معرض فوتوغرافي يظهر "ما تقدمه فلسطين للعالم" من تونس

معهد العالم العربي في باريس يختار تونس محطته الأولى في جولة معرض الصور.
الاثنين 2024/05/27
معرض متجول يعرف بفلسطين الماضي والحاضر

تونس - اختار معهد العالم العربي في باريس أن تكون تونس المحطة الأولى لجولة معرض الصور “ما تقدمه فلسطين للعالم”، والذي يستضيفه المعهد الفرنسي في العاصمة تونس حتى الثامن والعشرين من مايو الجاري، برعاية سفارة فلسطين لدى تونس.

ويتضمن المعرض، الذي افتتح لأول مرة في معهد العالم العربي بباريس من مايو إلى ديسمبر 2023، صورا لفلسطين بعيدا عن الكليشيهات.

ويقول سفير فلسطين السابق لدى اليونسكو، المفوض العام للمعرض، الكاتب إلياس صنبر إن المعرض “يظهر إلى أي مدى نحن (الفلسطينيون) على قيد الحياة وإلى أي مدى مازلنا نحمل هوسا بالثقافة”.

ويتولى صنبر الإشراف على المعرض، إلى جانب كل من ماريون سليتين وإريك ديلبون وماري شومينو.

ويضيف صنبر “تتميز فلسطين بتاريخ غني، وقد أنجبت مثقفين وفنانين يحظون بتقدير العالم، ويروون ويشكلون الهوية الفلسطينية وهم يمثلون أصوات شعب بأكمله”.

مقارنة بين سجلين من الصور الفوتوغرافية، صور تعود إلى القرن التاسع عشر مقابل صور اليوم، عن فلسطين
مقارنة بين سجلين من الصور الفوتوغرافية، صور تعود إلى القرن التاسع عشر مقابل صور اليوم، عن فلسطين

ويتابع “ما تقدمه فلسطين للعالم، يُظهر الإبداع الفلسطيني، سواء كان ذلك على الأراضي الفلسطينية أو في المنفى، ويُقدم الفنانين الذين جعلوا من التصوير الفوتوغرافي لغتهم ووسيلة تعبيرهم”.

ويقارن المعرض سجلين من الصور الفوتوغرافية، صور تعود إلى القرن التاسع عشر مقابل صور اليوم، عن فلسطين. ففي حين أن الصور القديمة التي تم إنتاجها عن طريق عملية الطباعة الحجرية “ليتوغرافيا” كانت تظهر الأرض الفلسطينية في الكثير من الأحيان على شكل كليشيهات أو صور نمطية غير مجسدة في التصوير الفوتوغرافي القديم، فإن الصور الفوتوغرافية المعاصرة في هذا المعرض تشهد على الحياة اليومية للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة حتى عام 2021، وعلاقتهم بالجسد والفضاء العام والأرض.

ويقول صنبر “هي صور تثير الإعجاب لما تقدمه من إبداع استثنائي يدعونا إلى التفكير في قوة الثقافة والفن كوسيلة للمقاومة. كما توفر بعض شهادات الفنانين التي تم جمعها في ربيع عام 2024 نظرة حالية على دورهم الوجودي في إسماع صوت فلسطين اليوم”.

وسيتم تقديم برنامج مخصص للثقافة الفلسطينية طوال مدة المعرض، من ضمنه لقاء مع مصورين فلسطينيين يتم عرض أعمالهما هما: رهف البطنيجي وشادي العصار، للنقاش حول أعمالهما وأفكارهما الفنية، بالإضافة إلى عروض لأفلام فلسطينية، ومناقشة حول كتاب “فلسطين في 50 صورة” بحضور صبري جيرو، ومسرحية “طه” للفنان عامر حليحل عن الشاعر الفلسطيني طه محمد علي، وكذلك أمسية مخصصة للموسيقى الفلسطينية.

ويحضر الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش في المعرض من خلال أشعاره، إلى جانب الكاتب والشاعر الفرنسي الملقب بعاشق فلسطين جان جينيه.

ويضم المعرض أيضا “المتحف الفلسطيني في المنفى” وأسس بالتعاون مع المؤرخ سفير فلسطين الأسبق لدى اليونسكو إلياس صنبر.

ويضم تحفا تم التبرع بها للمتحف لمدة 5 سنوات بإشراف المعهد العربي، وقال جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي، تعليقا على هذا المتحف “نأمل أن نتمكن يوما ما من عرض هذا المتحف في القدس”.

ويمنح المعرض الذي ينظمه معهد العالم العربي بباريس، وكذلك البرامج المعدة مع المعهد الفرنسي بتونس، مساحة للتعبير للفنانين الفلسطينيين ومكانا لثراء هذا المشهد الثقافي. واليوم، أكثر من أي وقت مضى، أصبحت رسائلهم مهمة، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني منذ أكتوبر الماضي.

وكتب جاك لانغ عن المعرض “بعيدا عن كونه سجلا للضحايا، فإن المعرض يُظهر العالم في فلسطين وفلسطين للعالم”.

14