معرض المدينة المنورة للكتاب يقدم برنامجا ثقافيا لكل الفئات

فعاليات الدورة الأولى من المعرض تتواصل وسط حضور عربي ودولي كبير.
الجمعة 2022/06/24
الرهان هو الحركية الثقافية الشاملة

المدينة المنورة (السعودية) - تتواصل فعاليات الدورة الأولى من معرض المدينة المنورة الدولي للكتاب إلى غاية الخامس والعشرين من يونيو بمقر مركز الملك سلمان الدولي للمعارض والمؤتمرات، بحضور عربي ودولي واسع.

وعلاوة على خلق حركية في سوق الكتاب، يسعى المعرض عبر برنامجه الثقافي، المتضمن أكثر من 80 فعالية متنوعة، وخاصة الندوات الحوارية التي تناقش أهم القضايا الفكرية والأدبية والثقافية والاحتفاء بأهم التجارب العربية علاوة على الورشات الأدبية والثقافية.

وجذبت الندوتان الحواريتان حول سيرة الدكتور حمزة المزيني، وأسرار الكتابة للروائية الكويتية بثينة العيسى، اهتمامات زوار المعرض.

واستعرض الدكتور المزيني نفحات من كتابه “واستقرت به النوى”، إذ كتب سيرته دون تخطيط وأهداها للأمهات، مسترجعا من خلالها ذكرياته، كما تناولت الكاتبة الكويتية بثينة العيسى نجاح الرواية، مشيرة إلى أن هناك عقدا وثيقا بين الكاتب والقارئ، وذلك خلال ندوة “كتابة الرواية” التي حظيت بحضور كثيف من قبل زوار المعرض.

البرنامج الثقافي للمعرض يتضمن أكثر من 80 فعالية متنوعة خاصة منها الندوات الحوارية والورشات الموجهة للأطفال

وتحدث في ندوة حوارية رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الدكتور سلطان العميمي عن تاريخ اللغة العربية، كما قدم المعرض ندوة عن “عزيز ضياء مع الجوع والحب والحرب” تحدث فيها أبناء الراحل، إضافة إلى تقديم “المخطوطات العربية بين الوقت والتحول الرقمي”.

كما أقيمت ورشة عمل بعنوان “كتابة النص الواقعي للبودكاست السردي” للدكتورة أفنان الغامدي مؤسِسة المنصة الصوتية “كنبة السبت” التي حققت المركز الأول في الاستماع بالوطن العربي، وكذلك الجلسة الحوارية “حديث الكتاب” حلَّ خلالها الروائي طارق إمام ضيفا للحديث عن روايته “ماكيت القاهرة” التي وصلت إلى القائمة القصيرة في الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، إضافة إلى ثلاث ورش عمل موجهة للطفل وأولياء الأمور، الأولى بعنوان “ما الذي يلاحقنا” وقدمتها هلا الزيلعي، والثانية بعنوان “شخصيتي الخيالية” قدمتها سارة طه، وورشة أخيرة تدور حول تحريك وصناعة الدمى قدمها عمار صبان، فيما قدمت الحكواتية دينا العلواني على مسرح الطفل قصة كيف نتعلم الصبر.

وشهد المعرض إقامة ندوتين حواريتين عن أدباء المدينة المنورة، روادا ورحالة مروا بها، ففي الندوة الحوارية الأولى بعنوان “رواد الحركة الأدبية في المدينة”، تحدث فيها الكاتب محمد القشعمي ورئيس النادي الأدبي بالمدينة المنورة الدكتور عبدالله عسيلان عن أهم الأدباء الذين شكلوا المشهد الثقافي بالمدينة، فيما تمحورت الندوة الحوارية الثانية عن المدينة المنورة في كتابات الرحالة، قدم فيها الدكتور عبدالله حامد والدكتور عبدالعزيز الحيدري اقتباسات ما دوَّنه رحالة خلال زياراتهم لمدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، واللهفة والشوق إلى المدينة، وفرحة الوصول، منها ما قاله ابن بطوطة، ومصطفى محمود، وأحمد بهجت، ومحمد التمراوي وآخرين، وتوصيفهم الهندسي للحرم النبوي ولقائهم العلماء.

