معاناة سكان ديالى العراقية تتفاقم مع استمرار انقطاع الكهرباء وشح المياه

استهداف إرهابي لأحد أبراج الخطوط الإيرانية يغرق المحافظة في الظلام، وشح المياه في بحيرة حمرين يدفع الأهالي إلى النزوح.
الاثنين 2021/05/31
عمليات تخريب مستمرة

ديالى (العراق) - بدأ بعض أهالي سكان محافظة ديالى العراقية في النزوح بعد أن فاقم استمرار انقطاع الكهرباء وشح المياه من معاناتهم المستمرة منذ سنوات.

وتقع محافظة ديالى شرق العاصمة بغداد، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 1.6 مليون نسمة حسب آخر إحصائيات.

وتعاني المحافظة منذ سنوات من انقطاع مستمر في التيار الكهربائي جراء تعرض أبراج الخط الإيراني لنقل الطاقة الكهربائية لهجمات مستمرة، بسبب وقوعها خارج مناطق التواجد الأمني أو تعرضها لحوادث تخريبية مفتعلة.

وآخر عمليات التخريب طالت أحد أبراج الخطوط الإيرانية الناقلة في أطراف ناحية السعدية شمال شرقي المحافظة، حيث تعرضت حسب نائب محافظ ديالى كريم آغا في تصريحات صحافية الاثنين إلى عملية تفجير من طرف مجهولين.

وقال آغا إن "تفجيرا إرهابيا استهدف برجا ناقلا للطاقة ضمن خط ديالى - ميرساد في منطقة كباشي شمالي السعدية 70 كم شمال شرق بعقوبة، ما أدى إلى تدمير البرج بالكامل وانقطاع شبه تام للتيار الكهربائي في المحافظة".

وشمل انقطاع التيار الكهربائي 70 في المئة من مناطق المحافظة، لكن فرق الصيانة التابعة للشبكات الكهربائية توجهت إلى مكان الحادث برفقة دوريات أمنية لإعادة نصب برج جديد وإعادة التيار الكهربائي.

وأوضح آغا أن "استثمار محطة المنصورية الغازية من شأنه أن يساهم في استيفاء محافظة ديالى بتجهيز التيار الكهربائي"، مطالبا "الحكومة المركزية بضرورة تجهيز ديالى بساعات أكثر من التيار الكهربائي".

ولدى العراق اتفاق مع إيران لاستيراد الطاقة الكهربائية منها، بواقع 1200 ميغاوات عبر 4 خطوط: خط "خرمشهر - البصرة"، و"كرخة - العمارة"، و"كرمنشاه - ديالى"، و"سربيل زهاب - خانقين".

وفي عام 2020 تجددت الاتفاقية بين البلدين لمدة عامين لأول مرة، حيث كانت توقع سابقا لمدة عام واحد، وهو ما اعتبرته أوساط عراقية  محاولة من طهران للتأثير على مشروع الربط الكهربائي مع دول الخليج، والاستعداد له مبكرا.

وكانت وزارة الكهرباء أعلنت في وقت سابق أن العراق أنجز نحو 81 في المئة من مستلزمات ومتعلقات هذا الربط، مع وجود مباحثات ومفاوضات مع هيئة الربط الخليجي لإنشاء خط بطول 300 كيلومتر، وسيكون بواقع 220 كيلومترا داخل الأراضي الكويتية و80 كيلومترا داخل الأراضي العراقية.

وتتزامن أزمة انقطاع الكهرباء في محافظة ديالى مع ارتفاع درجات الحرارة وشح المياه، مما تسبب في مضاعفة معاناة المواطنين.

صورة

وأكد مسؤولون في ديالى أن مؤشرات الجفاف بدأت تظهر في المحافظة، ما انعكس سلبا على السكان بشكل كبير، مشيرين إلى أن بعض الأهالي بدأوا في النزوح بسبب شح المياه.

وحذر عبدالله الحيالي قائم مقام قضاء بعقوبة، مركز محافظة ديالى، من احتمال حدوث معضلة كبيرة بسبب النزوح من المحافظة جراء تراكم المشاكل الناجمة عن الجفاف، داعيا الأطراف المعنية إلى إيجاد حل جذري.

وتشهد المحافظة العراقية انخفاضا كبيرا في نسبة المياه، حيث بلغت 90 في المئة مقارنة بالأعوام السابقة.

وتعتمد ديالى على سد حمرين في توفير المياه بنسبة تتراوح بين 80 و90 في المئة، لكن قلة المياه المطلقة أدت إلى انخفاض منسوب المياه في بحيرة حمرين الواقعة شمال شرق المحافظة.

وتقع بحيرة حمرين على بعد 50 كلم من بعقوبة، مركز محافظة ديالى، تم إنشاؤها عام 1981 على مساحة بلغت 340 كلم مربعا وبسعة 2.06 مليار متر مكعب.

وتوفر البحيرة بالإضافة إلى كونها مصدرا للأسماك، مياه الري لبساتين النخيل القريبة ولمزارع الفواكه والخضار.

وبسبب بناء الإيرانيين سدودا على نهر الوند وتحويل مياهه إلى أراضيهم، أدى نقص المياه الواردة من النهر الإيراني، وسد دربنديخان في إقليم كردستان، إلى فقدان البحيرة حوالي 90 في المئة من المياه.

وحذر رعد التميمي رئيس اتحاد الفلاحين في ديالى من أن المحافظة أصبحت على وشك مواجهة أسوأ كارثة جفاف منذ 2003.

وأبلغت دائرة مياه ديالى المزارعين بعدم قدرتها على توفير المياه الكافية لتطبيق الخطة الزراعية الصيفية.

ويهدد انخفاض منسوب المياه في بحيرة حمرين سبل عيش المزارعين والصيادين في المنطقة، حيث لجأ كثيرون إلى حفر الآبار التي ارتفع سعر حفر الواحد منها إلى 23 ألف دينار( 15.77 دولار) لكل متر، وهو ما يشكل عبئا على الأهالي.