معرض ديترويت يعود لتقديم سياراته في أجواء أقل صخبا

الطرز الكهربائية والذكية تستأثر باهتمام واسع من الجمهور.
الأربعاء 2022/09/21
عندما تجرب قيادتها فلن تندم أبدا

يجمع المهتمون بمعارض السيارات على أن الحدث الذي تستضيفه ديترويت بعد انقطاع لأكثر من عامين عاد لتقديم أحدث الموديلات التي بات جانب منها صديقا للبيئة وأكثر تطورا بفعل التكنولوجيا لكن أجواءه كانت أقل صخبا نتيجة تغير النظرة في كيفية جذب الجماهير.

ديترويت (الولايات المتحدة) - عندما حان الوقت لعرض سيارتها شفروليه إكوينوكس أس.يو.في الكهربائية للجمهور هذا العام، قررت جنرال موتورز عدم القيام بذلك في معرض ديترويت، كما كانت ستفعل في الماضي.

ويرمز قرار عرض هذه السيارة قبل أسبوع من انطلاق الحدث إلى مدى صغر حجم معرض السيارات هذا العام، مع ظهور عدد قليل من الطرازات الجديدة، وشاشات أقل لمعانًا، وعدد أقل من الصحافيين، وربما حضور أقل.

ورغم أن اللوم يقع جزئيا على الوباء، لكن ثمة عوامل أكبر تلعب دورا، فقد اكتشف صانعو السيارات أن الموديلات الجديدة يمكن أن تُحدث ضجة أكبر عندما يتم الكشف عنها للجمهور الرقمي في يوم لا يضطرون فيه إلى مشاركة الأضواء مع منافسيهم.

وفضلا عن ذلك فإن الظهور لأول مرة في معرض للسيارات، مثل الحدث في ديترويت والذي يختتم الأحد المقبل بعد عشرة أيام من الفعاليات المختلفة، يمكن أن يكون مكلفا للغاية.

ولذلك على الرغم من نقل العرض من يناير إلى سبتمبر وإضافة الأحداث الخارجية، فإن معرض أميركا الشمالية الدولي للسيارات لم يكن حدثا جذابا، فقد كان آخر مرة أقيم منذ أكثر من ثلاث سنوات.

كارل زيمرمان: لقد تغير العالم وتغيرت معه صناعة السيارات

ونسخة العام 2022 للمعرض أصغر حجما من سابقاتها إذ يغيب عنها الكثير من شركات صناعة السيارات الأجنبية وأطراف حديثة في هذ المجال مثل تسلا.

أما الشركات الحاضرة التي اعتادت خلال الجائحة الكشف عن آخر طرازاتها عبر الإنترنت، فلن تنظم عروضا باذخة.

ونسبت وكالة أسوسيتد برس إلى كارل زيمرمان، نائب رئيس رابطة تجار السيارات في ديترويت، التي تدير المعرض "لقد تغيرت الصناعة.. لقد تغير العالم".

وتساءل "هل تعتقد أنه سيكون كما كان من قبل؟ لا. إنه تنسيق مختلف كثيرًا. نحن نستخدم في الداخل. نحن نستخدم الهواء الطلق".

وفي حين لا تزال محركات الوقود تهيمن بشكل واسع على الطرقات في الولايات المتحدة، أبرزت الشركات الحاضرة في ديترويت السيارات الذكية التي تستعد لطرحها، أملا في سحب حصص، في هذه السوق الآخذة بالاتساع، من تسلا.

ويبدو أن معرض هذا العام موجه أكثر نحو المستهلكين وأقل نحو الصناعة. وقدمت جنرال موتورز وفولكسفاغن قيادة تجريبية. وكان هناك ركوب على طول في السيارات الكهربائية الجديدة من فورد وغيرها.

وقال جيف شوستر، رئيس التنبؤات العالمية لأل.أم.سي أوتوموتي، وهي شركة استشارية لمنطقة ديترويت شركة "يمكنهم في الأساس جعلها تبدو وكأنها صالة عرض".

ولم يعد مركز مؤتمرات هنتنغتون بليس في ديترويت يقدم العروض المعقدة متعددة الطوابق التي كلف بناؤها الملايين واستغرق ذلك شهورا.

ويبدو أنه لم تكن هناك أي حركات مثيرة تشد الانتباه، مثل قيادة السيارات صعودا عبر الدرجات وعبر الأبواب الأمامية أو حلبة للتزلج على الجليد.

وعلى الرغم من أن العديد من صانعي السيارات، بما في ذلك الشركات من أوروبا وآسيا، قرروا عدم الحضور، فقد ظهر مصنعون أميركيون مع منصات متنوعة لعلاماتهم التجارية.

وتقول المحللة ميشال كريبس من كوكس أوتوموتيف لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الأيام التي كانت فيها معارض السيارات تأخذ حيزاً كبيراً من تغطيات وسائل الإعلام ولّت".

