معرض الدوحة الدولي للكتاب يقدم أكبر دورة في تاريخه مستضيفا فلسطين

المشاركات الدولية المميزة في المعرض تعكس المكانة المتنامية لمعرض الدوحة الدولي للكتاب على خارطة الثقافة الدولية.
السبت 2025/05/10
ملتقى للمؤلفين والناشرين ومحبي القراءة

الدوحة - أكد مسؤولون أن النسخة الرابعة والثلاثين من معرض الدوحة الدولي للكتاب، التي انطلقت الخميس تحت شعار “من النقش إلى الكتابة”، تُعد الأكبر في تاريخ المعرض من حيث عدد دور النشر المشاركة، والتي تصل إلى 522 دار نشر من 43 دولة، علاوة على الفعاليات الثقافية والفنية المتنوعة المصاحبة.

ونوه المسؤولون، في تصريحات صحفية على هامش افتتاح المعرض الذي يستمر حتى 17 مايو الجاري، بمشاركة دولة فلسطين كضيف شرف لهذا العام، مؤكدين أن ذلك يعكس التزام قطر الثابت بدعم القضية الفلسطينية، خاصة في المجال الثقافي.

من جانبه وصف الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، معرض الدوحة الدولي للكتاب بأنه ملتقى للمؤلفين والناشرين ومحبي القراءة، مؤكدا أن الكتاب الورقي سيظل صامدا رغم التحديات الرقمية التي يفرضها التحول الرقمي.

وقال إن الناشرين والقراء ينتظرون موعد معرض الدوحة الدولي للكتاب كل عام، حيث يشهد مشاركة واسعة من دور النشر العربية والأجنبية، فيما يتميز برنامجه بعمق ثقافي، لما يطرحه من موضوعات جيدة تستحق النقاش، الأمر الذي يثري بدوره المعرض.

المعرض يشهد مشاركة واسعة من دور النشر العربية والأجنبية ويتميز برنامجه بعمق ثقافي، لما يطرحه من موضوعات

وأشاد بفكرة اختيار دولة فلسطين ضيف شرف الدورة الحالية من معرض الدوحة الدولي للكتاب، وذلك اتساقا مع الدعم المستمر من دولة قطر للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني الشقيق.

وقال الكواري إن “هذا الاختيار له دلالة كبيرة، ونحن أحوج ما نكون إليه في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تشويه لتراثه وثقافته.”

ومن جهته أكد الدكتور غانم بن مبارك العلي المعاضيد، الوكيل المساعد للشؤون الثقافية بوزارة الثقافة، أن معرض الدوحة الدولي للكتاب يمثل محوراً رئيسياً في إستراتيجية وزارة الثقافة الهادفة إلى ترسيخ مكانة دولة قطر الثقافية على الصعيدين الإقليمي والدولي، لافتا إلى أن كثافة المشاركات المحلية والعربية والدولية لدور النشر والمكتبات والمؤسسات والبعثات الدبلوماسية تنبئ بحراك ثقافي وفكري غير مسبوق.

وأشار إلى المشاركات الدولية المميزة في المعرض من جامعات ومؤسسات ثقافية عريقة، ما يعكس المكانة المتنامية لمعرض الدوحة الدولي للكتاب على خارطة الثقافة الدولية.

وأوضح أن البرنامج الثقافي لهذا العام يتسم بتنوعه وثرائه، حيث يضم مؤلفين وكتبًا وندوات فكرية، إلى جانب فعاليات مميزة في المسرح الرئيسي والصالون الثقافي، وبرنامج خاص بالأطفال ودور نشر جديدة متخصصة في أدب الطفل.

ونوه المعاضيد إلى أن الذكاء الاصطناعي يضطلع بدور بارز في دورة هذا العام، بدءًا من تصميم شعار المعرض “من النقش إلى الكتابة”، وصولًا إلى مجموعة من الأنشطة والفعاليات التفاعلية، في خطوة تعكس حرص الوزارة على مواكبة التطورات التقنية وتوظيفها في خدمة الثقافة.

وفي ما يتعلق باختيار دولة فلسطين ضيف شرف الدورة الرابعة والثلاثين لمعرض الدوحة الدولي للكتاب، أشار الدكتور المعاضيد إلى أن هذه المشاركة تنسجم مع دعم قطر الدائم للثقافة والتراث الفلسطينييْن، كما أن مشاركة 11 ناشراً فلسطينياً تشكل فرصة لتعزيز التبادل الثقافي والمعرفي، وتعكس وقوف دولة قطر إلى جانب الشعب الفلسطيني في مختلف المحافل.

ومن جانبه أكد جاسم أحمد البوعينين، مدير معرض الدوحة الدولي للكتاب، في تصريح له أن النسخة الرابعة والثلاثين من المعرض تُعد الأضخم في تاريخه، من حيث عدد دور النشر المشاركة، والتي تصل إلى 522 دار نشر، من 43 دولة، علاوة على العدد الكبير من الفعاليات المصاحبة لها، وما تتسم به من ثراء نوعي ومحتوى ثقافي مميز، يلامس مختلف الفئات العمرية، ويواكب مستجدات حركة النشر والتأليف.

