مطار كابول تحت وطأة تهديد "موثوق ومحدد"

واشنطن – حذرت الولايات المتحدة من "تهديد محدد وموثوق" قرب مطار كابول، وحثّت مواطنيها على مغادرة المنطقة، بعد أيام على هجوم دموي استهدف المطار.
وقالت السفارة الأميركية في كابول في تحذير أمني السبت "بسبب تهديد محدد وموثوق، يتعين على جميع المواطنين الأميركيين الموجودين على مقربة من مطار كابول، مغادرة منطقة المطار فورا".
وأشارت السفارة في تحذيرها إلى التهديد الذي تتعرض له "البوابة الجنوبية (للمطار)، وبوابة وزارة الداخلية الجديدة، والبوابة القريبة من محطة بنجشير للبترول في الجانب الشمالي الغربي من المطار".
وفي وقت سابق السبت، حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن من هجوم "محتمل جدا" على مطار كابول في الساعات المقبلة، مؤكّدا أنّ الضربة الأميركية التي أسفرت عن مقتل عنصرين في تنظيم الدولة الإسلامية بولاية خراسان ليست "الأخيرة".
وقال بايدن في بيان إثر لقائه مستشاريه العسكريين والأمنيين إنّ "الوضع على الأرض يبقى بالغ الخطورة، ويظلّ خطر (وقوع) هجوم إرهابي على المطار مرتفعا". وأضاف "قادتنا أبلغوني بهجوم محتمل جدا خلال الساعات الـ24 إلى الـ36 المقبلة".
وتابع بايدن في بيانه "قلت إنّنا سنطارد المجموعة المسؤولة عن الهجوم على قوّاتنا ومدنيّين أبرياء في كابول، وقد فعلنا ذلك".
وشنّت واشنطن السبت ضربة جوية بواسطة طائرة دون طيار استهدفت معقلين لتنظيم الدولة الإسلامية داعش في أفغانستان، وأسفرت عن مقتل "هدفين مهمين" وأصيب ثالث بجروح.
وتتزامن التحذيرات الأميركية مع بدء انسحاب قوات واشنطن من مطار كابول استعدادا لإتمام عملية الانسحاب النهائي المقررة في الحادي والثلاثين من أغسطس الجاري.
ودخل الجسر الجوي لإجلاء الأفغان الراغبين في الفرار من نظام طالبان الجديد مرحلته النهائية السبت، قبل أيام قليلة على الانسحاب النهائي للقوات الأميركية من أفغانستان بعد عقدين على اشتعال الحرب.
وأنهت غالبية من الدول عملياتها في مطار حامد كرزاي الدولي، حيث انتهت عمليّة الإجلاء البريطانيّة من أفغانستان، وسبق أن أعلنت دول أخرى وقف عمليات الإجلاء، بينها فرنسا، فيما لا يزال الآلاف من الأشخاص يحتشدون في حرم المطار على أمل مغادرة البلد خوفا من أن تقيم طالبان النظام الأصولي نفسه، الذي اعتمدته حين تولت السلطة بين 1996 و2001.
وتعمل القوات الأميركية في ظروف خطرة وفوضوية لإكمال عمليات الإجلاء الضخمة من مطار كابول بحلول الموعد النهائي المحدد في الحادي والثلاثين من أغسطس.
وقال مسؤول بحركة طالبان الأفغانية الأحد إن الحركة التي تولت السلطة في أفغانستان في الخامس عشر من أغسطس والقوات الأميركية المنسحبة من البلاد، تهدفان إلى تسليم مطار كابول على وجه السرعة.
وأضاف أن الحركة لديها فريق يضم خبراء فنيين ومهندسين مؤهلين، وهو مستعد لإدارة المطار.
وسمح الجسر الجوي العملاق بإجلاء نحو 112 ألف أجنبي وأفغاني منذ الرابع عشر من أغسطس، أي عشية استيلاء طالبان على كابول، ونحو 117 ألفا و500 شخص منذ نهاية يوليو، استنادا إلى أحدث الأرقام الصادرة عن الحكومة الأميركية.
والاثنين تجتمع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وهي فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين، لمناقشة الوضع في أفغانستان.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن باريس ولندن ستنتهزان الفرصة لتقديم مشروع قرار "يهدف إلى تحديد منطقة آمنة تحت سيطرة الأمم المتحدة، ستتيح مواصلة العمليات الإنسانية" في أفغانستان.
وأوضح ماكرون في تصريحات لصحيفة "لوجورنال دو ديمانش" الفرنسية أنه يتصور عمليات إجلاء محددة في المستقبل "لن تتم في المطار العسكري في كابول"، ولكن ربما عبر مطارات مدنية في العاصمة الأفغانية أو من الدول المجاورة.