مطالب فرنسية بتوفير حماية دولية لأكراد سوريا

الرئيس التركي يستغل الحرب في أوكرانيا للحصول على موافقة الحلف الأطلسي لتكثيف هجماته في شمال سوريا.
الاثنين 2022/08/01
تحشيد يسبق اجتياح تركي وشيك

باريس- استنكر نحو مئة برلماني فرنسي سياسة الحرب التي ينتهجها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد الأكراد في شمال سوريا، مطالبين بتوفير الحماية الدولية لهم، فيما تشهد نقاط التماس في شمال سوريا تحشيدا يؤكد مراقبون أنه يسبق اجتياح تركي وشيك.

وقال النواب الفرنسيون في بيان “بينما تضاعف روسيا بقيادة فلاديمير بوتين جرائم الحرب في أوكرانيا، يخطط رجب طيب أردوغان في ظل الانفعال العالمي، لشن هجوم دامٍ آخر على الأكراد في شمال سوريا”.

ورأى النواب وأعضاء مجلس الشيوخ من الشيوعيين، ومن حزب “لا فرانس انسوميز” (يسار راديكالي)، ومن الاشتراكيين، والبيئيين، ومن الجمهوريين (يمين)، ومن حزب الرئيس إيمانويل ماكرون، أنّ الرئيس التركي “يستغل مكانته المحورية بالنسبة إلى حلف شمال الأطلسي في سياق الصراع في أوكرانيا، للحصول على موافقة الحلف الأطلسي على تكثيف هجماته في شمال سوريا”.

◙ إطلاق عملية عسكرية تركية في ريف حلب الشمالي اقترب أكثر من أي وقت مضى بعد وصول تعزيزات عسكرية نوعية

وأضافوا أنّ “على الدول الغربية ألا تدير نظرها”، داعين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى “ضمان حماية النشطاء والجمعيات الكردية الموجودة في الأراضي الأوروبية”.

كما دعوا فرنسا إلى حث مجلس الأمن الدولي “على فرض منطقة حظر طيران في شمال سوريا، ووضع أكراد سوريا تحت حماية دولية”، وطالبوا بأن تتمكن الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا “من الاستفادة من اعتراف دولي”.

وتريد أنقرة التي شنت ثلاث عمليات في سوريا منذ عام 2016 ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي قاتلت تنظيم الدولة الاسلامية، إنشاء “منطقة آمنة” بعرض 30 كلم على طول حدودها الجنوبية.

وستفصل هذه المنطقة العازلة تركيا عن الأراضي التي تقع تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية المتحالفة مع حزب العمال الكردستاني، علما أن وحدات حماية الشعب تلقت الدعم من الولايات المتحدة أثناء محاربتها تنظيم الدولة الإسلامية.

سادات إرجينشن: هجوم جديد في سوريا سيزيد الوضع تعقيدا مع الغرب

ويرى المحلل السياسي سادات إرجين أن شن هجوم جديد في سوريا “سيزيد الوضع تعقيدا” مع الغرب. وبحسب إرجين، فإن العملية المقبلة ستستهدف بشكل خاص مدينة كوباني الكردية التي اشتهرت بسبب معركة في عام 2015 التي سمحت لوحدات حماية الشعب المدعومة من التحالف الغربي، بصد جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية.

وذكر إرجين أن تركيا وقعت اتفاقا مع الولايات المتحدة في عام 2019 يمنحها السيطرة على مناطق معينة في شمال سوريا.

وهكذا تسيطر تركيا على جزء من شمال غرب البلاد إلى حيث لجأ أكثر من ثلاثة ملايين نازح سوري هربا من نظام دمشق. ويعتمد هؤلاء إلى حد كبير على المساعدات التي تنقل عبر الحدود من تركيا برعاية الأمم المتحدة.

ودفعت تركيا مؤخرا بقوات خاصة إلى ريف حلب الشمالي. وتتوقع مصادر في المعارضة أن تطلق تركيا عملية عسكرية قريبا.

وكشفت المصادر أن إطلاق عملية عسكرية تركية في ريف حلب الشمالي اقترب أكثر من أي وقت مضى بعد وصول تعزيزات عسكرية نوعية.

وقال قائد عسكري في الجيش الوطني السوري المعارض الموالي لتركيا ”يبدو أن موعد إطلاق عمليات عسكرية في مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي أصبح مسألة أيام”، وذلك بعد دفع تركيا بالمئات من القوات الخاصة التركية (الكوماندوز) معززة بأسلحة نوعية من معبر الراعي في ريف حلب الشمالي وتوجهت إلى جبهتي تل رفعت ومنبج.

وأكد القائد العسكري ”من خلال العمليات الثلاث السابقة التي شنها الجيش التركي في مناطق شمال سوريا، فإن وصول قوات الكوماندوز يشير إلى أن العملية الجديدة أصبحت قريبة جدا“.

2