كما شهد اليوم الخامس إقامة ورشة عمل عن الكتابة ثنائية الاتجاه، نصح فيها الكاتب والروائي عمر الرديني الحضور بتعلم هواية مثل الكتابة، قائلا “علموا أنفسكم هواية تصارعون بها صعاب الحياة ومرارها، الكتابة ليست فعلا جامدا نخبويا بل ملكة يمتلكها الإنسان، وتتطور مع الزمن، وليس شرطا أن تندرج تحت أيّ صنف أدبي؛ بل حق مشروع يعبر فيه كل شخص عن نفسه ويثبت وجوده مجتمعيا وتاريخيا وحضاريا، ويترك بصمة وأثرا، فالكتابة تقوِم الإنسان وتعيد بناءه من جديد”.

وأقيمت أمسية حوارية بعنوان “أدب الغموض”، أكد خلالها الكاتب والروائي الكويتي عبدالوهاب الرفاعي أن أعماله الأولى قوبلت برفض شديد من المجتمع، حتى أنها كانت تُقرأ سرا، ولكن مع مرور الأيام تجاوزت المخاوف من خلال التحقق من مضامينها ومحتواها الثري بالمصطلحات العلمية غير المألوفة، والتي صنعت جيلا من القراء والمثقفين، مبينا أن الكثيرين يصنفون أدب الغموض كأدب مستقل بذاته، وهو ليس كذلك بل يمكن إسقاطه على كل أنواع الأدب، ضمن الأنواع الروائية الستة: الدراما، البوليسي، الرعب، الخيال العلمي، الخيال الحر، المغامرات.

كما نظم المعرض أمسية شعرية للشاعرة سارة الزين، وفعالية خاصة بمسرح الطفل وأربع ورشات عمل منها ثلاث مخصصة للأطفال.

حضور مميز للمرأة في فعاليات المعرض
حضور مميز للمرأة في فعاليات المعرض

واستضاف مسرح الطفل جلسة بعنوان “هل نربّي أطفالنا أم يربوننا” قدمته إسعاد الصبيحي، كما شهد تنظيم ورشة عمل تتمحور حول مهارات تلخيص الكتب قدمها عبدالواحد الأنصاري، إذ يولي المعرض اهتماما بالغا للفعاليات والبرنامج الثقافي المخصص للأطفال، لذا شهد جناح الطفل بالمعرض إقامة ثلاث ورش عمل عن “صناعة القصة القماشية” و”رسم عمارة المدينة” و”فن رواية قصص الأطفال”.

ويشهد المعرض حضورا كثيفا من الأسر، التي حرصت على زيارة جناح الطفل، وحضور ورش العمل المخصصة للأطفال، بالإضافة إلى العديد من فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض.

وضمن أروقة المعرض يستعرض مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية خلال مشاركته 16 مخطوطا نادرا، تُمثل نماذج من موجودات المجمع، وما يحتفظ به من وثائق، يصل عمر بعضها إلى أكثر من 1000 عام.

وأوضح أمين عام مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية الدكتور فهد بن مبارك الوهبي أن مشاركة المجمّع في معرض الكتاب بالمدينة المنورة، الذي تنظمه وزارة الثقافة بالتعاون مع هيئة تطوير المدينة، يأتي تماشيا مع أهداف المجمع المتمثلة في نشر الوعي بالمخطوطات وأهمية العناية بها، وإسهامها بالتعريف بالتراث العربي والإسلامي المخطوط وإبرازه ونشره.

يُذكر أن معرض المدينة المنوّرة للكتاب يقام للمرة الأولى بتنظيم هيئة الأدب والنشر والترجمة، وسط مشاركة أكثر من 200 دار نشر من 13 دولة، ويقدم المعرض لعشاق القراءة والمعرفة أكثر من 60 ألف عنوان، إلى جانب أكثر من 80 فعالية مصاحبة للمعرض التي تزينت بالثقافة والندوات والحوارات الأدبية.

13