تجربة فريدة
تجربة فريدة

وقال “إن البرنامج الثقافي لهذا العام يشمل إقامة أكثر من 15 فعالية يومية، تتوزع بين ورش تفاعلية في الكتابة والخط والتكنولوجيا، ومسرحيات وعروض مخصصة للأطفال داخل المسرح الرئيسي،” مشيراً إلى أن “هذه الفعاليات تم تصميمها لتنسجم مع شعار المعرض ‘من النقش إلى الكتابة’، الأمر الذي يرسخ بدوره مفهوم تطور المعرفة وأدوات التعبير.”

وتابع “إن المعرض يشهد هذا العام مشاركة قرابة 15 مكتبة من مكتبات شارع الحلبوني في سوريا، لأول مرة، حيث تعد هذه المكتبات من أعرق المكتبات في العالم العربي، وذلك في تقليد سنوي يحرص عليه المعرض بتسليط الضوء على تجربة ثقافية مميزة من إحدى الدول العربية، حيث تمت في النسختين الماضيتين استضافة شارع المتنبي في العراق، وسور الأزبكية في مصر.”

وكشف مدير معرض الدوحة الدولي للكتاب عن إطلاق مبادرة جديدة تُعنى بالترجمة، ضمن الفعاليات المصاحبة للمعرض، بهدف تعزيز حضور الكتاب القطري في الأسواق العالمية، حيث تشارك عدة وكالات أجنبية متخصصة في الترجمة، للتعاقد مع دور نشر قطرية، في ما يتعلق بحقوق الترجمة والملكية الفكرية، وهو ما يوسع دائرة انتشار الكتاب القطري.

وفي ما يتعلق بموعد الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسختها الأولى، قال البوعينين إنه سيتم الإعلان عنهم خلال أيام المعرض، لافتا إلى أن هذه الجائزة ستواصل استمرارها في نسخة ثانية العام القادم، في ظل ما تحققه من نجاح.

وأشاد مدير المعرض بالمشاركة الواسعة من دور النشر العربية والأجنبية، فضلاً عن المشاركات المحلية، بجانب دور النشر الفلسطينية، على خلفية مشاركة دولة فلسطين كضيف شرف هذه النسخة، بما يتيح لزوار المعرض فرصة التعرف على الثقافة الفلسطينية، بكل ما تتسم به من عراقة.

المعرض بهدف إلى تعزيز حضور الكتاب القطري في الأسواق العالمية من ذلك تشارك عدة وكالات أجنبية متخصصة في الترجمة للتعاقد مع دور نشر قطرية

بدوره أكد عبدالرحمن عبدالله الدليمي، مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة القطرية، أن برنامج المعرض يشتمل على العديد من الندوات الثقافية والمحاضرات والورش الفنية وتدشين الكتب الجديدة وجناح خاص ومتكامل للأطفال، إلى جانب الفعاليات الثقافية المتنوعة، ما يعكس ثراء المشهد الثقافي القطري.

وشدد على حرص وزارة الثقافة على تقديم نسخة استثنائية من معرض الدوحة الدولي للكتاب هذا العام، تهدف إلى تلبية تطلعات الجمهور وتعزيز تجربته الثقافية بما يجسد التزامها المستمر بتعزيز الحراك الثقافي في دولة قطر.

ولفت الدليمي إلى أن شعار المعرض هذا العام “من النقش إلى الكتابة” يعكس حياة الإنسان وتلخيص تجربته مع الكتابة والعلم عبر العصور، ويؤكد أن المعرفة ستبقى نقشًا راسخًا في العقول مهما تطورت الوسائل، إذ يبرز الشعار مسيرة تطور المعرفة البشرية، حيث يرمز إلى رحلة الإنسان الطويلة في البحث عن الوعي والمعرفة.

 يشار إلى أن دليل النسخة الحالية للمعرض يضم 166 ألف عنوان، وتتضمن العديد من الفعاليات الثقافية والفنية الثرية، يقدمها أبرز المثقفين في الوطن العربي، وتتناول موضوعات متعددة تهم المجتمع والزوار، علاوة على مجموعة من ورش العمل في مجالات اجتماعية ومهنية.

ويوفر المعرض لزائريه العديد من الخدمات العامة، فيما يفتح أبوابه للزوار من الساعة التاسعة صباحا حتى الساعة العاشرة مساء، ويوم الجمعة من الساعة الثالثة عصراً إلى الساعة العاشرة مساءً.

ويُعد معرض الدوحة الدولي للكتاب من أقدم وأكبر معارض الكتب في المنطقة، ويشهد إقبالًا كبيرًا من الدول الخليجية والعربية، بالإضافة إلى دول أخرى من مختلف أنحاء العالم.

12