مظاهرة في العاصمة التونسية للمطالبة بالإفراج عن موقوفي الاحتجاجات

تونس - انطلقت مسيرة احتجاجية بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة التونسية، دعت إليها عدة أطراف سياسية للمطالبة بإطلاق سراح موقوفي الاحتجاجات، وسط إجراءات أمنية مكثفة.
وبدأ نحو ألف متظاهر بشارع بورقيبة باجتياز المنطقة المخصصة للاحتجاج بإبعاد الحواجز والاتجاه إلى شارع مجاور.
وقامت الشرطة بإغلاق الطرق المؤدية إلى شارع الحبيب بورقيبة بحواجز حديدية وسط انتشار أمني مكثف، فيما بدأ المحتجون يتوافدون إلى المكان وسط مخاوف من حدوث مواجهات في المسيرة، التي دعا إليها نشطاء للمطالبة بالإفراج عن الموقوفين في التحركات الليلية التي شهدتها البلاد الأيام الماضية.
ويشارك في المسيرة عدد من الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني، والتي دعت في بيان لها السبت، إلى التصدي لما وصفته بـ"حملات القمع والاعتقالات والملاحقات القضائية التي يتعرض لها المحتجون من أجل حقوقهم المشروعة"، كما أكدت دعمها للاحتجاجات الاجتماعية التي شهدتها مختلف أنحاء تونس.
وشهدت عدة محافظات وأحياء بالعاصمة تونس خلال الأيام الماضية، احتجاجات ليلية، تخللتها صدامات مع رجال الأمن، تزامنا مع بدء سريان حظر تجوال ليلي، ضمن تدابير مكافحة فايروس كورونا.
وكانت وزارة الدّاخلية التّونسية أعلنت عن توقيف 630 من المحتجين في أنحاء البلاد على خلفية الأحداث التي رافقت التحركات الليلية المتزامنة بين 14 و17 يناير الجاري، أكثرهم من القصّر والأطفال ممن لم تتعد أعمارهم 18 سنة، فيما تحدثت منظمات حقوقية عن إيقاف أكثر من 1000 محتج.
ونددت أسر ومنظمات غير حكومية في تونس بحملة اعتقالات "عشوائية" طالت المئات في البلاد أثناء اندلاع اضطرابات ليلية في أحياء شعبية، على غرار مريم التي تروي كيفية توقيف ابنها، حيث "دفعت الشرطة باب الدار واعتقلته على الدرج".
وتشدد مريم على أنّ ابنها لم يشارك في الاضطرابات التي انطلقت شرارتها الأولى غداة الذكرى العاشرة لسقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي في 14 يناير 2011 واستعرت في عدّة أحياء شعبية، خصوصا في ضواحي العاصمة تونس.
ومن بين تلك الأحياء حيّ "الكرم الغربي"، حيث تقطن هذه الأسرة المكوّنة من ستة أشخاص، في منزل يقع قرب مفترق طرقات شهد مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين تم توقيف العديد منهم لاحقا وفق شهود عيان.
وتقول مريم "أعمل بشكل جنوني لأتمكن من تسجيل أبنائي في مختلف الأنشطة ولا أتركهم عاطلين في الحيّ حيث (تبرز آفات) المخدرات والكحول".
وتمتهن مريم الخياطة لقاء ما يوازي 150 يورو شهريا، بينما يعمل زوجها دهّانا براتب يومي.
وأوقفت الشرطة سيف الدين ليل الأحد، في هذا الحي غير البعيد عن قرطاج حيث قصر الرئاسة. وهو طالب في المعهد الثانوي التقني وليست له سوابق عدلية.
ووجّهت له تهمة إحداث الشغب، وأودع سجن المرناقية في الضاحية الجنوبية للعاصمة، وفق والدته، بانتظار المثول أمام القاضي الجمعة المقبل، إذ يقضي جميع الموقوفين 14 يوما في الحجر الصحي على خلفية تفشي وباء كوفيد - 19.
وتقول السلطات التونسية إنّ "أعمال الشغب" التي وقعت في مناطق عدّة في تونس، قام المحتجون خلالها بتكسير واقتحام مؤسسات مالية، ورموا قوات الأمن بالحجارة وزجاجات حارقة، ما أسفر عن إصابة 21 أمنيا بحروق وكسور.
وتؤكد مريم بينما تجمع أوراقا تثبت انخراط ابنها في منظمات اجتماعية ونواد رياضية، "لو فعل شيئا سيّئا، لن أدافع عنه".