معبر رأس جدير الحدودي بين ليبيا وتونس يستأنف نشاطه

تونس - أعلن وزير الداخلية خالد النوري ونظيره الليبي عماد الطرابلسي اليوم بمعبر رأس اجدير (جنوب شرق) عن إعادة فتح المعبر الحدودي كليا بين تونس وليبيا في الاتجاهين أمام حركة المسافرين والبضائع وفق ما يقتضيه القانون. وأغلق المعبر بسبب أحداث أمنية في ليبيا منذ مارس الماضي، وتأجل افتتاحه أمام حركة المسافرين والحركة التجارية الشهر الماضي أكثر من مرة لأسباب لوجيستية وأمنية.
ولدى إعلانه رسميا عن عودة العمل بالمعبر، قال وزير الداخلية خالد النوري إن "إعادة فتح المعبر ستزيد في دعم علاقات التعاون الجيدة القائمة بين تونس وليبيا على مختلف الأصعدة بما يعود بالنفع على البلدين عموما وعلى المناطق المجاورة له خصوصا ويدفع بالمبادلات التجارية بين الطرفين ويسهل تنقل المواطنين في الاتجاهين". وأشار إلى ما أضفى إليه لقاء تونسي – ليبي السبت الماضي من تأكيد على استيفاء متطلبات عودة المعبر من الجانبين لسيره العادي من الناحية اللوجستية والتنظيمية ومن ناحية توفير الموارد البشرية الضرورية لذلك.
وأكد النوري الاستعداد الدائم والمتواصل لاتخاذ الإجراءات والقرارات المناسبة لتسيير العمل بالمعبر خدمة للمصالح المشتركة مجددا الالتزام ببنود محضر الاتفاق الأمني الذي وقع عليه الوزيران يوم 12 يونيو الماضي بطرابلس سواء المتعلق منها بسير العمل بالمعبر أو باحترام شروط السلامة المرورية للسيارات وعدم فرض رسوم مالية وفقا لمبدأ المعاملة بالمثل ومسائل أخرى تتعلق بتشابه الأسماء والتواجد الأمني بالمعبر وتبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية للبلدين.
وذكر الوزير بمتانة العلاقات التاريخية بين تونس وليبيا والتحديات المشتركة التي تمر بها المنطقة في هذه المرحلة الدقيقة التي يعيشها الشعبان معبرا عن استعداد وزارة الداخلية للتعامل الإيجابي مع الاقتراحات الكفيلة بمزيد تعزيز العلاقات تجسيما لحرص قيادة البلدين على رفع التحديات المشتركة.
من جهته قال وزير الداخلية الليبي في لقاء إعلامي تم تنظيمه بالمناسبة، إن "المعبر يعود اليوم إلى العمل كليا أمام المسافرين والبضائع وفق الضوابط القانونية والتنظيمية استنادا إلى محضر اتفاق ممضى بين الطرفين في اتجاه ضمان انسيابية سير العمل أمنيا وخدماتيا وتوفير أجهزة التفتيش وتركيز قوة ليبية رسمية تتعامل مع الشرطة التونسية وفق اللوائح والقوانين إلى جانب معالجة مشكل تشابه الأسماء" .
وأوضح أنّ "هناك سعيا لتنظيم المعابر وفتح معابر أخرى بين تونس وليبيا على غرار معبر العسة ومعبر مشهد صالح لمزيد تيسير حركة العبور في الاتجاهين بين البلدين”، مشيرا إلى الروابط المشتركة القوية بين الشعبين الليبي والتونسي. كما أكد على رفض استغلال المعابر من طرف البعض لأغراض تهريب المخدرات والأسلحة.
وبإعلان عودة فتح معبر رأس اجدير الحدودي يستعيد نشاطه الطبيعي اليوم بعد فترة غلق من الجانب الليبي تواصلت منذ مارس الماضي ولم يستعد بعدها نشاطه جزئيا إلا يوم 13 يونيو الماضي بعد إمضاء اتفاق بين وزيري داخلية البلدين يوم 12 يونيو المنقضي تضمن عدة نقاط في اتجاه تحسين وتيسير ظروف العبور عبر وتنظيمها وفق ما يقتضيه القانون.
ويمثل المعبر النقطة الحدودية التي تبعد حوالي 170 كيلومترا غرب طرابلس والتي تعتبر نقطة العبور الرئيسية بين غرب ليبيا وجنوب شرق تونس وهي "شريان حياة" لكل المناطق المتاخمة لها من الجانبين التونسي والليبي.
ووفقا لأرقام الديوان الوطني للمعابر الحدودية البرية، عبر خلال العام 2023 نحو ثلاثة ملايين و400 ألف مسافر من الليبيين والتونسيين من أجل السياحة بين الجانبين وكذلك من أجل العلاج داخل مصحات ومستشفيات خاصة في تونس بالنسبة لليبيين. أما التونسيون فيتنقلون من أجل التجارة أساسا. كما قطعت ما لا يقل عن 1.5 مليون بين سيّارات وشاحنات تجارية المعبر، بحسب تقارير إعلامية محلية.
ووفقا لإحصاءات رسمية، تحتلّ ليبيا المرتبة الأولى بين الدول العربية والأفريقية في التبادل التجاري مع تونس الذي بلغت قيمته 2.7 مليار دينار (حوالي 850 مليون دولار) خلال العام 2023.