معالجة مياه الصرف الصحي تضعف مقاومة المضادات الحيوية

باحثون يؤكدون أن البكتيريا المستعصية على المضادات الحيوية وجيناتها المقاومة أكثر وضوحا في جنوب أوروبا وفي أيرلندا عنه في ألمانيا وشمال أوروبا.
الاثنين 2019/04/01
هل تحد معالجة مياه الصرف الصحي من مخاطر التلوث البكتيري؟

هلسنكي – تعكس محطات معالجة مياه الصرف الصحي، بشكل جدير بالثقة، وضع البكتيريا المستعصية على المضادات الحيوية في منطقة بعينها.

وأظهرت دراسة أوروبية مقارنة المشكلات التي تتسبب فيها الجينات المقاومة للمضادات في سبع بلدان أوروبية من بينها ألمانيا.

وحسب الدراسة التي أجراها باحثون تحت إشراف كاتارينا بيرنينِن من جامعة هلسنكي وديفيد كنايس من جامعة دريسدن للعلوم التطبيقية، فإن المحطات الحديثة لتنقية مياه الصرف الصحي يمكن أن تخفض انتشار الجينات المستعصية على المضادات الحيوية.

ونشرت الدراسة في العدد الأخير لمجلة “ساينس أدفانسيس” المتخصصة. جدير بالذكر أن البكتيريا المستعصية على المضادات الحيوية تمثل مشكلة كبيرة في عالم الطب، وذلك لأن الكثير من هذه البكتيريا التي تتسبب في الإصابة بالأمراض لم تعد تستجيب للعقاقير المتوفرة في الوقت الحالي.

 وأوضح الباحثون أن “البكتيريا المستعصية على المضادات الحيوية وجيناتها المقاومة لهذه المضادات تنتشر على مستوى العالم بين البشر وفي السلع الغذائية والحيوانات والنباتات، وفي البيئة (في التربة والمياه والهواء)”.

وقال الباحثون إن العلماء لا يعرفون حتى الآن سوى القليل عن كيفية تطور الجينات المقاومة للمضادات الحيوية في البيئة.

ولمعرفة ذلك درس فريق الباحثين الدولي 12 محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في سبع بلدان أوروبية، وهي قبرص وإسبانيا والبرتغال وأيرلندا والنرويج وفنلندا، إضافة إلى ألمانيا.

وحلل الباحثون خلال ذلك وعلى مدى عدة أيام المياه الداخلة والمياه الخارجة، باحثين خلال ذلك عن 229 جينا شائعا من الجينات المقاومة. وقال كنايس إن هذه هي المرة الأولى التي تتم فيها هذه الخطوة بشكل تنسيقي بين عدد من الدول الأوروبية وبنفس الوسائل العلمية.

وعثر الباحثون على ضالتهم المنشودة في جميع المحطات، ولكنهم وجدوا أن هناك فوارق في انتشار هذه الجينات بين الشمال والجنوب، حيث تبين لهم أن تلوث المياه بهذه البكتيريا كان أكثر وضوحا في جنوب أوروبا وفي أيرلندا عنه في ألمانيا وشمال أوروبا، وهو ما ينسجم مع حقيقة أن حجم المضادات الحيوية التي يصفها الأطباء في جنوب أوروبا أكثر بوضوح منها في شمال أوروبا.

ومن ناحية المبدأ تناسبت الجينات المقاومة التي عثر عليها الباحثون مع تلك البكتيريا المقاومة التي تمثل مشكلة للأطباء في المستشفيات.

وذكر الباحثون على سبيل المثال بكتيريا الإشريكية القولونية وبكتيريا الكلبسيلة الرئوية وبكتيريا الزائفة الزنجارية وبكتيريا المكورة العنقودية الذهبية.

21