معرض جماعي يؤسس لحوار فني بين رسامين من المشرق والمغرب

"مشرق - مغرب" معرض دولي يجمع مجموعة من الفنانين التشكيليين في حوار فني يزاوج بين أساليب ومدارس متنوعة.
الثلاثاء 2023/05/16
تلاقح فني بين فنانين من الشرق والغرب

أصيلة (المغرب) - يجمع معرض دولي بعنوان “مشرق - مغرب” مجموعة من الفنانين التشكيليين من دول عربية في دار الفن المعاصر بجماعة أقواس بريش (شمال أصيلة)، وذلك في حوار فني يزاوج بين أساليب ومدارس متنوعة.

ويقترح المعرض المقام من طرف مؤسسة دار الفن المعاصر بشراكة مع جمعية الفن والثقافة وبالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب والتواصل وشركاء آخرين، للزوار لوحات أبدعتها أنامل رسامين تشكيليين من مختلف الآفاق شاركوا في السمبوزيوم الدولي للفن المعاصر الذي احتضنته دار الفن المعاصر بين 8 و14 مايو الجاري.

يتعلق الأمر بحوالي 20 فنانا، نصفهم من المغرب، والنصف الآخر من مدارس تشكيلية عربية، من مصر والأردن والعربية السعودية وقطر وتونس والجزائر والمغرب وقطر وسوريا وسلطنة عمان والعراق.

وتؤثث أكثر من 40 لوحة جدران دار الفن المعاصر ببريش، وهي إبداعات بتقنيات وحساسيات مختلفة، تجد فيها كل ألوان الطيف والأشكال التي تداعب خيالات المبدعين، بشكل يجسد في الواقع تنوع المدارس الفنية للتشكيليين المشاركين في السمبوزيوم.

اختيار شعار "مشرق - مغرب" هو تأسيس لحوار فني بين رسامين من المشرق والمغرب عبر ورشات ومحترفات فنية
اختيار شعار "مشرق - مغرب" هو تأسيس لحوار فني بين رسامين من المشرق والمغرب عبر ورشات ومحترفات فنية 

وأبرزت أحلام لمسفر مؤسسة ومديرة دار الفن المعاصر بريش أن اختيار شعار “مشرق - مغرب” هو تأسيس لحوار فني بين رسامين من المشرق والمغرب عبر ورشات ومحترفات فنية، تثمر في الغالب لوحات رائعة.

وأضافت المتحدثة أن المعرض بالفعل “حوار بين أفقين فنيين مختلفين، أسفر عن نتائج مبهرة”، مبرزة أن الدار احتضنت في السابق ورشات مشتركة، لكن الفكرة هذه السنة كانت في إقامة “مواجهة فنية”، بالمعنى الإيجابي، بين المشرق والمغرب، أي أن يشتغل فنانون من الجانبين معا، وقد كان هناك بالفعل تفاعل وتداخل بين الفنانين، ويمكن ملاحظة نتائجه من خلال العمل المنجز، حتى وإن كان كل فنان يشتغل بطريقته ووفق تجربته وتقنياته التي راكمها على مدى سنين من الإبداع.

وتابعت لمسفر “أننا نلاحظ هذا التداخل حينما يشتغل الفنانون في ورشة واحدة، هو أمر رائع، كأنه نوع من التضامن والتفاهم والمتبادل الذي تنهار معه كل الحواجز بين الفنانين”، مبرزة “أقول دائما إن الفن يمكن أن ينجح في بعض الأمور التي لا ينجح فيها السياسي، أي خلق تآزر بين الشعوب”.

وأشارت إلى أن كلمة “مشرق” تستحضر دائما الفنانين الغربيين الذين طالما حلموا وتأثروا به، حتى أطلق عليهم لقب “مستشرقين” لاشتغالهم على العادات والتقاليد والأزياء أو المشاهد الداخلية والمحلات، من قبيل دولاكروا وماتيس وغيرهما، سحرتهم أضواء المشرق واجتذبتهم أفريقيا أيضا.

وأقيمت بهذه المناسبة أمسية شعرية بمشاركة أسماء بارزة في المشهد الشعري المغربي، إلى جانب ندوة حول موضوع “القص في الفن”، والتي تطرق فيها المشاركون إلى اجتذاب المغرب الكبير والمشرق باستمرار لفضول الفنانين المعاصرين من الغرب، حيث حاول المشاركون سبر عناصر هذا السحر من قبيل الضوء والألوان والجو، وعن كيفية تحويل المساحة الجغرافية والاجتماعية إلى موضوع معاصرة فنية.

14