معرض آيدكس يستشرف آفاق صناعة الدفاع في أبوظبي

اكتسبت إستراتيجية الإمارات في جمع شركات الصناعات الدفاعية خلال أبرز حدث بالشرق الأوسط هذا العام زخما كبيرا لاستشراف آفاق قطاع يشهد تنافسا لتقديم تشكيلة مبتكرة ومتنوعة من الأسلحة المتطورة بفضل التكنولوجيا التي تعتمدها في استثماراتها.
أبوظبي - شكلت فعاليات الدورة السادسة عشرة لمعرض الدفاع الدولي “آيدكس 2023″، الذي تحتضنه إمارة أبوظبي على مدار خمس أيام، منصة مثالية لاستكشاف الفرص الواعدة في قطاع الصناعة العسكرية.
ويُتوقع أن يشهد الحدث، الذي يقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بالتزامن مع الدورة السابعة لمعرض الدفاع البحري “نافدكس” بمشاركة 1350 شركة عالمية، عقد العديد من الصفقات مع استعراض أحدث الأسلحة المعتمدة على الحلول التكنولوجية المتقدمة.
وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة حاكم دبي، في تصريح نشره المكتب الإعلامي لحكومة دبي، أن “المشاركة الواسعة للدول والشركات وصناع القرار تؤكد الأهمية المتنامية للمعرضين ودورهما في تعزيز صناعة المعارض”.
وباتت صناعة المعارض لدولة الإمارات محركا مهما بين محركات اقتصادها، حيث اعتبرها الشيخ محمد بن راشد “منصة معرفية لتبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا، وإطارا فعالا لبناء الشراكات”.
وتتزامن نسخة هذا العام مع مرور ثلاثة عقود على انطلاقة معرض آيدكس، الذي يعد أحد أهم المعارض الدفاعية على مستوى العالم، وأكبرها على مستوى المنطقة العربية.
وستتخلل المؤتمر 4 جلسات نقاشية تتناول التبعات الاقتصادية والاجتماعية ومخاطر الاعتماد على التقنيات الحديثة وتطوير المواهب وإدارة رأس المال البشري وتأثير التقنيات على مستقبل العمليات الدفاعية والأفكار حول أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيات الحديثة.
وتشهد الدورة الحالية من معرض آيدكس مشاركة 65 دولة، بزيادة قدرها عشرة في المئة عن الدورة السابقة، و200 في المئة مقارنة مع النسخة الأولى خلال عام 1993.
كما تجمع الدورة الحالية لمعرض نافدكس عددا أكبر من الشركات العارضة يقدر بنحو الضعف مقارنة بالدورة السابقة.
ويشارك في نافدكس العديد من القطع والسفن البحرية من 7 دول، وهي باكستان والبحرين وبريطانيا وإيطاليا والصين والهند، إضافة إلى دولة الإمارات، حيث يتم عرض هذه السفن في ميناء أدنيك إضافة إلى ميناء زايد.
وتدرك الإمارات أن الصناعات الدفاعية المتطورة قطاع حيوي يساعد على تعزيز الاستثمارات والعمل التنموي مع مختلف بلدان العالم، ولذلك لم تترك الأمر للصدفة حتى تصل إلى ما هي عليه اليوم.
ويُنظر إلى هذا التحول بوصفه جزءا من مسعى إلى الإصلاح الاقتصادي الذي يقوده رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وفي اليوم الأول من الحدث بلغت قيمة الصفقات التي تم إبرامها، والبالغ عددها 11 صفقة، حوالي 4.5 مليار درهم (1.22 مليار دولار) مع شركات محلية ودولية، بحسب زايد المرخي المتحدث باسم مجلس التوازن الإماراتي.
وقصت مجموعة التكنولوجيا المتقدمة الإماراتية (إيدج) شريط الصفقات بعقد تتجاوز قيمته المليار دولار وتقوم بموجبه شركة أبوظبي لبناء السفن ببناء أسطول من الفرقاطات المتطورة للبحرية الأنغولية.
ونسبت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إلى خالد البريكي، رئيس قطاع المنصات والأنظمة في إيدج، قوله “تمثل الصفقة إنجازا بالغ الأهمية لمجموعة إيدج وشركة أبوظبي لبناء السفن”.
