مظاهرات حاشدة في بغداد ضد كاتم الصوت

مقتل متظاهر وإصابة 13 آخرين برصاص قوات الأمن في بغداد.
الثلاثاء 2021/05/25
اغتيال النشطاء صعّد الغضب الشعبي في العراق

بغداد - قتل متظاهر برصاص القوات الأمنية وأصيب 13 آخرون على الأقل جراء الغاز المسيل للدموع، كما أفادت مصادر أمنية وطبية، إثر صدامات تخللت تظاهرة في ساحة التحرير في بغداد للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن قتلة ناشطين.

وأكد مصدر طبي مقتل المتظاهر "نتيجة إصابته بطلق ناري في الرقبة بعد نصف ساعة من وصوله إلى المستشفى". وأصيب أيضا خمسة عناصر أمن بجروح إثر الصدامات المتواصلة والتي اندلعت عقب تفريق التظاهرة.

وأكد مصدر طبي "إصابة 7 متظاهرين باختناقات وحروق بسيطه بقنابل دخان وغاز"، و"إصابة 4 من قوات حفظ النظام بإصابات بالرأس والجسم برمي" الحجارة "من قبل متظاهرين" عليهم.

وشارك الآلاف في التظاهرة التي ضمت أشخاصا من مدن جنوبية مثل الناصرية وكربلاء، رفعوا صور ناشطين تعرضوا للاغتيال بينهم إيهاب الوزني، الذي أغتيل في كربلاء مطلع الشهر الجاري، مرفقة بعبارة "من قتلني؟".

وتأتي هذه التظاهرة خصوصا للاحتجاج على اغتيال الوزني، منسق الاحتجاجات المناهضة للسلطة في كربلاء والذي كان لسنوات عدة يحذر من هيمنة الفصائل المسلحة الموالية لإيران، وهو في طريقه إلى منزله في المدينة الواقعة في جنوب العراق قبل نحو أسبوعين.

وتجمع المتظاهرون في ساحة الفردوس، فيما تجمع آخرون في ساحة النسور قبل الانطلاق إلى ساحة التحرير مركز التظاهر في بغداد، والتي شهدت إجراءات أمنية مشددة وانتشار المئات من عناصر مكافحة الشعب وحفظ النظام.

وهتف المتظاهرون الذين كانت غالبيتهم من الشباب "بالروح بالدم نفديك يا عراق" و"الشعب يريد إسقاط النظام" و"ثورة ضد الأحزاب".

وقال المتظاهر حسين البالغ 25 عاما "التظاهرة اليوم (الثلاثاء) احتجاجا على قتل الناشطين". وأضاف "كل من يرشح نفسه من العراقيين الأحرار غير المنتمين إلى حزب يتعرض للقتل". وتابع "لذلك نعتبر الانتخابات باطلة، يراد منها تدوير النفايات الفاسدة".

وبالنسبة للمتظاهر محمد البالغ 22 عاما "هناك مندسون بين المتظاهرين. يلتقطون صورنا لتهديد وقتل الناشطين لاحقا. إنهم الميليشيات والأحزاب الذين يفعلون ذلك".

صورة

وتأتي الاحتجاجات بعد نحو عامين على انطلاقة "ثورة تشرين" في 25 أكتوبر 2019 والتي انتهت باستقالة رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي وتولي مصطفى الكاظمي رئيس جهاز المخابرات المسؤولية.

وعلى إثر اغتيال الوزني وهو أحد أبرز قادة الاحتجاجات في كربلاء، دعا 17 تيارا ومنظمة منبثقة من الحركة الاحتجاجية رسميا إلى مقاطعة الانتخابات المبكرة التي وعد بها الكاظمي.

ويعد الوزني واحدا من العشرات من الناشطين الذين قضوا على يد مسلحين مجهولين منذ بدء الاحتجاجات في أكتوبر 2019، ولا تزال مستمرة على نحو محدود، ونجحت في الإطاحة بالحكومة السابقة برئاسة عادل عبدالمهدي.

ووفق إحصائيات حكومية، فإن 565 شخصا من المتظاهرين وأفراد الأمن قتلوا خلال الاحتجاجات، بينهم العشرات من الناشطين الذين تعرضوا للاغتيال على يد مجهولين.

وشكلت الحكومة العراقية لجانا عديدة للكشف عن قتلة المتظاهرين والناشطين منذ عام 2019، لكنها حتى الآن لم تعلن أي تفاصيل.

وأغرق نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي بالأسئلة عن قتلة زملائهم، مطلقين على تويتر وسم "من قتلني"، ونشروا أيضا على نطاق واسع صورة تضم مجموعة من أبرز الناشطين بينهم هشام الهاشمي وريهام يعقوب التي اغتيلت بالبصرة جنوبا.

وهؤلاء من بين أكثر من 70 ناشطا تعرضوا للقتل أو محاولة الاغتيال، فيما تعرض العشرات للخطف، منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في العام 2019.

ويدفع هذا المناخ المتوتر إلى التشكيك في شفافية الانتخابات، التي كان يفترض أن تقام أصلا في يونيو قبل أن تؤجل إلى أكتوبر.

وأعلنت تلك التيارات في 17 مايو في بيان مشترك من كربلاء، الرفض "للسلطة القمعية" وعدم السماح "بإجراء انتخابات ما دام السلاح منفلت والاغتيالات مستمرة"، والتي ينسبها ناشطون إلى ميليشيات شيعية، وسط تعاظم نفوذ فصائل مسلحة تحظى بدعم إيران على المشهد السياسي.