معرض أبوظبي للكتاب 2023 منصة تجمع ابن خلدون وتركيا ومثقفي العالم

محفل ثقافي للناشرين والكتاب والقراء يدرس طرق ترسيخ الاستدامة.
الأربعاء 2023/05/24
منصة للحوار والاحتفاء برواد الثقافة والفنون والنشر

يؤكد معرض أبوظبي الدولي للكتاب دورة إثر أخرى مكانته كواحد من أبرز معارض الكتب العربية والعالمية، إذ يستضيف سنويا علاوة على المئات من الناشرين، نخبة من أبرز الفاعلين الثقافيين والمبدعين والكتاب والفنانين، ما جعله منصة هامة للحوار والتفاعل، وهذا ما يتأكد مع دورته الجديدة.

أبوظبي - انطلقت الاثنين الدورة الثانية والثلاثون من معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة بمشاركة هي الأكبر في تاريخه.

ويرفع المعرض هذا العام شعار "قصص لا تنتهي" ويشمل برنامجه الممتد حتى 28 مايو في مركز أبوظبي الوطني للمعارض المئات من الفعاليات الثقافية والأدبية والفنية، التي دعا إليها مجموعة كبيرة من المفكرين والأدباء والمثقفين، من بينهم الكويتي سعود السنعوسي والعراقي أزهر جرجيس والبحريني قاسم حداد والأردني جلال برجس والتونسية جليلة الطريطر واللبناني عبده وازن والسوري فراس السواح والليبي محمد النعاس والمصرية ميرال الطحاوي وغيرهم.

وتسلط هذه الدورة من المعرض، التي تحل تركيا ضيف شرف عليها، الضوء على مفهوم الاستدامة تماشيا مع إعلان دولة الإمارات عام 2023 عاما للاستدامة، إذ يستضيف مبادرات وندوات متنوعة تهدف إلى إبراز أفضل الممارسات العالمية لدعم توجه الاستدامة في مجال النشر إضافة إلى جلسات حوارية حول التغير المناخي.

يعد معرض أبوظبي للكتاب 2023 منصة ثقافية لتعزيز صناعة النشر محليا وإقليميا وعالميا. وقال رئيس مركز أبوظبي للغة العربية علي بن تميم إن هذه الدورة تعد الأكبر في تاريخ المعرض، الذي نجح منذ أن أطلقه الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1981 في ترسيخ مكانته على الساحة الدولية حتى أصبح منصة للحوار والاحتفاء برواد الثقافة والفنون والنشر من جميع أنحاء العالم، مشيرا إلى دوره المهم لتعزيز صناعة النشر.

وقال بن تميم إن المعرض يشهد نموا متزايدا في أعداد العارضين والزوار عاما بعد عام إذ يستضيف هذا العام أكثر من ألفي فعالية ثقافية وأدبية ومعرفية وفنية ومشاركة أكبر عدد من العارضين والناشرين بإجمالي يتعدى 1300 عارض من أكثر من 85 دولة يقدمون ما يربو على 500 ألف عنوان، ويدل حجم المشاركة هذا العام على المكانة المميزة التي يحظى بها المعرض عالميا.

فعاليات متنوعة

◙ يحتفي بإنجازات أحد المؤلفين المتميزين ألا وهو مؤسس علم الاجتماع الحديث ابن خلدون الشخصية المحورية المهمة والمؤثرة
◙ احتفاء خاص بإنجازات ابن خلدون الشخصية المحورية المهمة والمؤثرة

وأشار بن تميم إلى أن المعرض هذا العام يحتفي بإنجازات أحد المؤلفين المتميزين ألا وهو مؤسس علم الاجتماع الحديث ابن خلدون الشخصية المحورية المهمة والمؤثرة على معظم الثقافات وبالأخص الثقافة العربية، حيث يهدف المعرض من خلال جناحه إلى إطلاع الزوار والمشاركين بمجموعة متنوعة من مقاطع حياة ابن خلدون النيرة وببعض مخطوطاته ويعرف بهذه الشخصية للناشئة والشباب ويشجع الباحثين لإعادة النظر في مؤلفاتهم وإعادة طباعتها.

