معرض أبوظبي للكتاب نافذة على الخليج وعين على الأطفال

تتواصل فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، مقدّمة إطلالة شاملة على المشهد الثقافي في الخليج العربي بصفة خاصة وفي العالم العربي بصفة عامة، وموفرة مجالا لعرض مختلف الثقافات العالمية. غير أن المعرض يولي ثقافة الطفل اهتماما خاصا من خلال التركيز على الفعاليات والكتب الموجهة إلى الأطفال.
أبوظبي - حظيت الدورة الثانية والثلاثون من معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي تقام فعالياته حاليا في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بمشاركة متميزة من المؤسسات التعليمية والثقافية ودور النشر بدول مجلس التعاون الخليجي، كونه تظاهرة ثقافية ومعرفية تؤكد أهمية الكتاب في نشر الثقافة والارتقاء بالمجتمعات والشعوب معرفيا وثقافيا. كما يقدم المعرض العديد من الفعاليات التي تعنى بالأطفال في رهان على ثقافة الاستدامة التي تتخذها هذه الدورة رهانا أساسيا لها.
قالت الاستشارية في توثيق المكتبات في وزارة الثقافة القطرية ومسؤولة الجناح القطري نورة خليفة المناعي إن "الوزارة تهدف من خلال مشاركتها في المعرض إلى مد جسور التواصل بين الثقافات المختلفة، وبناء علاقات جديدة مع المشاركين العاملين في مجال الثقافة وصناعة النشر، إلى جانب عرض الإنتاج الفكري لدور النشر القطرية، خصوصا وأن المعرض يمثل فرصة للتواصل مع دور نشر إقليمية ودولية لبحث فرص التنافس والتعاون في مجال النشر والترجمة".
وأضافت أن هذه المشاركة ليست الأولى للوزارة في المعرض؛ لأنها تحرص بشكل دائم على أن تكون حاضرة في هذا الحدث، لافتة إلى أن جناح الوزارة في الدورة الحالية منه يضم عددا من إصداراتها الجديدة والمتنوعة، ومن بينها الكتب التراثية ودواوين الشعر وقصص الأطفال وكتب العلوم الإنسانية والقانون والروايات، فضلا عن مشاركة مجموعة من دور النشر القطرية في المعرض.
كما تشارك المملكة العربية السعودية في المعرض بمجموعة متميزة من كتب الناشرين السعوديين، ويضمّ جناحها أيضا مشاركات لعدد من الجامعات من بينها "جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية"، التي أكّدت مسؤولة جناحها ابتهال الطلحي أهمية هذه المشاركة التي تعدّ الأولى للجامعة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وذلك انطلاقا من كونها الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب.
مشاركة خليجية
وقالت إن “جامعة نايف للعلوم الأمنية تحرص على الدوام على المشاركة في مثل هذه الفعالية سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي، وذلك بهدف عرض إنتاجها العلمي المتخصص في مجال العلوم الأمنية، والتعريف بإصداراتها الحديثة مثل أوراق السياسات والترجمة الأمنية”.
وأضافت الطلحي أن جناح الجامعة يضم مجلات علمية متخصصة منها “الأمن السيبراني” وأخرى في “الطب الشرعي والأدلة الجنائية”، بالإضافة إلى مجلة “الدراسات الأمنية”، وهي مجلة متخصصة في جميع القضايا الأمنية.
وتشارك سلطنة عمان ممثلة بوزارة الثقافة والرياضة والشباب في النسخة الحالية من المعرض، بجناح تعرض فيه أهم الإصدارات الثقافية والأدبية العمانية؛ حيث أوضحت ممثلة الوزارة رئيسة قسم التنمية الثقافية فيها ثرية بنت حمد حميد الهطالية أن هذه المشاركة تأتي تأكيدا على أهمية المعرض ودوره في تعزيز الثقافة محليا وإقليميا ودوليا، وذلك في إطار ما يجمع البلدين من علاقات ثقافية وثنائية وثيقة.
