معرض الشارقة الدولي للكتاب ينتصر للمرأة والطفل والمستقبل

الشارقة - احتفى المشهد الثقافي العربي الأربعاء 31 أكتوبر الماضي، بانطلاق فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ37 بحضور ممثلي وزارات الثقافة في البلدان العربية وكبار الكتّاب والروائيين والشعراء ومشاركة 1874 دار نشر من 77 دولة.
ويقف المثقفون والإعلاميون العرب والإماراتيون بمناسبة انطلاق المعرض، الذي يستمر إلى غاية 10 نوفمبر، عند الجهود الثقافية التي تقودها إمارة الشارقة، مؤكدين حضورها المركزي في صناعة المعرفة والإبداع العربي والعالمي ومعتبرين أن معرض الشارقة الدولي للكتاب بات الصورة النموذجية التي تقدم فيها الثقافة العربية نفسها إلى حضارات العالم.
بات معرض الشارقة الدولي للكتاب من أهم التظاهرات الثقافية التي تعنى بالكتاب في العالم، حيث يعد ثالث أكبر معرض في العالم ولا يتوقف عند حجم مداولاته أو نسب زوّاره، بل يسعى المعرض، وفق القائمين عليه، إلى تأسيس ثقافة نوعية تبدأ من الكتاب والكاتب والمثقف ولا تتوقف عند ذلك بل تشمل مختلف المجالات الفنية والفكرية والحضارية الأخرى ومختلف الشرائح.
رسالة ثقافية عربية
قالت نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية، إن “معرض الشارقة الدولي للكتاب رسّخ مكانته المرموقة كتظاهرة ثقافية دولية وأصبح عنصرا ثابتا على الأجندة السنوية لقادة الفكر والثقافة والنشر من جميع أنحاء العالم، ووجهة مفضلة للكتّاب والمثقفين لإطلاق أحدث كتبهم وإصداراتهم، ومنصة تدفع بمسيرة الحراك الثقافي والمعرفي في الدولة عبر تطوير صناعة الكتاب والنشر وتشجيع المجتمع بمختلف فئاته على القراءة والتغذية الفكرية والثقافية، لأن القراءة سياج يحمي العقول ويحرر الإنسان من قيود الجهل ويفتح لنا فضاء أوسع نطلُّ من خلاله على مختلف العلوم والمعارف والتجارب”.
وأوضحت الكعبي أن وزارة الثقافة وتنمية المعرفة تستهدف خلال فعاليات المعرض إطلاق مجموعة من المبادرات التي من شأنها تعزيز صناعة النشر وتشجيع القراءة من خلال تبني التقنيات الحديثة.
وأكدت جميلة بنت سالم مصبح المهيري، وزيرة دولة لشؤون التعليم العالي، أن معرض الشارقة الدولي للكتاب أصبح حدثا ينتظره الجميع سنويا بشغف لما يقدمه من قيمة معرفية كبيرة، وكونه يشكل مصدرا مهمّا للكتب والمراجع والمصادر الثرية بالعلوم والمعرفة، ونحن اليوم نلمس ذلك الشيء من خلال حرص دور النشر المحلية والعالمية على المشاركة في المعرض الذي تتفرد الشارقة بإقامته على أرضها وسط اهتمام كبير من رواد الفكر والقراء والمثقفين والباحثين والمهتمين والأسر لزيارة المعرض والتعرف على جديده.
وأشارت إلى أن وزارة التربية تحرص كل عام على المشاركة في المعرض لإتاحة المجال أمام طلبتها لزيارته والاطلاع على كنوزه المعرفية وعرض مناهج الوزارة والتعريف بواقع المدرسة الإماراتية وأهدافها وخططها المستقبلية وتسعى إلى تحقيق التواصل المجتمعي الفعال وتنمية دور المجتمع كشريك استراتيجي معزز لعمليتي التعليم والتعلّم.
وتحدثت إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة المصرية عن أثر المعرض ودور الشارقة في تقديم الثقافة العربية إلى العالم، قائلة إن معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته هذا العام يعد انعكاسا لحالة التوهج الثقافي التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة، كما يشير إلى التأثير الفكري الكبير للمبدعين العرب في مختلف المجالات الأدبية والفكرية والإبداعية التي تؤكد على أهمية صناعة الكتاب والنشر في بناء مجتمعاتنا العربية، بالإضافة إلى أهمية المعرض وتأثيره على المستويين الإقليمي والدولي.
ومن جانبه قال عزالدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري، “لا يختلف اثنان في أن الشارقة أصبحت عاصمة دائمة للثقافة العربية لما تقدمه من مشروعات وبرامج وفعاليات ثقافية كبرى سنويا والتي تُعدّ بالآلاف في كل المجالات من المسرح والسينما والفنون والأدب والنشر والترجمة والتراث والتاريخ والآثار والبحث، إذ كرّست الشارقة نفسها عنوانا حقيقيا للثقافة العربية والإبداع وحوار الثقافات الإنسانية العربية والعالمية وأصبحت تشكل قطبا ثقافيا مهما”.