وقال المهندس رامز صقر المتحدث باسم جناح “ابن خلدون” إن الجناح مصمم على شكل ثلاث غرف تمثل ثلاث حقب زمنية من حياة ابن خلدون، موضحا أن عبدالرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي الذي ولد في تونس عام 1332 ميلادية/732 هجرية يعتبر واحدا من أهم العقول التي أنجبتها الحضارة العربية الإسلامية وارتبط اسمه بمؤلف “المقدمة” حيث تجلت ريادته في علم الاجتماع وأسبقيته في وضع الأسس العلمية لدراسة التاريخ فضلا عن مقارباته العميقة لحركة التاريخ ومساره وكل ما هو متصل بالسياسة والعمران والاقتصاد.

◙ المعرض يستضيف عددا من الفعاليات التي تناقش أعمال ابن خلدون وتراثه
◙ المعرض يستضيف عددا من الفعاليات التي تناقش أعمال ابن خلدون وتراثه 

ويستضيف المعرض عددا من الفعاليات التي تناقش أعمال ابن خلدون وتراثه مثل “ابن خلدون بعيون الروائي” يتحدث فيها الروائي الفرنسي جيلبير سينويه، والأكاديمية نادية الشيخ نائب العميد بجامعة نيويورك أبوظبي للشؤون الثقافية والبحثية، و”ابن خلدون وقفة مع رؤاه في الفلسفة والأدب”، يتحدث فيها الأكاديمي عبدالله الغذامي أستاذ النقد شخصية العام الثقافية لجائزة الشيخ زايد للكتاب 2022، والأكاديمي رضوان السيد عميد الدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، وأحمد برقاوي الفيلسوف والمفكر، والباحث محمد أبوالفضل بدران الأستاذ الجامعي والشاعر والناقد، وتتواصل الندوات الاحتفائية بابن خلدون التي تناقش فكره وتستذكر سيرته.

ولفت بن تميم إلى أن المعرض يحتفي بالجمهورية التركية ضيف شرف المعرض هذا العام من خلال تقديم برنامج غني للتعريف بالثقافة التركية وألوانها الأدبية ومجالاتها المعرفية ضمن جناح خاص يحتضن العديد من الفعاليات والندوات التي تبحث التبادل الثقافي بين تركيا والعالم العربي، وسبل تعزيز الحوار بينهما بالإضافة إلى ندوات ومبادرات تركز على مفهوم وتعزيز الوعي بالاستدامة.

وأضاف، أن المعرض يقدم عدداً من البرامج التي تعمل على توفير أفضل فرصة لمحبي القراءة في الإمارات تجمعهم بمجموعة مختارة من المؤلفين والأدباء والفنانين المشهورين في العالم ضمن فعاليات البرنامج الثقافي الذي سيكون حافلا ومتنوعا هذا العام ليتناسب مع جميع الفئات العمرية. وتابع “المعرض يواصل مسيرته في دعم قطاع النشر ومد جسور الحوار والتبادل الثقافي بين الشعوب والحضارات وإننا فخورون باستضافة هذا الحدث الذي يعزز مكانتنا في المنطقة كأحد أهم المحافل الثقافية”.

من جهتها قالت عائشة عيد المزروعي مدير إدارة معرض الكتاب والفعاليات في مركز أبوظبي للغة العربية إن المعرض يشهد هذا العام الاحتفاء بالاستدامة، ويركز على برنامج تعليمي لطلبة المدارس والجامعات من خلال تنظيم برامج متنوعة من الجلسات والفعاليات التعليمية والتثقيفية وذلك بمشاركة العديد من الأدباء والمؤلفين بهدف تنوير عقول الشباب والارتقاء بهم فضلا عن فرصة مشاركة الطلاب في سوق النشر العالمي ومشاركة أفكارهم مع الآخرين وتوفير حلقات العمل التفاعلية مع مجموعة من الكتاب والرسامين.

تشهد الدورة الحالية من معرض أبوظبي الدولي للكتاب مشاركة إماراتية بارزة من مختلف الجهات، لتقديم وجوه متنوعة من الثقافة المحلية والعربية. وفي هذا الصدد يطلق المركز العربي لدراسة الفن في جامعة نيويورك أبوظبي الإصدار الأول لأرشيف الفن العربي تحت عنوان “سيرة الماء والنار” في “منصة 421” وجهة الفنانين والمبدعين وذلك يوم 25 مايو الجاري في معرض أبوظبي الدولي للكتاب.

