معارضو قيس سعيد يحاولون استمالة اتحاد الشغل

مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب" تدعو الاتحاد إلى الانضمام للقوى المعارضة.
الاثنين 2022/03/21
مواقف متذبذبة للطبوبي

تونس - يسعى خصوم الرئيس التونسي قيس سعيد لاستمالة الاتحاد العام التونسي للشغل بعد فشلهم في إرباك المسار الذي تشهده البلاد منذ الخامس والعشرين من يوليو الماضي تاريخ اتخاذ سعيد لسلسلة من الإجراءات تفعيلا للفصل 80 من الدستور الذي ينظم حالة الاستثناء.

ودعا الحبيب بوعجيلة، عضو مبادرة “مواطنون ضد الانقلاب” المحسوبة على حركة النهضة الإسلامية، الاتحاد إلى الانضمام إليهم وذلك خلال مسيرة شارك فيها بضع مئات الأحد رفعت شعارات مناهضة لسعيد.

وقال بوعجيلة، بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية، إن “الاتحاد سيخرج قريبا من سياق الخامس والعشرين من يوليو بعد تأكده من أنّ ما ينفذّه قيس سعيد انقلاب، خاصة مع رفضه دعوة المنظمة الشغيلة إلى حوار وطني”.

حاتم العشي: الاتحاد لن يغير رأيه في مسار الخامس والعشرين من يوليو لكنه سيواصل الانتقاد

وجاءت دعوة القيادي في هذه المبادرة غداة عودة الأمين العام لاتحاد الشغل إلى التصعيد مع الرئيس التونسي وحكومته في خطوة رأى فيها مراقبون محاولة جديدة للضغط على سعيد الذي يختلف عمّن سبقوه من الرؤساء في التعامل مع الطبوبي ومن خلفه الاتحاد.

وبعث الطبوبي مؤخرا برسائل مفادها أن نقابته ترفض الإصلاحات التي تتفاوض حولها الحكومة برئاسة نجلاء بودن مع المانحين الدوليين، ولم يتردد في إرسال تهديدات أيضا حين قال إن “الشركات العامة ليست للبيع والقطاع العام خط أحمر (…) الإصلاحات الموجعة يجب نسيانها”.

وكان الطبوبي قد هادن الرئيس سعيد في وقت سابق بعد انتخاب مكتب تنفيذي جديد لنقابته في خطوة بدت وكأنها محاولة للتقرب أكثر من مسار الخامس والعشرين من يوليو الذي يحاول سعيد النأي به عن أي تحالف مع أحزاب سياسية أو أطراف نقابية أو اجتماعية لاسيما في ظل شعبيته الواسعة.

وكان الطبوبي قد التقى سعيد قبل مؤتمر نقابته ليعود بعد ذلك إلى التهدئة، حيث قال إنه “لا يمكن التقدّم بوضع البلاد دون تحقيق استقرار سياسي وخلق مناخ إيجابي لجلب الاستثمار، والتفاوض والحوار هما سبيلا الخروج من الأزمة”، وإن “الاتحاد منفتح على كل الإصلاحات خاصة أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي لا يحتمل
التأخير”.

وترجح أوساط سياسية تونسية أن لا يستجيب الاتحاد لدعوة بوعجيلة ومن خلفه مبادرة “مواطنون ضد الانقلاب” وحركة النهضة، خاصة أنه يبحث عن التقرب من مسار الخامس والعشرين من يوليو ويريد أن يحظى بالاهتمام الذي كان يحظى به.

الطبوبي يؤكد أن الاتحاد يرفض الإصلاحات التي تتفاوض حولها الحكومة برئاسة نجلاء بودن مع المانحين الدوليين

وكان الطبوبي قد دعا في تصريحات للتلفزيون العمومي بعد مؤتمر الاتحاد قوى المعارضة إلى “مراجعة مواقفها والتنازل عن طلباتها بعودة البرلمان من أجل مصلحة البلاد”، مشددا على أن “البرلمان المعلقة أعماله بات من الماضي”.

كما أبدى تفهما لحاجة تونس إلى إصلاحات اقتصادية، وذلك في تصريحات له بعد لقاء موسّع بين الاتحاد والحكومة بحضور رئيسة الوزراء نجلاء بودن، ما فهم منه أن الاتحاد بعد أن أنهى مؤتمره واختار قيادة جديدة يتجه إلى منح الحكومة فرصة لإجراء الإصلاحات الضرورية.

وقال الوزير السابق حاتم العشي إن “الدعوة شخصية والاتحاد مواقفه دائما ثابتة، هو ينتقد وهذا حقه ودائما ما يوجه انتقادات ويضغط، لكن مواقفه تتماشى مع مواقف أغلبية الشعب التونسي وهي مواقف معروفة”.

وأضاف العشي لـ”العرب” أن “الواضح أن الاتحاد لن يغير رأيه في مسار الخامس والعشرين من يوليو لكنه سيواصل انتقاد بعض المواقف لرئيس الجمهورية التي لا تتماشى مع موقفه”.

4