معارض سوري لـ"العرب": القضاء على داعش مرهون بسقوط الأسد

الثلاثاء 2014/12/16
محمود الحمزة يطالب الائتلاف السوري باعادة النظر في بنيته والتخلص من المحاصصة

القاهرة – استقبل معارضو الأسد ومن بينهم الأكاديمي محمود الحمزة، الذي التقته “العرب”، الحراك الروسي لحل المعضلة السورية، بنوع من التشاؤم لإدراكهم بأن موسكو لن تتخذ أي خطوة تقود إلى رحيل الأسد، هذا التشاؤم يعززه كذلك تراخي المجتمع الدولي في إيجاد مخرج حقيقي يحفظ دماء السوريين.

استبعد المعارض السوري محمود الحمزة إمكانية نجاح التحالف الدولي في القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في ظل استمرار نظام الأسد.

واعتبر الحمزة أن النظام السوري لا يقل إرهابا من تنظيم داعش “فهو للسنة الرابعة يقتل السوريين بالبراميل المتفجرة ويهجر ويعتقل ويجوع الناس نتيجة الحصار”، متسائلًا: “أليس كل هذا إرهابا أكبر بعشرات المرات من إرهاب داعش؟”.

وأوضح أن أي تغاضي عن جرائم النظام بتعلة محاربة داعش (والتي تتم بشكل هزيل وغير مقنع، حسب وصفه) هو نوع من خيانة الشعب السوري والسكوت على إبادته، مردفًا: “كما يتضح أن أهداف التحالف ليست القضاء على داعش والإرهاب بل استخدام هذا التنظيم لتحقيق أهداف جيوسياسية في المنطقة في السنوات القادمة”.

ويرى الأكاديمي السوري أن الدعم الذي تعلن عنه واشنطن بين الفينة والأخرى، وآخره تدريب 5000 مقاتل، ليس جديا “وإنما هو من باب الحفاظ على ماء الوجه”.

واستدل المعارض السوري بترك الإدارة الأميركية ملف الأزمة السورية بيد موسكو الداعمة للنظام.

وحول الحراك الروسي الحالي، اعتبر الحمزة أن هدفه دعائي أولا، وإعطاء فرصة ومزيد من الوقت للنظام ثانيا، واللعب بالورقة السورية في صراع روسيا مع الغرب الذي اتخذ عقوبات اقتصادية مؤلمة ضدها على ضوء أحداث أوكرانيا ثالثا.

ولفت إلى أن العلاقات الروسية السورية قبل الثورة كانت ضعيفة جدًا، فحجم التبادل التجاري كان أقل من مليار دولار، ولكن مع انطلاقة الثورة وبعد ما جرى من تدخل غربي في ليبيا انخرطت روسيا للدفاع عن نظام الأسد، واعتبرته خط الدفاع الأول عن موسكو وبنفس الوقت تريد أن تظهر بدور الحيادي الذي يدافع عن مصلحة الشعب السوري بالحفاظ على سيادة سوريا والقانون الدولي

واستطرد المعارض السوري قائلًا: “نحن كمعارضين وداعمين للثورة السورية نريد حلا عادلا يلبي مطالب شعبنا في تحقيق الحرية والكرامة، وهذا يعني إيجاد حل سياسي يحفظ دماء السوريين ويضع حدا لمعاناتهم المأساوية، ويخلصهم من النظام الذي ثاروا ضده”.

الدعم الذي تعلن عنه واشنطن بين الفينة والأخرى، وآخره تدريب 5000 مقاتل، هو من باب الحفاظ على ماء الوجه

وأشار إلى أنه “لا يمكن تحقيق حل سياسي دون ضغط دولي أو دعم للجيش السوري الحر، لكي يتابع كفاحه العسكري. كما يجب توحيد الجهود ضد إرهاب النظام وحلفائه وإرهاب داعش وأخواتها”، مشيرًا إلى «أن تعداد ضحايا الأزمة يزيد عن نصف مليون شهيد، بين شهيد على يد النظام بالبراميل المتفجرة وغيرها من الأسلحة الفتاكة وتحت التعذيب الوحشي في أقبية المخابرات السورية وبين غارقين في البحار هربا من بطش النظام».

و في ظل هذه الفوضى الطاغية على المشهد السوري أعرب محمود الحمزة عن تشاؤمه من موقف المجتمع الدولي بناء على معطيات الأربع سنوات الماضية، مشيرا إلى أن سوريا تحولت إلى حلبة صراع بين أجندات دولية جيوسياسية على حساب الدم السوري.

أما الموقف الأميركي –بحسب الحمزة- فهو متردد وضبابي في شكله لكنه عمليا خدم بقاء النظام واستمراره حتى اليوم، رغم تصريحات مسؤولي إدارة البيت الأبيض بوقوفهم مع الشعب السوري وأن الأسد فقد شرعيته وإلى آخر هذه التصريحات، ومن الخطوط الحمراء التي لم تنفذ على أرض الواقع.

وتطرق الأكاديمي السوري إلى الدور الإيراني في سوريا، مشيرا إلى أن طهران لديها مشروع تأسيس إمبراطورية فارسية تحت غطاء شيعي، وهي ليست حليفة لنظام الأسد فقط وإنما هي التي ترعاه وتدعمه وتقوده بشكل مباشر.

بالمقابل أثنى المعارض على المجهودات العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية في دعم السوريين، وقال في هذا الإطار: “لقد قدمت السعودية مساعدات كبيرة لشعبنا وما تزال، وكنت أتمنى أن يصب دور المملكة ومساعداتها في توحيد قوى الثورة وأن يكون التمويل عبر صندوق مركزي وطني لتجنب التشتت والانقسامات في صفوف المقاتلين والمعارضين”.

ولفت الحمزة في معرض حديثه لـ”العرب” إلى أن الأهم الآن هو أن تقوم المعارضة الوطنية بتوحيد جهودها واتخاذ موقف موحد يعكس أهداف الثورة.

وأشار إلى “أن قيادة المعارضة من الصف الأول فقدت مصداقيتها وفشلت، وبالتالي أصبحت عالة وعبئا على الثورة، ومن ثمة يجب فسح المجال للناشطين والقوى الوطنية الفعالة لقيادة المشهد السياسي والعسكري، وهذا يمكن أن يتم عبر مؤتمر وطني عام لقوى الثورة السياسية والعسكرية والمدنية يشارك فيه الجميع على قدم المساواة”.

وحول الدور الذي لعبه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أوضح الأكاديمي السوري أن الائتلاف وقبله المجلس الوطني السوري فشلا فشلا ذريعا في تلبية متطلبات الثورة السورية.

وأوضح محمود الحمزة “أن أداء الائتلاف أصبح عبئا على الثورة ويحتاج إلى إعادة ترتيب البيت الداخلي وإصلاح جذري وإلا سيتجاوزه الزمن، فالثورة لا تقف في مكان، وهي تجدد نفسها، ومن يحاول التمسك بالماضي وعدم الانسجام مع متطلبات الثورة سيتأخر ويخرج عن القافلة”.

ودعا المعارض السوري أعضاء الائتلاف إلى إعادة النظر جذريا في بنية الائتلاف للتخلص من المحاصصة والانفتاح على القوى والشخصيات الوطنية وإشراك القوى الثورية الحقيقية لتوسيع قاعدة دعم الائتلاف بالحفاظ على ثوابت الثورة والترفع عن الأجندات الخاصة.

4