مطالب التأمين تلاحق مالك السفينة العالقة في قناة السويس

يتوقع خبراء وتقارير دولية تصاعد مطالب التأمين لملاحقة مالك سفينة إيفر غيفن العالقة في قناة السويس للتعويض عن أضرار شحنات السلع القابلة للتلف والتي تعرضت لتأخر تسليمات فضلا عن احتمال تضاعف التعويضات التي قد تنجر عن استمرار تعطل حركة الملاحة لفترة أطول في قناة تمر عبرها العشرات من الناقلات المحملة بالخام والمنتجات المكررة.
لندن – يواجه مالك سفينة إيفر غيفن الجانحة بقناة السويس ومن ورائه شركات التأمين مطالب التأمين والتعويض للأضرار الهائلة التي ألحقها جنوح أكبر سفينة حاويات في قناة السويس، حيث أفرز استمرار تكدس السفن مشكلات هائلة في سلاسل الإمداد في وقت تتواصل فيه جهود تعويم السفينة.
وقالت مصادر بقطاع التأمين إن مالك واحدة من أكبر سفن الحاويات في العالم، والعالقة في قناة السويس حاليا، يواجه هو وشركات التأمين مطالبات بالملايين من الدولارات حتى إذا أعيد تعويم السفينة سريعا.
وقالت هيئة قناة السويس في بيان إن السفينة إيفر غيفن، البالغ طولها 400 متر وحمولتها 224 ألف طن، جنحت صباح الثلاثاء بعد أن اختل توجيهها وسط رياح عاتية وعاصفة ترابية، مما يهدد بتعطيل شحنات عالمية لأيام.
وقالت شركة وكالة الخليج للخدمات البحرية في دبي إن السلطات تواصل العمل على إعادة تعويم السفينة، وإن معلومات سابقة عن إعادة تعويم جزئية كانت غير دقيقة.
وقال وكلاء تأمين وسماسرة إن مالك السفينة، شركة شوي كيسان كيه.كيه اليابانية، وشركات التأمين قد يواجهان مطالبات من هيئة قناة السويس عن فاقد الإيرادات ومن السفن الأخرى التي تعطلت حركتها.
وقال ديفيد سميث مدير مكتب سمسرة التأمين البحري مكجيل وشركاؤه “كل الطرق تؤدي إلى السفينة”. ولم يتسن التواصل مع شركة شوي كيسان للحصول على تعليق.
وتقول مصادر قطاع التأمين إن سفن الحاويات من هذا الحجم يكون مؤمنا عليها عادة ضد الأضرار التي قد تلحق بالهيكل والمعدات. وقال مصدران إن السفينة مؤمن عليها في السوق اليابانية.
وتتحمل الشركة المؤمنة على الهيكل والمعدات تكلفة عملية إنقاذ السفينة أيضا.
وقال محام بمجال الشحن البحري طلب عدم نشر اسمه “لعلها أكبر كارثة تحل بسفينة حاويات في العالم دون أن تضيع السفينة نفسها”.
وقال مارتن شوتيفاير المتحدث باسم شركة الخدمات البحرية الهولندية بوسكاليس، إن وحدتها سميت لإنقاذ السفن كُلفت بالمشاركة في العملية. ويتجه فريق من نحو عشرة أفراد إلى مصر.
ومن المرجح أيضا أن يطالب ملاك حمولة السفينة وحمولات السفن الأخرى العالقة في القناة، بتعويضات من الشركة المؤمنة على السفينة عن أضرار بسلع قابلة للتلف أو تأخر التسليمات.
وقال ماركوس بيكر رئيس النقل البحري والشحن لدى مارش للسمسرة التأمينية، “استمرار تكدس السفن يفرز مشكلات هائلة في سلاسل الإمداد”.
وقال نادي الحماية والتعويض البريطاني في بيان إلى رويترز بالبريد الإلكتروني إنه جهة الحماية والتعويض للسفينة إيفر غيفن، لكنه أحجم عن الإدلاء بالمزيد من التفاصيل. ويغطي هذا النوع من التأمين المطالبات المتعلقة بالتلوث والإصابات البشرية.
وقال سميث من مكتب مكجيل إنه من المرجح أن يعاد التأمين على الجانب الأكبر من مطالبات التأمين هذه، من خلال برنامج تديره مجموعة نوادي الحماية والتعويض العالمية.
وقالت مصادر محلية إن هناك 30 سفينة على الأقل عالقة إلى الشمال من إيفر غيفن، وثلاث سفن إلى الجنوب. وقد يكون هناك العشرات من السفن المتوقفة أيضا عند المدخلين الشمالي والجنوبي للقناة.
وقالت شركة كبلر لتحليل البيانات إن التعطيلات تؤثر على أكثر من 20 ناقلة محملة بالنفط الخام والمنتجات المكررة.

وقال راهول خانا مدير استشارات المخاطر البحرية لدى أليانز جلوبال كوربريت أند سبيشياليتي، إنه قد تكون هناك مطالبات أيضا عن أضرار لحقت بالقناة. وتُظهر صور عرضتها هيئة قناة السويس حفارا يرفع الرمال والصخور عند ضفة القناة حول مقدمة السفينة.
وجنوح السفن هو السبب الأشيع لحوادث الشحن البحري في القناة، وقد شهدت الأعوام العشرة الأخيرة 25 حادثا من ذلك النوع، وفقا لأليانز جلوبال كوربريت.
لكن من المستبعد أن تواجه شركات التأمين مطالبات تتعلق بتسرب مواد إلى مياه القناة. وقالت شركة بنهارد شولته لإدارة السفن، وهي المدير الفني للسفينة، إنه لم ترد تقارير عن وقوع تلوث.
وأكدت هيئة قناة السويس أنها تحاول إعادة التوازن لسفينة الحاويات. وقالت مصادر محلية إن الجهود قد تتحول صوب الحفر لإخراجها إذا لم تتمكن القاطرات من تعويمها.
وأشارت شركة بوسكاليس الهولندية لخدمات الملاحة إلى أن شركة سميت سالفيدج التابعة لها، كلفت بالمساعدة في العملية وأرسلت عشرة أشخاص إلى مصر.
من جهته قال أونج يي كونج وزير النقل في سنغافورة، أكبر مركز لإعادة الشحن في العالم الخميس، إن تعطل الملاحة بقناة السويس قد يعرقل مؤقتا الإمدادات إلى المنطقة.
وقال الوزير في منشور على فيسبوك “إذا حدث ذلك، ستصبح بعض عمليات السحب من المخزونات أمرا ضروريا”. وأضاف أن بي.أس.إيه، المشغلة للموانئ في سنغافورة، قد تشهد ارتباكا في الجداول عندما تغير شركات الشحن مسارات الرحلات.
وأضاف “سيتعين عليها التخطيط مسبقا وضمان استمرار مضي العمليات بسلاسة”.
ويمر نحو 30 في المئة من حركة سفن شحن الحاويات العالمية يوميا عبر قناة السويس التي تمتد 193 كيلومترا.