بينما لفت محمد صابر عرب، وزير الثقافة المصري الأسبق، إلى أن معرض الشارقة يأتي هذا العام في دورته السابعة والثلاثين بمثابة رسالة ثقافية وفكـرية إلى العالم إيمـانا بأهميـة الثقـافة ودورها في تعظيم قيم التسامح والمحبة والتواصل مع كل ثقافات.
معرض الشارقة الدولي للكتاب بات الصورة النموذجية التي تقدم فيها الثقافة العربية نفسها إلى حضارات العالم
وذكّر عبدالواحد النبوي، وزير الثقافة المصري الأسبق، بأن معرض الشارقة للكتاب هذا العام في عامه السابع والثلاثين يتيح آفاقا جديدة من المعرفة للمواطن العربي، ففيه تتلاقى عصارة الفكرة وأحدث ما وصلت إليه العلوم والفنون في جميع المجالات، وكثيرا ما تغيّرت مفاهيم وآراء نتيجة ما أتاحه هذا المعرض من فرص حقيقية للتعلم والمعرفة وكثيرا ما ساعد هذا المعرض مثقفين ومفكرين وعلماء بأن يصلوا آفاقا أرحب من الشهرة ونتاجا أكثر تفردا.
جسر ثقافي عالمي
قالت الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، إن الشارقة تعتبر نقطة فارقة على خارطة الثقافة والنشر في العالم العربي، وهذا المعرض هو عرس الكتاب واحتفاء يوميّ بالقراء على مدى 11 يوما في جوّ ابتهاجي يعيد للكتاب سلطته ومكانته كرفيق وجليس كما أنه جسرنا إلى الآخر وجسر الآخر إلينا في فضاء مفتوح للقاء القراء بكبار الكتاب العالميين الذين هم الهدية السنوية التي يسعى القائمون على المعرض إلى تقديمها لزواره.
ومن جانبها قالت الروائية علوية صبح، إن معرض الكتاب في الشارقة له دور طليعي فعال على المستوين العربي والدولي فهو لا يشكل ثالث أكبر معرض في العالم فحسب بل له موقع الريادة على كافة المستويات ويتميز بأجنحته وفعالياته وأنشطته ونسبة زواره المتميزة وأهدافه السامية في بناء جسور تفاعل بين العرب والعالم.
أما مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، فأكد أن معرض الشارقة للكتاب أصبح علامة مضيئة على مدار العام واخترق الصفوف ليكون في المقدمة من بين أهم ثلاثة أو أربعة مؤتمرات دولية للكتاب في العالم قاطبة ونحن العرب ننظر إليه بالكثير من الزهو والفخر.
المعرض يعبر عن الثقافة بقيمها الإيجابية التي تستهدف بناء الإنسان وتكوين وجدان الناشئة والأطفال فضلا عن المرأة
ومن جهته قال الروائي الإماراتي سلطان العميمي، إن “معرض الشارقة الدولي للكتاب يعتبر من المعارض الدولية المهمة للكتاب على مستوى العالم نظرا للثقة الكبيرة التي اكتسبها لدى القراء والكتّاب ودور النشر والإعلام ودفعه حركة النشر في العالم العربي ومحليا، كمّا وكيفا”.
وتابع أن المعرض حقق سمعة طيبة بات يحظى بها دوليا خاصة من خلال الفعاليات المهمة المصاحبة له سنويا والتي أصبحت ملتقى يجتمع فيه كبار المثقفين والمفكرين من كافة دول العالم.
وإضافة إلى ذلك فإن المعرض يشكل مناسبة لالتقاء مثقفي الإمارات بنظرائهم من دول الخليج والدول العربية وأصبح الكثير من الكتّاب يؤجلون إصدار أعمالهم إلى أن يقترب موعد المعرض.
وتابع العميمي أن الثقافة تؤدي دورا كبيرا في بناء الحضارات البشرية ولا يمكن حصر مفهوم الثقافة في الكتّاب فقط أو النقاد أو فئة دون أخرى، بل إنها (الثقافة) تراكم فكري يفترض أن يكون جزءا من شخصية كل إنسان في مجتمعه.
وقالت الكاتبة والممثلة والإعلامية السعودية مريم الغامدي تشرفت باستضافتي من قبل معرض الشارقة الدولي للكتاب للمشاركة في فعاليات دورته الـ37 في ندوة “كلمات مرئية”، وهي المرة الأولى التي أشارك فيها في هذا العرس الثقافي الذي يمد جسورا ثقافية أدبية عربية عالمية تتوافق وتتناسب مع جميع العقول والأفكار على اختلاف اهتمامها ومجالاتها ومع كل المراحل العمرية.
وحول مسيرة المعرض وحضوره على خارطة الفعل الثقافي العالمي، قال الكاتب والصحافي عبده وازن يمثل معرض الشارقة الدولي للكتاب أحد المشاريع الرائدة عربيا وعالميا وأصبح المعرض مناسبة سنوية ينتظرها أولا الأدباء والقراء الإماراتيون ثم الأدباء والقراء العرب إضافة إلى الأدباء العالميين من آسيويين وأوروبيين وأميركيين وسواهم عطفا على الناشرين العرب والأجانب.