معرض الدوحة الدولي للكتاب ينطلق رافعا شعار "بالمعرفة تبنى الحضارات"

دورة تشهد أكبر مشاركة دولية في تاريخ المعرض بتصاميم وعناوين مبتكرة.
الجمعة 2024/05/10
أنماط ثقافية متنوعة

تقترح الدورة الثالثة والثلاثون لمعرض الدوحة الدولي للكتاب على جمهورها فعاليات متنوعة، بمشاركة مكتبات وناشرين ومفكرين من دول متنوعة، في حين تولي هذا العام الاهتمام الأكبر لسلطنة عمان التي تحضر ضيف شرف للتعريف بالحراك الثقافي والفكري وأبرز رموزها.

الدوحة - انطلقت الخميس فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين من معرض الدوحة الدولي للكتاب، في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، وتستمر حتى الثامن عشر من شهر مايو الجاري، تحت شعار “بالمعرفة تبنى الحضارات”.

المعرض يشهد في دورته الثالثة والثلاثين أكبر مشاركة دولية في تاريخه، إذ يستقطب أكثر من 515 دار نشر من 42 دولة، إضافة إلى مشاركة ثقافية كبيرة لسفارات الدول الشقيقة والصديقة.

وتحضر سلطنة عمان ضيف شرف الدورة الثالثة والثلاثين من المعرض، حيث تشارك بجناح خاص وبرنامج ثقافي متنوع يبرز التراث العماني الأصيل والإنتاج الفكري والأدبي، ويقدم مجموعة من العروض الشعبية والفنية وأمسيات شعرية، وندوات حول الثقافة العُمانية والهوية الخليجية المشتركة، وحفلا للأوركسترا السيمفونية السلطانية، وعروضا مسرحية، ومعارض عدّة مخصصة للمخطوطات والتراث والتصوير الفوتوغرافي.

ويتضمن جناح سلطنة عُمان قسمين؛ الأول معرض للإصدارات العُمانية يتعرف من خلاله الزوار على مجموعة متنوعة من إصدارات المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، والثاني يعرض إصدارات وزارة الثقافة والرياضة والشباب ووزارة الإعلام، ووزارة التراث والسياحة، وجامعة السلطان قابوس، إضافة إلى إصدارات منتقاة من جمعية الكتّاب والأدباء والنادي الثقافي ومركز ذاكرة عُمان، إلى جانب برنامج ثقافي متنوّع يبرز التراث العُماني الأصيل والإنتاج الفكري والأدبي، ويقدم مجموعة من العروض الشعبية والفنية.

ب

واستوحي تصميم الجناح الذي بلغت مساحته 160مترا من قصر العلم العامر بعناصر معمارية وزخارف فنية، والبحر الذي يمثل العمق التاريخي البحري.

وكان أحمد بن سعود الرواحي مدير عام مساعد للمعرفة والتنمية الثقافية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب العمانية قال إن هذه المشاركة تأتي “تجسيدًا لعمق العلاقات الوطيدة بين البلدين الشقيقين، وسعيًا من حكومتي البلدين لتعزيز هذه الأواصر والارتقاء بمستويات التبادل في مختلف المجالات، لاسيما الجانب الثقافي وما يتضمنه من مجالات فكرية وأدبية وفنية”.

كما تحظى الدورة الثالثة والثلاثون من المعرض بمشاركة خليجية وعربية ودولية مميزة، تتمثل في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت، ووزارة التراث والثقافة بسلطنة عمان، وهيئة الشارقة للكتاب، ومركز أبوظبي للغة العربية، ومعهد الإدارة العامة بالمملكة العربية السعودية، وجامعة طيبة السعودية، بالإضافة إلى وزارات الثقافة في كل من المغرب والجزائر واليمن والهيئة العامة للكتاب في مصر، فضلا عن مشاركة الصين وأذربيجان وعدد من اتحادات الناشرين في موريتانيا والأردن وتركيا ودور نشر أميركية وبريطانية.

وتشارك في فعاليات المعرض كذلك 8 مكتبات من سور الأزبكية التاريخي لبيع الكتب القديمة في مصر، وذلك في إطار اهتمام المعرض بإبراز التنوع الثقافي واستقطاب أسواق الكتب التاريخية مثلما استضافت الدورة السابقة شارع المتنبي من العراق.

وقال الدكتور غانم بن مبارك العلي وكيل الوزارة المساعد للشؤون الثقافية بالوزارة، في تصريح له، إن الإقبال الكبير من قبل دور النشر المحلية والعربية والأجنبية على المشاركة في معرض الدوحة الدولي للكتاب يؤكد مكانته الثقافية والفكرية المرموقة على الساحتين الإقليمية والدولية، ويعزز دوره الرائد في دعم مسيرة الفكر والإبداع وتعظيم الإنتاج الأدبي والمعرفي.