وأضافت “تحرص سلطنة عمان على المشاركة سنويا في هذا الحدث الثقافي، حيث يضم جناحنا عددا من الإصدارات في مجالات متنوعة من بينها الطب والتاريخ واللغة والنقد والأدب وغيرها، منها إصدارات جديدة كـ’المخطوط العماني والبياني المشكل’ و’فن الرزحة'”.
وتعرض هيئة الثقافة البحرينية في جناحها بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، أحدث إصداراتها من مشروع “النشر المشترك” لمؤلفين وكتاب بحرينيين، إلى جانب إصدارات “نقل المعارف”، وأعدادا من مجلة البحرين الثقافية، إضافة إلى مجموعة من الكتب التي تتناول موضوعات كالتراث والأدب والتاريخ والفن والآثار وغيرها.
وقال بشار جاسم مدير معرض البحرين للكتاب ومسؤول جناح هيئة البحرين للثقافة والآثار في المعرض، إن “دورة المعرض لهذا العام تتميز بحلتها الجديدة وإقامتها واتساع المساحة التي تقام عليها”، موضحا أن هدف البحرين من المشاركة هو تعزيز العلاقة الثقافية مع دولة الإمارات بشكل عام وإمارة أبوظبي خاصة.
◙ تشارك في فعاليات الحدث مجموعة من الأدباء والكتاب والإعلاميين البحرينيين، الذين تستضيفهم الإمارات لإثراء البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض
وأضاف أن الجناح يضم العديد من الكتب منها مؤلفات من “مشروع نقل المعارف” وهو عبارة عن ترجمة 50 عنوانا تتضمن أهم الكتب في مجال الفكر والفن والسينما والخطابة وغيرها، إلى جانب مشروع “النشر المشترك” وعرض الكتب الثقافية والكتب التي تؤكد على الهوية البحرينية في المجالات المختلفة ومنها العادات والتقاليد والتاريخ والآثار، مؤكدا حرص بلاده على المشاركة في هذا النوع من الفعاليات الثقافية لعرض ما يقدمه المفكر والكاتب والأديب البحريني، وإبراز النتاج الفكري البحريني. وتشارك في فعاليات الحدث مجموعة من الأدباء والكتاب والإعلاميين البحرينيين، الذين تستضيفهم الإمارات لإثراء البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض.
يشكل معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2023 حاضنة معرفية تعزز الوعي الثقافي لدى الأجيال الناشئة، وتقدم لهم فرص التعلم المستمر الذي يسهم في تنمية مهاراتهم وثقل قدراتهم، وتأهيلهم بالشكل الأمثل للمستقبل.
ووفر المعرض منصة متميزة لمختلف المؤسسات التعليمية في الدولة ما أسهم في مساعدتها على طرح مبادرات متنوعة للطلبة، تركز بالدرجة الأولى على تعزيز ارتباطهم بالقراءة وترسيخ الهوية الوطنية وتوسيع مداركهم ومساعدتهم على استكشاف مستقبلهم.
وأكد مسؤولون ومشاركون في المعرض على أهمية هذا الحدث الثقافي العالمي في توفير قنوات تواصل بين المثقفين والأدباء والناشرين من جهة والطلبة والشباب من جهة أخرى، بالإضافة إلى توفير وعاء معرفي ثري تنهل منه أجيال المستقبل.
وقال الدكتور أحمد السعيد المدير التنفيذي لبيت الحكمة للثقافة الصيني إن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يشكل منصة ثقافية وتعليمية مهمة للطلبة والأجيال الناشئة من أجل زيادة شغفهم بالقراءة، إضافة إلى توفير قنوات تواصل بينهم وبين النخب الثقافية والأدبية ليس على الصعيد المحلي وحسب وإنما على الصعيد الإقليمي والعالمي خاصة مع استقطاب المعرض لمشاركات دولية واسعة.
