معرض تشكيلي في أبوظبي و20 لوحة تحتفي بنهضة الإمارات

شهدت العاصمة الإماراتية أبوظبي في الأيام القليلة الماضية، وضمن فعاليات مهرجان أبوظبي في دورته الثالثة عشرة الذي تنظمه مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، في غاليري “قصر الإمارات” بأبوظبي معرض “إمارات الرؤى” الذي قدّم لمحة عامة عن واقع المشهد التشكيلي الإماراتي، وأضاء على قضايا تعكس تاريخ وحاضر ومستقبل الدولة، وذلك من خلال مجموعة واسعة من اللوحات والمنحوتات والصور الفوتوغرافية وأعمال الكولاج التركيبية والفيديو.
الجمعة 2016/06/17
معرض يحتفي بالهوية الإماراتية

بمناسبة مرور 20 عاما على تأسيس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، عرض مؤخرا في غاليري “قصر الإمارات” بأبوظبي معرض فني تحت عنوان “إمارات الرؤى”، والذي جاء في عشرين عملا فنيا بتكليف حصري من مهرجان أبوظبي في دورته الثالثة عشرة، أنجزها أبرز الفنانين المعاصرين الإماراتيين للتعبير عن رؤيتهم لوطنهم وفق عدة مستويات هي “الأمة والوحدة”، “الجغرافيا والطبيعة”، “العمارة والعمران”، “البورتريه والهوية”، “الدين والروحانية”، “اللغة والخط العربي” و”التقاليد والتراث”، بالإضافة إلى 30 عملا بين مقتن ومستعار.

نهضت أعمال المعرض لتحاكي نهضة الإمارات وتقرأ عناصر قيامها كما يراها كل فنان على حدة، وقد حاول معظم الفنانين المشاركين استنباط أفكارهم وأدواتهم من البيئة المكانية في دولة الإمارات، وتقاطعها مع تأثيرات العوامل الزمانية من جميع النواحي.

وفي حين تتصف الأعمال المعروضة بالأصالة مركزة على حضارة المنطقة وتراثها، تواكب في الوقت نفسه المعاصرة والحداثة في الثقافة وفي الفن التشكيلي، الأمر الذي تبدّى في التقنيات المستخدمة والتي باتت تشكّل منعطفا هاما في واقع الحركة التشكيلية الإماراتية.

في مشروعها “الرجل الذي بنى أمة” لجأت الفنانة الشابة فاطمة المزروعي إلى أدوات مستحضرة من الموروث الشعبي الإماراتي، كذلك ركّزت الفنانة سارة العقروبي في مشروعها “وردة الصحراء”، على التراث والمواد الطبيعية في البيئة المحلية، من خلال استخدام ما جمعت من الإمارات السبع، وهو ما دفع الفنان خالد البنّا إلى أن يقدّم عمله “عرس” من إيحاءات الفرح المحلي ومن قماش الأثواب التي تتوافق مع المناسبات السعيدة.

المعرض قدم 20 عملا فنيا لفنانين إماراتيين بتكليف حصري من مهرجان أبوظبي في دورته الثالثة عشرة

وتوجّه البعض الآخر من المشاركين في المعرض إلى محاكاة التطور الحاصل من زواياه العديدة، فقدّم الفنان حمدان بطي الشامسي عملا من الفخار ناقش فيه التغيرات والتطورات التي طرأت على التقاليد المحلية، احتلت فيه حرفة الفخار العنصر الرئيسي في الفكرة والأدوات المستخدمة، ومن جهتها قدّمت الفنانة هند بن دميثان عملا من ثلاثة مقاطع فيديو استعرض الحرف اليدوية القديمة في الإمارات ودور التكنولوجيا اليوم في حياتنا وتأثيراتها على هذه الحرف بكافة نواحيها.

إلى جانب الخصوصية في إبراز الرسالة الإماراتية، ثمة رسالة عالمية أخرى أراد الفنانون الإماراتيون إيصالها إلى جميع الجنسيات المتعايشة على أرضهم، الأمر الذي بدا واضحا في عمل “دون عنوان” للفنان محمد الأستاد، والذي شرحه

قائلا “عندما استخرجت القماش، بدت الصورة على الفور وكأنها شخص مسجون خلف القضبان، فشعرت بعالمية تلك الرسالة”.

حضرت اللغة العربية أيضا في معرض “إمارات الرؤى” من خلال عمل الفنانة عزة القبيسي بعنوان “حرف الضاد (ض)”، المصنوع من الفولاذ مع ألوان الطلاء، وفيه أبرزت الفنانة الهوية الحوارية للإنسان العربي، وأشارت إلى أن اللغة كحامل أساسي لحواراتنا وثقافتنا، تستطيع التعبير بقوة عن واقعنا ومصيرنا.

وذهبت كذلك بعض أعمال المعرض إلى البحث في الذات الحية اليوم، واستشراف مستقبلها بالنظر إلى كل المتغيرات من حولها، وحاولت أعمال أخرى التركيز على التفاصيل بوصفها مؤسسة للحياة اليومية وشريكا حقيقيا لجميع تصرفات البشر.

17