معرض أبوظبي الدولي للكتاب يستضيف ألمانيا وأول مؤتمر دولي للنشر العربي

مع كل دورة تترسخ مكانة معرض أبوظبي الدولي للكتاب كوجهة محورية بارزة لصناع النشر في العالم العربي وبقية دول العالم، سواء من خلال فعالياته التي تستضيف أهم الأسماء العالمية في مجال الثقافة والعلم والأدب والفكر والفنون، أو من خلال توجهاته في تجديد الدائم في صناعة النشر ودعم القراء والناشرين، وهو ما يتأكد هذا العام في دورة جديدة بعد تحسن الوضع الصحي والانحسار التدريجي لجائحة كورونا في مختلف أنحاء العالم.
أبوظبي - انطلقت يوم الإثنين الثالث والعشرين من مايو الجاري فعاليات الدورة الـ31 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، ويستمر حتى التاسع والعشرين من مايو الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.
ويشهد المعرض مشاركة نوعية من 1130 ناشرا من أكثر من 80 دولة يترافق حضورهم مع أكثر من 450 فعالية ثقافية ومعرفية وإبداعية، وأنشطة تفاعلية تستهدف مختلف فئات المجتمع.
فعاليات متنوعة

المعرض يناقش صناعة النشر كما ينظم مجموعة كبيرة من الفعاليات التعليمية وأنشطة متخصصة للطفل
تحل جمهورية ألمانيا الاتحادية ضيف شرف على هذا الحدث هذه السنة لتقدم إلى جمهور الثقافة العربية والإماراتية برنامجا متكاملا ضمن جناح خاص، تشارك فيه نخبة من أبرز الأدباء والمثقفين والمفكرين الألمان.
وتحتفي ألمانيا ضمن جناحها الخاص بإبداعات نخبة من المفكرين والمبدعين بمشاركة نحو 80 ناشرا ومثقفا ومبدعا يقدمون أكثر من 14 جلسة ثقافية ومهنية متنوعة، ترافقها عروض باقة مختارة من الأفلام الألمانية المستوحاة من كتب.
كما سيتعرف الجمهور المحلي والعربي على إبداعات الشاعر والكاتب المسرحي والروائي يوهان غوته، الذي يعتبر أشهر أدباء ألمانيا المؤسسين في القرن التاسع عشر، وقد ترك غوته إرثا أدبيا وثقافيا وفكريا ضخما أثرى المكتبة العالمية خاصة في تعالقه مع آداب وثقافات الأمم الأخرى، فكان له بالغ الأثر في الحياة الشعرية والأدبية والفلسفية، أثر مازال صداه يتردد إلى اليوم.
إلى جانب الاحتفاء بغوته تقدم فعاليات ضيف شرف المعرض سردا بصريا ومعرفيا وإبداعيا لتاريخ طويل من الإبداع الفكري واللغوي والأدبي الألماني، من خلال إطلاع جمهور المعرض على أهم التجارب الألمانية التي تمثل علامات فارقة في تاريخ الإبداع البشري.
وتقدم ألمانيا إلى جمهور الثقافة العربية والإماراتية برنامجا متكاملا ضمن جناح خاص، تشارك فيه نخبة من أهم أدبائها ومثقفيها ومفكريها.
ويشهد الجمهور على امتداد أيام المعرض فعاليات متنوعة في جدول أعماله الذي يضم أركانا متعددة منها المنصة الرئيسية ومنصة الشباب، إضافة إلى ردهة الأعمال وركن أنماط الحياة، فضلا عن ركن الفن. وتقدم في مجملها مجموعة واسعة من الجلسات الحوارية والندوات والأمسيات الأدبية والثقافية والفكرية التي تستضيف نخبة من ألمع الأسماء مثل الشاعر والناقد أدونيس، وغويدو إمبينز الحائز على جائزة نوبل عام 2021 في العلوم الاقتصادية، والبروفيسور روجر آلان أحد أهم الباحثين الغربيين في الأدب العربي المعاصر، والبروفيسور محسن الموسوي أستاذ الدراسات العربية والمقارنة في جامعة كولومبيا، وغيرهم.