ثقافة الطفل
وأضاف أنه “من خلال مشاركتنا في معرض أبوظبي الدولي للكتاب نسلط الضوء على 700 كتاب مترجم من اللغة الصينية إلى اللغة العربية بالإضافة إلى 300 كتاب لتعليم اللغة الصينية يستفيد منها الطلبة زوار المعرض، خاصة وأن الإمارات تضم مدارس تدرس اللغة الصينية لطلابها”.
من جانبها أكدت مديرة إدارة معرض الكتاب والفعاليات في مركز أبوظبي للغة العربية عائشة عيد المزروعي أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يتضمن برامج تعليمية ثرية لطلبة المدارس والجامعات تشمل مجموعة متنوعة من الجلسات والفعاليات التعليمية والتثقيفية يشارك فيها العديد من الأدباء والمؤلفين بهدف الإثراء المعرفي للطلبة وتوفير قنوات تواصل تربطهم بالأدباء والمثقفين.
من ناحيته قال النائب المساعد لرئيس شؤون المكتبات في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا عبدالله خليفة الحفيتي “حرصنا من خلال مبادرتنا بتوزيع نحو 4000 كتاب مجاني على الطلبة زوار المعرض على تعزيز معارفهم وتنمية الوعي الثقافي لديهم وكذلك اطلاعهم بشكل أكبر على برامج الجامعة وخططها”.
وأضاف أن “معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعد واحدا من أضخم معارض الكتاب على مستوى العالم، ويشكل منارة معرفية فريدة نحرص على الاستفادة منها بالشكل الأمثل لتوسيع المعرفة لدى الأجيال الناشئة”.
وذكر أن توزيع الكتب المجانية على الطلبة سيستمر على مدار أيام المعرض، مشيرا إلى أن هناك العديد من الكتب النادرة التي يضمها جناح الجامعة وتقدم إطلالة متميزة على تاريخ الدولة وتراثها.
وكانت وزارة التربية والتعليم، ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، قد أبرمت اتفاقية تعاون مع لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، بهدف توطيد أواصر الشراكة الإستراتيجية بين الطرفين، وتعزيز العمل المشترك لإثراء المناهج التعليمية بالمصادر الثقافية والتراثية وتوفير الدعم للأنشطة والبرامج التي تكفل تكامل الحضور التعليمي والثقافي والتراثي للدولة.
وحددت الاتفاقية خمسة مجالات للتعاون، أولها العمل المشترك لإثراء المناهج التعليمية بمكونات الثقافة والتراث الشعبي والشعر النبطي؛ وثاني هذه المجالات يركز على التعاون في تنظيم الفعاليات الثقافية والتعليمية بما في ذلك الرحلات التعليمية الثقافية، ومعارض الكتب، والمهرجانات التعليمية والثقافية؛ أما المجال الثالث فيُعني بالتعاون في مجال نشر وإدراج الإصدارات والمنشورات الثقافية والشعرية كجزء من مصادر التعليم والمصادر الإثرائية للمناهج التعليمية.
ويشمل المجال الرابع التعاون والتنسيق في تنفيذ مسابقات طلابية ومبادرات لاستكشاف ورعاية المواهب الإبداعية في مجالات الشعر والتراث الشعبي، في حين يركز خامسها على دعم المؤسسات التعليمية المحلية والاتحادية لتطبيق الإطار الوطني للثقافة في المدارس من مرحلة رياض الأطفال حتى الحلقة الثالثة.
يذكر أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب وبهدف تعزيز الاهتمام بالعلم والثقافة لدى أجيال المستقبل وتنمية مهاراتهم الإبداعية، استحدث هذا العام “ركن ألفا” الذي يقدم أنشطة تفاعلية تثري معارف مرتاديه في مجالي الفضاء والعلوم. ويحظى زوار المعرض من الأطفال والناشئة بما يزيد على 1800 فعالية تعليمية وترفيهية متنوعة في مختلف المجالات الفنية والمعرفية.