مظاهرات في شمال سوريا ضد مصالحة محتملة بين أنقرة ودمشق

دمشق - طرد الجمعة متظاهرون سوريون رئيس الائتلاف السوري المعارض سالم المسلط من مدينة عزاز بريف حلب الشمالي التي شهدت خروج مظاهرات في أغلب مناطق سيطرة المعارضة، احتجاجا على تحقيق مصالحة بين تركيا وسوريا.
وقال القيادي في المعارضة السورية محمد سرمين إن مئات المتظاهرين اعتدوا على سالم المسلط بالركل وعلى سيارته وطردوه خلال توجهه إلى المشاركة في مظاهرة وسط ساحة مدينة عزاز التي كانت تشهد خروج مظاهرات بعد صلاة الجمعة تحت اسم “جمعة نموت ولا نصالح”.
وأضاف القيادي أن المتظاهرين خلال ملاحقتهم المسلط رددوا هتاف “شبيحة شبيحة - خاين خاين” وخرجت سيارته بصعوبة بين هؤلاء المتظاهرين.
ورغم برودة الجو انطلقت المظاهرات في العشرات من المدن والبلدات بمناطق شمال سوريا رافضة المصالحة بين تركيا والحكومة السورية.
ورفع المتظاهرون شعارات “لن نصالح، لنعيد الثورة إلى سيرتها الأولى، لا بد من إسقاط أعضاء الائتلاف”.
وهذه الجمعة الثالثة التي تشهد خروج مظاهرات في مناطق شمال سوريا بعد الحديث عن مصالحة بين تركيا والحكومة السورية.
وتسيطر فصائل المعارضة الموالية لتركيا على مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي وريف الرقة الشمالي والحسكة الغربي، كما تسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) على مدينة إدلب وريفها الغربي.
وقال مولود جاويش أوغلو، الذي كانت بلاده في بداية النزاع السوري عام 2011 من أبرز داعمي المعارضة السورية سياسياً وعسكرياً ودبلوماسياً، خلال مؤتمر صحفي في أنقرة “علينا أن نجعل النظام والمعارضة يتصالحان في سوريا، وإلا لن يكون هناك سلام دائم”.
وأثارت تصريحاته عاصفة من المواقف المنددة بين المعارضين السوريين. وقال المعارض السياسي البارز جورج صبرة “إذا كان أوغلو مهموماً بمصالحة النظام السوري فهذا شأنه. أما السوريون فلهم قضية أخرى دفعوا ويدفعون من أجل تحقيقها أغلى الأثمان”.
ويؤشر إعلان مسؤول تركي الأربعاء أن تركيا وسوريا وروسيا تستهدف عقد اجتماع بين وزراء خارجيتها هذا الشهر، وربما قبل منتصف الأسبوع المقبل، على المزيد من التحسن في العلاقات بين أنقرة ودمشق، وهو ما يمهد لتطبيع كامل للعلاقات على المدى المنظور، لكن ذلك لا يصب في مصلحة المعارضة السورية المرتبكة بسبب عملية التقارب المقلقة. ويأتي اجتماع وزراء الخارجية عقب اجتماع مماثل جمع وزراء الدفاع برعاية روسية في وقت سابق.
ويسود الاعتقاد بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لن يفكر سوى في مصالح بلاده خلال الاتفاق مع دمشق، وأنه يمكن أن يجبر المعارضة السورية على القبول بصفقة قد تجعلها في مواجهة مباشرة مع نظام بشار الأسد دون ضمانات ودون أيّ اتفاق تفصيلي بشأن إدماج المعارضة في المرحلة القادمة في سوريا، ودون معرفة ما إذا كانت عودتها ستتم ضمن مصالحة سورية – سورية أم سيتم التعامل معها وفق الخيار الأمني، ما يمكّن الأسد من فرصة كبيرة لتصفية خصومه.
ودخل الصراع في سوريا عقده الثاني وأودى بحياة مئات الآلاف من الأشخاص وشرد الملايين وتورطت فيه قوى إقليمية وعالمية، لكن حدة القتال بدأت تنحسر مؤخرا.
واستعادت حكومة الأسد معظم الأراضي السورية بدعم من روسيا وإيران. ولا يزال مقاتلو المعارضة المدعومون من تركيا يسيطرون على جيب في شمال غرب البلاد، كما يسيطر المقاتلون الأكراد المدعومون من الولايات المتحدة على منطقة بالقرب من الحدود التركية.