وليس معرض ديترويت للسيارات الأول الذي يواجه مسائل مرتبطة بوجوده. ففي أوروبا، أُلغي معرض جنيف للعام الرابع على التوالي وسيُنقل إلى العاصمة القطرية الدوحة، فيما نُقل معرض فرانكفورت إلى ميونخ وأصبح مخصصاً لـ"التنقل".

ومن المتوقع أن يكون معرض باريس للسيارات المقرر انعقاده في الشهر المقبل أصغر مما كان عليه سابقاً.

المتعة تكمن في التصميم
المتعة تكمن في التصميم

ويرتبط أحد التغييرات الرئيسية في معرض ديترويت بإطلاق نماذج جديدة، إذ اكتشف مصنعو المركبات خلال فترة الجائحة مزايا العروض عبر الإنترنت، وهي خطوة أقل تكلفة من عرض المركبات على منصة في المعرض.

وبدلا من ظهور حوالي 50 نموذجا جديدا لأول مرة كما في السنوات الماضية، هناك طراز واحد جديد كان جاذبا للأنظار وهو سيارة فورد موستنغ، التي تم الكشف عنها في حدث كبير في الهواء الطلق.

وبحسب بيان للشركة تلقت "العرب" نسخة منه، تستقطب فورد من جديد عشاق السيارات الرياضية في جميع أنحاء العالم مع طرح سيارة فورد موستنغ الجديدة كليًا وهي من الجيل السابع “الأكثر إثارة وحماسة حتى الآن".

وتتميز السيارة بمقصورة قيادة رقمية مستوحاة من الطائرات المقاتلة بالإضافة إلى المحركات الجديدة المتطورة والتي تعمل بشاحن توربيني مع سحب الهواء الطبيعي عبر هيكلها الخارجي الأكثر حداثة والذي لا يتأثر بمرور الزمن.

ميشال كريبس: الأيام التي كانت فيها المعارض تأخذ حيزا كبيرا ولّت

وقال جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لشركة فورد "يعد الاستثمار في جيل جديد من موستنغ بمثابة خطوة كبيرة في وقت يميل فيه العديد من منافسينا إلى الاهتمام بالسيارات ذات الاحتراق الداخلي".

وتابع "تقوم فورد كذلك بتوسعة خططها الخاصة بتطوير محركات الاحتراق الذاتي وتبني أحدث حلول التكنولوجيا ذات الصلة، وكذلك النظم الهجينة لتضمينها في الطرز الأكثر ربحا من فئة فورد بلو علاوة على استثمار 50 مليار دولار في السيارات النظيفة حتى 2026".

وتضيف موستنغ الجديدة أيقونة جديدة إلى عالم السيارات حيث تدمج جماليات المظهر والصوت والجاذبية لسيارة الكوبيه الرياضية الأكثر مبيعا في العالم لمدة سبع سنوات متتالية من الفئات القابلة للتحويل أو كوبيه أو في 8 أو ذات 4 أسطوانات بشاحن توربيني أو يدوي أو أوتوماتيكي المقدمة بأسعار ومستويات أداء متعددة.

وقد يكون الجيل السابع من موستنغ، الذي سيُطرح للبيع في الصيف المقبل، آخر نسخة تعمل بالغاز من السيارة العضلية حيث تعمل فورد على تشغيل المزيد من تشكيلتها بالبطاريات. وتخطط الشركة لأن يكون نصف إنتاجها العالمي من الكهرباء بحلول عام 2030.

وتم بناء هذه المركبة على نفس أسس الجيل السادس. لكنها تحصل على مظهر جديد تماما من الداخل والخارج مع تجديد محرك في 8 سعة 5 لترات في جي.تي وأربعة توربو جديدة سعة 2.3 لتر لخطوط القطع المنخفضة.

ومحرك في 8 بقوة 500 حصان يتفوق على أي محرك موستنغ آخر، وسيكون المحرك رباعي الأسطوانات أكثر كفاءة من سابقيه.

ولم تذكر الشركة ما إذا كان الجيل القادم سيكون كهربائيا، لكن إيدي خان، المدير الهندسي للسيارة قال إن "فورد يمكنها تلبية متطلبات تقليص استهلاك الوقود لهذا الجيل بسبب المحرك رباعي الأسطوانات وطراز ماك إي أس.يو.في وغيرها من المركبات الكهربائية".

وقالت مجموعة ستيلانتيس الشهر الماضي إن متطلبات الاقتصاد في استهلاك الوقود هي أحد الأسباب التي دفعتها إلى إلغاء سيارات العضلات التي تعمل بالبنزين بحلول نهاية العام المقبل. وهي تخطط لإنشاء دودج تشارجر كهربائية بالكامل في عام 2024.

وقال خان "إلى أين نذهب بعد ذلك، سنرى كيف ستسير الأمور فالصناعة بأكملها تتغير".

الأناقة في أبهى صورها
الأناقة في أبهى صورها 

15