معرض جماعي لأعمال نحاتين محترفين بتقنيات مختلفة

المعرض يأتي انطلاقا من أن نقش النحت السوري علامته الفارقة في التراث الحضاري الإنساني منذ آلاف السنين، ومازال لهذا الفن العريق ألقه وبريقه الخاص.
الاثنين 2023/06/05
النحت فن سوري عريق

دمشق- يجمع المعرض التخصصي الذي يقام في غاليري البيت الأزرق في حي ساروجة الدمشقي ما يقارب 27 نحاتا ونحاتة استخدموا في أعمالهم خامات مختلفة من خشب وحجر بأنواعه وحجر صناعي وبرونز ومعدن، حيث اعتمد كل نحات على أسلوبه وتقنيته الخاصة.

يوضح بيان مقتضب للغاليري أن المعرض يأتي انطلاقا من أن “نقش النحت السوري علامته الفارقة في التراث الحضاري الإنساني منذ آلاف السنين. ومازال لهذا الفن العريق ألقه وبريقه الخاص، فالعديد من النحاتين السوريين صنعوا بإبداعاتهم مكانة مرموقة على مستوى العالم”.

وأشار مدير غاليري البيت الأزرق سامر العيد إلى أن جميع المشاركين هم نحاتون محترفون وإن لم يدرسوا النحت بشكل أكاديمي، موضحا أن المعرض هو الثاني الذي جمع بين النحاتين السوريين والهدف منه تكريس حالة المعارض المتخصصة في فن النحت لإعطاء صورة عن هذا الفن في سوريا.

من جهتها تحدثت الفنانة التشكيلية ميسون حبل عن عملها الذي استخدمت فيه خامة البازلت وأطلقت عليه اسم “البقاء”، متمثلا بثور لتوصل من خلاله رسالة بأن

القوة هي أساس البقاء، لافتة إلى أن فكرة عملها مستوحاة من الواقع الذي يثبت أن البقاء للأقوى على اختلاف معايير هذه القوة.

أما الفنان التشكيلي هادي عبيد فاختار خامة الخشب التي نحت بها مجموعة ثنائيات، كل منها يعبر عن حالة إنسانية اجتماعية أو عاطفية، موضحا أن اختياره مادة الخشب يعود إلى أنها مادة مطواعة يمكن التعبير من خلالها عن الحالات الإنسانية.

واعتمدت الفنانة التشكيلية يسرى محمد في منحوتتها أيضا على الخشب، ولكن خشب الليمون الذي يضيف بحسب تعبيرها تميزا لونيا طبيعيا، مبينة أن فكرة عملها استوحتها من عنفوان الحصان.

◙ المعرض يشكل بتنوع التجارب المشاركة فيه حوارا مهما بين أعمال عدة أجيال تنتمي إلى الفن التشكيلي السوري المعاصر

وأكد الفنان التشكيلي أكثم عبدالحميد خصوصية فن النحت الذي يأتي من مخزون الفنان الفكري، حيث عليه إنهاء عمله في مخيلته قبل أن يبدأ بعملية النحت، مبينا استخدامه مادة البازلت في عمله لإظهار المعادن على سطحها بعد انتهائه من نحتها، والذي تمثل بالإنسان الحالم في لحظة صفاء.

واستخدم الفنان التشكيلي مناف حسن في منحوتته التي تحمل اسم “إطار واحد” مادة البرونز التي تعطيه حرية في النحت، ليوصل فكرة منحوتته التي تدل على فرط الانتظار والانكسار بعده.

ويشارك في المعرض أيضا كل من الفنانين أبي حاطوم وإحسان العر وأكسم سلوم وحسام نصرو وحسان حلواني وذكي سلام وزياد قات وسهيل ذبيان وعلاء محمد وعماد كسحوت وعيسى ديب وعيسى قزح وغزوان علاف وفادي يازجي وفؤاد دوح وكنانة الكود ولطفي الرمحين ومحمد بعجانو ومصطفى علي ونجود الشومري وهلا الجاري ووضاح سلامة.

ويشكل هذا المعرض بتنوع التجارب المشاركة فيه حوارا فنيا وبصريا مهما بين أعمال عدة أجيال تنتمي إلى الفن التشكيلي السوري المعاصر، وهو يلخص مدى التطور في هذا الفن على الصعيدين الفكري والجمالي.

وبأعمال متنوعة الأساليب والخامات والمواضيع، يخلق المعرض حالة من الغنى البصري في فضاء دمشقي تراثي اتحدت فيه أصالة الماضي بجمال الحاضر، ويؤكد باستمراره لدورة ثانية أهمية فن النحت السوري المعاصر، ومدى ارتباطه بفنون النحت في الحضارات السورية القديمة.

15