مجموعة واسعة من الجلسات الحوارية والندوات والأمسيات الأدبية والثقافية والفكرية التي تستضيف نخبة من ألمع الأسماء
كما ينظم المعرض مجموعة كبيرة من الفعاليات التعليمية، وأنشطة متخصصة للطفل تقدمها نخبة من الأكاديميين والمتخصصين.
ودعا مركز أبوظبي للغة العربية جميع أفراد الجمهور إلى حضور المعرض والمشاركة في فعالياته المختلفة والمتنوعة، والتي تلبي تطلعات جميع الفئات.
ومن أبرز المشاركين الإماراتيين في المعرض الذي بات أبرز معارض الكتاب في العالم العربي، نجد أكاديمية الشعر التابعة للجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، التي تشارك بجناح خاص يضم مجموعة من الإصدارات التي يصل عددها إلى 252 كتابا متنوعا منها النقدية والبحثية إلى جانب المجموعات الشعرية الفصيحة والنبطية، من بينها عدد من الإصدارات الحديثة التي صدرت خلال العامين الجاري والماضي.
وتشمل هذه الإصدارات على سبيل المثال الموسوعة العلمية للشعر النبطي للأكاديمي غسان الحسن “الأجزاء 14 و15 و16″ و”شعرية التوهج الحسي” للناقد صلاح فضل، وكتاب “نظرية القراءة” للناقد عبدالملك مرتاض، وديوان “100 قصيدة في إكسبو 2020” لمئة شاعر نبطي من شعراء مسابقة شاعر المليون، وأيضا الجزء الثالث من كتاب “الأغنية الإماراتية” للكاتب مؤيد الشيباني.
وجهة صناعة النشر
بالتزامن مع انطلاق الدورة الجديدة من معرض أبوظبي الدولي للكتاب انطلق المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية في دورته الأولى التي ينظمها مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، بمشاركة نخبة من الناشرين والخبراء العرب والغربيين لمناقشة أحدث التوجهات وأبرز التحديات التي يواجهها قطاع النشر، واستعراض أهم الحلول والمقترحات الرامية إلى الارتقاء به.
وتناول المؤتمر الذي أقيم في مركز أبوظبي الوطني للمعارض أحدث التوجهات في مجال صناعة النشر والمحتوى العربي، حيث شكل منصة فاعلة لتسهيل سبل الحوار بين جهات النشر وصناع المحتوى وقادة الفكر ورواد الأعمال على اختلاف توجهاتهم الإبداعية.
المعرض يشهد مشاركة نوعية من 1130 ناشرا من أكثر من 80 دولة يترافق حضورهم مع أكثر من 450 فعالية ثقافية ومعرفية وإبداعية
وأكد زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لرئيس الدولة والرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2022 الذي تشارك فيه نخبة من الكتاب والمثقفين من الإمارات وعدد من دول العالم، إلى جانب المئات من دور النشر الإماراتية والعربية والأجنبية، يبرز مكانة الإمارات كمركز للامتياز المعرفي والثقافي.
وشدد في تصريح بهذه المناسبة على أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعد القلب النابض لصناعة النشر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويعكس ريادة الإمارات الثقافية التي بدأت منذ 30 عاما، ويسهم في ترسيخ مكانة إمارة أبوظبي كوجهة ثقافية على مستوى العالم، وكمثال يحتذى به للابتكار والتنوع الثقافي والإبداعي الذي أصبح سمة أساسية لمجتمع الإمارات.
وأضاف “أصبح معرض أبوظبي الدولي للكتاب مهرجانا احتفاليا أدبيا سنويا ضخما، يستقبل في كل عام أكثر من 150 ألفا من الأدباء، صانعي المحتوى والمبدعين ومحبي القراءة، والشغوفين باقتناء الكتاب، في شتى مجالات الثقافة والآداب والمعارف والعلوم، من جميع أنحاء العالم داخل 12 قاعة عرض تم تصميمها وفقا لأحدث طراز، ليؤكد على مكانة أبوظبي كمركز عالمي للاحتفاء بالثقافة والأدب والمعرفة، ونقطة التقاء وسوقا لصناعة النشر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.