وأضاف “هذا يوضح نهجنا الإستراتيجي والتزامنا الراسخ بزيادة الصادرات الوطنية بما يتماشى مع توجيهات القيادة الرشيدة للبلاد”.
وكشفت إيدج كذلك عن 11 حلا متقدما في قطاع القيادة المستقلة والمسيّرة بقدرات محسنة لتطبيقات تشمل المجالات الجوية والبرية والبحرية، في خطوة تسهم في تعزيز مكانتها في مجال تطوير وتصنيع الأنظمة المستقلة والمتقدمة تكنولوجيًّا.
وتغطي المنتجات والأنظمة المتطورة والجديدة مجموعة واسعة من المهام، بما يضم عمليات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع التكتيكية، والدعم اللوجستي، والعمليات القتالية المعقدة.
وقال منصور الملا، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة إيدج، “تتوّج اليوم استثماراتنا الموسعة في الشركات الرائدة بمجالات الصناعة والابتكار والتطوير السريع للمنتجات، والتي تهدف إلى تنويع عروضنا وضمان وصولها إلى الزبائن”.
وتفتخر إيدج الإماراتية بإطلاق مجموعة متكاملة “صُنعت في الإمارات” من الحلول القائمة على التكنولوجيا المستقلة والتي ستمكن زبائنها من توسيع نطاق وصولهم إلى آفاق وأعماق جديدة عبر بيئات قتالية متعددة.
وأضاف الملا “يجسّد ما توفره إيدج من دعم للقدرات السيادية وما تقدمه من منتجات تنافسية عالمية إلى السوق أولوياتها الإستراتيجية، ويعكس إطلاق هذه الحلول التزامنا الراسخ بالأمن والازدهار الدولييْن”.
وتعتبر دولة الإمارات على غرار جارتيها السعودية وقطر، من بين أكبر مستوردي الأسلحة في العالم، وتسعى إلى تنويع اقتصادها عبر الاستثمار في قطاعات لم تكن قبل سنوات ضمن دائرة اهتماماتها.
وكدليل على رغبتها في المنافسة، كشفت الإمارات وإسرائيل عن أول سفينة عسكرية غير مأهولة (دون قبطان) تم إنتاجها بواسطة شركات دفاعية من البلدين، في خطوة تعكس العلاقات العسكرية المتنامية بينهما.
نسخة هذا العام تتزامن مع مرور ثلاثة عقود على انطلاقة معرض آيدكس، الذي يعد أحد أهم المعارض الدفاعية على مستوى العالم، وأكبرها على مستوى المنطقة العربية
وظهرت السفينة المزودة بأجهزة استشعار وأنظمة تصوير متطورة ويمكن استخدامها للمراقبة والاستطلاع ورصد الألغام قبالة سواحل العاصمة الإماراتية أبوظبي خلال معرض نافدكس.
وتم تصنيع السفينة في إطار تعاون بين شركة صناعة الطيران الإسرائيلية ومجموعة إيدج.
وقال أورين جوتر، الذي يقود البرنامج البحري في الشركة الإسرائيلية، لوكالة الصحافة الفرنسية “نحن نعرض للمرة الأولى مشروعا مشتركا يظهر قدرات ونقاط القوة” عند كل من الشركتين في تأمين السواحل ومواجهة التهديدات بالألغام.
وبحسب جوتر فإن السفن ستحارب “ضد التهديدات هنا في المنطقة” ولكن الهدف أيضا هو نشرها في الخارج.
وتسعى الشركة الإسرائيلية لتعزيز التعاون مع الإمارات في مجال الدفاع الجوي ولمساعدة الدولة الخليجية على تحسين قدراتها البحرية.
وقامت الإمارات وإسرائيل بتعزيز الشراكة العسكرية بينهما منذ توقيع اتفاقيات التطبيع في عام 2020.
وفي يناير 2022 أعلنت شركة البيت سيستمز الإسرائيلية للأسلحة المتطورة أن فرعها في الإمارات حصل على عقد بقيمة 53 مليون دولار تقريبا لتزويد سلاح الجو الإماراتي بأنظمة دفاعية.
وتعمل شركات الدفاع الإسرائيلية والإماراتية معا أيضا لتطوير نظام مضاد للطائرات دون طيار.