعمال الفنان سعيد قديد، الذي يعد من أبرز الفنانين التشكيليين على مستوى الساحة الوطنية، بمعية نهى الخطابي التي تلقت تكوينها داخل ورشته الفنية”.

وأضافت أن المعرض يمثل نقطة تحول في أعمال سعيد قديد ونهى الخطابي “لأنهما تجردا من أسلوبهما الكلاسيكي والأكاديمي، من خلال لوحات فنية مليئة بالتلقائية والحرية في التعبير”.

يشار إلى أن الفنان سعيد قديد، الذي يعد من خريجي المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، وحائز على دبلوم الفنون التصويرية، افتتح ورشته التكوينية في الفنون التشكيلية بالرباط سنة 1998.

أما نهى الخطابي فهي أستاذة جامعية باحثة، اكتشفت ميلها إلى الفن التشكيلي منذ ولوجها الورشة التكوينية للفنان سعيد قديد سنة 2010، قبل أن تشارك في دورة تكوينية بمدرسة الفنون الجميلة في مونتريال (كندا).

ويعرف الفنان بأنه واحد من رسامي الواقعية التعبيرية القائمة على التحوير والحركة وانصهار الألوان عن طريق المزج البصري دون الاكتراث بقواعد الرسم والمنظور. وهو الآن يهتم بتشريح الجسد البشري ليس من جانبه المادي وإنما يشرح الحالات المزاجية التي تعتري العنصر المادي بهويته الأنثوية أو الذكورية.

إن استعمال الجسد في الفن التشكيلي أدى على مر الزمن إلى إنجاز أعمال مقلقة ومزعجة؛ لكن مع سعيد قديد تأتي الأجساد منذ أعماله السابقة كجزء من إطار تقليدي يركز على المشاهد الاجتماعية والثقافية. ويُظهر قديد في لوحاته تراكبًا للخطوط والألوان شبه التجريدية، يتبعه مشهد مجازي، ومشهد شارع، ولقاء نساء في صورة ظلية، وفارس، ومنظر بحري. ويركز على النمذجة وتناغم الألوان والحركة.

13