إصدارات ومقتنيات نادرة

◙  توفير الموارد بسهولة للمهتمين بشؤون الفن والأدب
◙ توفير أفضل فرصة لمحبي القراءة في الإمارات

يروي الإصدار محطات من سيرة اثنين من قامات الساحة الفنية في العراق، وهما الفنان الراحل رافع الناصري ومؤلفة الكتاب الناقدة والشاعرة مي مظفر من خلال فصول متلاحقة من الأحداث والصور النادرة، ومساهماتهما في المشهد الفني والثقافي البغدادي من فترة الستينات إلى التسعينات، بالإضافة إلى رحلاتهما بعد خروجهما من العراق واستقرارهما في عمان والمنامة. والكتاب مترجم من اللغة العربية إلى الإنجليزية وهو إصدار مشترك للمركز العربي لدراسة الفن ودار هاتيا كانتز فيرلاغ الألمانية.

وباشر المورد المركز العربي لدراسة الفن في جامعة نيويورك أبوظبي برقمنة مجموعة رافع الناصري ومي مظفر بهدف توفير هذه الموارد بسهولة للمهتمين بشؤون الفن والأدب، وتتضمن المجموعة تشكيلة من المواد منها أوراق مي مظفر ومراسلاتها مع عدد من كبار الأدباء كنزار قباني، إضافة إلى مجموعة من المذكرات التي تحوي ملاحظات ورسومات لرافع الناصري يسرد فيها تفاصيل ووقائع من حياته وعمله الفني بتفصيل دقيق.

◙ المعرض يواصل مسيرته الناجحة في دعم قطاع النشر ومد جسور الحوار والتبادل الثقافي بين الشعوب والحضارات

كما أصدر مشروع “كلمة” للترجمة في مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، بالتزامن مع المعرض الترجمة العربية لكتاب “وحدة الموسيقى العربية والتركية في القرن العشرين” للباحث التركي مراد أوزيلدريم، ونقلته إلى العربية ملاك أوزيلدريم، فيما راجع الترجمة المترجم المصري أحمد زكريا. وشهد جناح مكتبة محمد بن راشد خلال اليومين الأولين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب حضورا لافتا للتعرف أكثر على أبرز المقتنيات النادرة التي تعرضها لأول مرة.

وتعرض المكتبة في جناحها 18 قطعة نادرة من مقتنيات معرض الذخائر والمجموعات الخاصة تتنوع بين الكتب والأطالس والمخطوطات النادرة والقديمة يعود بعضها إلى القرن الثالث عشر، ومن بينها نسخ نادرة من القرآن الكريم، وإصدارات مبكرة من مطبوعات الكلاسيكيات الأدبية، بالإضافة إلى ترجمات لاتينية لأعمال علمية من العصر الذهبي الإسلامي.

وسلّط جمال الشحي عضو مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد الضوء على أبرز المقتنيات والخدمات والمرافق والفعاليات وورش العمل على مدار العام قائلا “سعداء بالمشاركة للمرة الثانية على التوالي في معرض أبوظبي الدولي للكتاب أحد أبرز معارض الكتاب والفعاليات الثقافية الإقليمية والعالمية”. وأكد الشحي أن المعرض يشكل محفلا ثقافيا للناشرين والكتاب والقراء، ومنصة للتفاعل وتبادل الأفكار والمعلومات تسهم بدور كبير في تعزيز التبادل الثقافي والحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة.

ويضم جناح المكتبة مقتنيات نادرة وترجمة لاتينية نادرة ومزينة بالرسوم لـ"القانون في الطب 1562" لابن سينا، والذي يعد أشهر كتاب طبي في العالم، و"مقدمة ابن خلدون" طبعة باريس 1858 م، والتي تعد الطبعة الأولى للنص العربي، ونشرها المستشرق الفرنسي أتيين مارك كاترمير، وكتاب "ألف ليلة وليلة" 1839-1842 م ، والتي تمثل طبعة عربية نادرة وكاملة لقصص ألف ليلة وليلة نشرها السير وليم ماكنجتن في مدينة كلكتا، وكتاب "آثار عربية في قرطبة وإشبيلية وغرناطة وباريس"، 1836-1839 م، جيرو دي برانجي.

 

12