سلطنة عمان ضيف شرف الدورة الثالثة والثلاثين بجناح خاص وبرنامج ثقافي متنوع يبرز التراث والإنتاج الفكري والأدبي

وأكد أن المعرض أصبح مناسبة جامعة لأنماط ثقافية متنوعة، ومنصة تفاعلية حية لتبادل المعارف والخبرات والأفكار المستنيرة، إضافة إلى تعزيز ثقافة القراءة ودعم حركة النشر والتأليف، منوها في الوقت نفسه، بأن اختيار شعار الدورة الحالية “بالمعرفة تبنى الحضارات”، يعكس حرص وزارة الثقافة على تعزيز جهود نشر العلم والمعرفة والإبداع، بوصفها ركائز أساسية في بناء الحضارات.

ونوه العلي بالمشاركة المميزة لسلطنة عمان “ضيف الشرف”، من خلال تنظيم عروض ثقافية تراثية وشعبية عمانية، إضافة إلى الاحتفاء بالتراث الخليجي والعربي الأصيل، عبر عدد من العروض لأبرز الفرق المسرحية والفنية العربية من سلطنة عمان ولبنان وغيرهما.

وأكد أن نسخة هذا العام من معرض الدوحة الدولي للكتاب تجني ثمار التطور الكبير الذي تشهده دور النشر القطرية ضمن جهود دعم صناعة الكتاب والنشر والإبداع في الدولة، حيث تشارك في فعالياتها كل من: دار روزا للنشر، ودار الوتد، ودار نشر جامعة قطر، ودار كتارا للنشر، ودار جامعة حمد بن خليفة للنشر، ودار الشرق، ودار الثقافة، ودار نبجة، ودار نوى، إضافة إلى جامعة لوسيل، والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومتاحف قطر.

وقال جاسم أحمد البوعينين مدير المعرض  “يحتوي المعرض هذا العام على تصاميم جديدة، حيث تتوسّطه المنطقة المركزية التي تبرز فيها شخصيات تاريخية وعلماء لهم بصمة في العلم والثقافة والمعرفة. ويعرض جناح وزارة الثقافة كتبا متنوعة للمؤلفين، إلى جانب إصدارات الوزارة، كما سيشهد الجناح أيضا تدشين إصدارات خاصة للوزارة”، لافتا إلى أن المعرض يحتوي على طابعة رقمية تقوم بطباعة الكتب من إصدارات وزارة الثقافة بشكل مباشر أمام الجمهور.

مكتبات من سور الأزبكية التاريخي لبيع الكتب القديمة بمصر تشارك في المعرض وذلك لإبراز التنوع الثقافي

ويحتضن المسرح الرئيسي المقام ضمن فعاليات المعرض، باقة متنوعة من الندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية، إضافة إلى عروض مسرحية “كركلا” من لبنان، ومسرحية يومية ينظمها مركز شؤون المسرح.

ويولي المعرض اهتماما خاصا بفعاليات الأطفال، من خلال “واحة الطفل” التي تفسح للأطفال أفق التعلم والتفكير والإبداع بطريقة ترفيهية جذابة من خلال أنشطة تفاعلية عدة، كما سيتم من خلال الصالون الثقافي تنظيم جلسات أدبية وفكرية تفتح نوافذ الحوار المعرفي بين المؤلف والقارئ، فضلا عن احتضان حفلات تدشين الكتب.

ويتضمن برنامج الفعاليات المصاحبة لمعرض الدوحة الدولي للكتاب، مجموعة من ورش العمل في مجالات متنوعة ثقافية واجتماعية ومهنية، إضافة إلى معرض للصور الفوتوغرافية تحت عنوان “اقرأ” في جناح مركز قطر للتصوير.

ومن المقرر أن يستعرض مجموعة من الفنانين التشكيليين القطريين أبرز أعمالهم الفنية في جناح الفن التشكيلي والرسم الحر، فيما يقدم جناح الخط العربي أعمالا منوعة تبرز جماليات الخط العربي.

وسيواصل المعرض تقديم خدمة الاستعلام لجمهور الزوار من خلال مجموعة مدربة من المتطوعين للمساعدة في البحث عن الكتب وأماكن دور النشر المشاركة من خلال التطبيق الإلكتروني للمعرض، إضافة إلى خدمة مرشد القراءة المخصصة لمساعدة الزوار على سهولة اختيار الكتب المناسبة وتقديم النصائح عن مجالات القراءة ودور النشر الملائمة لميولهم.

ويفتح المعرض أبوابه للزوار من الساعة التاسعة صباحا وحتى الساعة العاشرة مساء في جميع الأيام، باستثناء يوم الجمعة، حيث يستقبل الزوار من الساعة الثالثة عصرا وحتى العاشرة مساء.

يُذكر أن “معرض الدوحة الدولي للكتاب” تأسّس عام 1972، وظلّ يقام كلّ عامين، حتى انتظمت إقامته سنوياً في 2002، وشهدت الدورة الماضية مشاركة 500 دار نشر محلية وعربية ودولية، تمثّل 37 بلداً، عرضت نحو مئة وثمانين ألف عنوان.

14