معرض فني سوري يقاوم ظاهرة التنمر الإلكتروني

السويداء (سوريا) - الإلكتروني وآثاره السلبية على الفرد والمجتمع شكلا محور المعرض الفني الذي تنظمه الغرفة الفتية الدولية بالسويداء هذه الأيام بعنوان “رسالة سلام تتجاوز كل اللغات”.
وضم المعرض الذي شارك فيه موهوبون في الرسم، إضافة إلى عدد من طلاب كلية الفنون الجميلة الثانية بالسويداء، 31 لوحة فنية عبر خلالها المشاركون عن إحساسهم تجاه ظاهرة “التنمر الإلكتروني” محاولين إيصال رسائل توعوية إلى المجتمع من خلال الفن التشكيلي.
وأوضح المشرف على المعرض الفنان التشكيلي عصام الشاطر أن المعرض يسلط الضوء على الآثار السلبية للتنمر الإلكتروني، حيث قدم كل شخص من المشاركين رسالة توعوية برؤية فكرية وسوية فنية بتقنيات حرة دون أي قيود، وباستخدام الفحم والألوان الزيتية والمائية والحبر بأساليب تنتمي إلى المدرسة الواقعية والتعبيرية وغيرها.
لوحات فنية عبر خلالها المشاركون عن إحساسهم تجاه ظاهرة "التنمر الإلكتروني" محاولين توعية المجتمع بخطورتها
ولفت الشاطر إلى أهمية دور الفن في ملامسة قضايا المجتمع والتوعية حول الظواهر التي يعانيها ومن بينها “التنمر” وتناولها بطريقة فنية قادرة على إيصال رسائل أكثر عمقا وتأثيرا، وخاصة في ظل انتشار ما يسمى بالتنمر الإلكتروني على وسائل التواصل الاجتماعي وحالة اللامسؤولية من قبل الكثير من مستخدمي تلك الوسائل وما تشكله من حالات ألم كبيرة للآخرين دون مراعاة لأي معايير اجتماعية أو أخلاقية.
بدوره بين نائب رئيس القطاع الدولي للغرفة الفتية الدولية بالسويداء وليم حاطوم أن المعرض يأتي تتويجا لمشروع أطلقته الغرفة الفتية الدولية بالسويداء منذ نحو شهرين بالشراكة مع الغرفة الفتية بدمشق ضمن القطاع الدولي بهدف تبادل الخبرات بين الأعضاء ومشاركة تجارب الآخرين حول التنمر الإلكتروني.
وأشار إلى أن المعرض يقدم رسائل توعوية حول هذه الظاهرة السلبية، وآثارها على المجتمع بطريقة غير نمطية من خلال استخدام الفن باعتباره أكثر قدرة على إيصال الفكرة بالشكل الصحيح.
وأوضحت مديرة مشروع تبادل الخبرات حول “التنمر الإلكتروني” بالغرفة الفتية الدولية بالسويداء ميلا يونس أنه “تم إنجاز الأعمال الفنية على مدى شهر كامل بهدف إيصال رسالة سلام عابرة للزمان والمكان، وقادرة على التعبير عن مشاعرنا بطريقة أعمق عن ظاهرة التنمر الإلكتروني التي انتشرت على نطاق واسع مع تطور التقنيات الرقمية والتي تتسبب في ضرر كبير للشخص المتنمر عليه، وتترك آثارا كبيرة على الفرد والمجتمع”.
وترافق المعرض الذي تستضيفه صالة مطعم الدار على مدى يومين جلسات توعوية حول ظاهرة التنمر الإلكتروني والتعامل معها.
والتنمر الإلكتروني هو تنمر باستخدام التقنيات الرقمية، ويمكن أن يحدث على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات المراسلة ومنصات الألعاب والهواتف المحمولة، وهو سلوك متكرر يهدف إلى إخافة أو استفزاز المستهدفين به أو تشويه سمعتهم. ومن الأمثلة عليه نشر الأكاذيب عن شخص ما أو نشر صور محرجة له على وسائل التواصل الاجتماعي، أو إرسال رسائل أو تهديدات مؤذية عبر منصات المراسلة، كذلك نجد من بين أساليبه انتحال شخصية شخص ما، وإرسال رسائل جارحة إلى الآخرين، علاوة على السخرية من الآخرين والحط من شأنهم وجعلهم مواضيع للتسلية باختراق خصوصياتهم الفكرية والجسدية وغيرها.
التنمر الإلكتروني هو تنمر باستخدام التقنيات الرقمية، ويمكن أن يحدث على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات المراسلة ومنصات الألعاب والهواتف المحمولة
وغالبا ما يحدث التنمر وجها لوجه (المباشر)، لكن التنمر الإلكتروني يترك بصمة رقمية وسجلا يمكن الاستفادة منه ويقدم الأدلة للمساعدة في إيقاف الإساءة.
وبين هاني طلعت – وهو باحث في مجال الاتصالات - أن مصطلح التنمر الإلكتروني ظهر إثر بروز وسائل التواصل الاجتماعي، ويعني استخدام التكنولوجيا بطريقة غير صحيحة والتلصص على الأشخاص لإيذائهم نفسيا أو اجتماعيا.
وأكد، في تصريح سابق لـ”العرب”، أنه لا يوجد حل تكنولوجي لتلك الظاهرة، فالمتنمرون مجهولو الهوية، ومن الصعب تحديد المسؤول أو منعه، وطالما هناك اتصال بالإنترنت يبقى العالم بأسره معرضا للتنمر، وعلاج ذلك الحملات المتنوعة لتوعية الأسرة بمخاطر الظاهرة وتعليمها كيفية التعامل معها بشكل مناسب.
لكن الفن يساهم في التوعية ونقد هذه الظاهرة وبالتالي الحد منها ولو نسبيا، كما يمكنه تكريس الاستمرار في التأسيس لوعي متوازن بالتركيز على زرع أفكار قبول الآخر والاختلاف، علاوة على نبذ العنف وتقليص التأثيرات السلبية للتنمر وغيره من الظواهر.