مطار بغداد الدولي على موعد مع التغيير بعد إهمال لعقود

عمليات تأهيل المطار تكتمل مطلع أبريل وتشمل الصالات والساحات والمدارج والطرق والإنارة والأرضيات وتوسعة المساحات الخضراء وتنظيم العمل.
الاثنين 2025/03/17
مطار بغداد واجهة العراق أمام العالم

بغداد - كشف مدير إدارة المطارات في وزارة النقل العراقية حسين الزبيدي، اليوم الاثنين، أن بداية شهر أبريل المقبل ستشهد اكتمال عدد من مشاريع تأهيل مطار بغداد الدولي، حيث ستظهر صالاته بحلّة جديدة تتناسب مع أهمية المطار والخدمات المقدمة للمسافرين، فضلا عن تنظيم العمل فيه.

وقال الزبيدي، في بيان أوردته وسائل إعلام محلية إن "توجيهات وزير النقل رزاق محيبس، فرضت ضغوطًا مستمرة على الفرق المشرفة، ما استلزم التواجد المستمر لضمان تنفيذ المهام وفق الجداول الزمنية المحددة".

وأضاف أن "عمليات التأهيل الطارئة ستحدث تغييرًا ملحوظًا في المطار بعد عقود من الإهمال والمشاكل المتراكمة".

وأوضح الزبيدي أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد مؤخرًا لم تؤثر على المطار كما كان يحدث سابقًا، وذلك بفضل المتابعة المستمرة وأعمال الإدامة الدورية وفق خطط مدروسة.

وأشار إلى أن وزير النقل وجه بمتابعة جميع المطارات في البلاد، مع التركيز على استكمال إنشاء مطاري الناصرية والموصل، اللذين من المقرر أن يكونا جاهزين للعمل خلال العام الحالي.

ونبه إلى أن عمليات تأهيل مطار بغداد لم تقتصر على الصالات فقط، بل شملت أيضًا الساحات، والمدارج، والطرق، والإنارة، والأرضيات، وتوسعة المساحات الخضراء، ضمن خطة تطويرية تتناسب مع أهمية المطار.

واختتم الزبيدي، بيانه بالتأكيد على "وجود خطة جديدة لتنظيم العمل في المطار، بما ينسجم مع مكانته كواجهة سيادية وبوابة العراق إلى العالم".

ويعاني مطار بغداد الدولي منذ عقود من الإهمال وضعف الصيانة، فضلا غياب عمليات التطوير اللازمة لجعل المطار منافسا لنظرائه الإقليميين والدوليين، حيث تتصاعد الشكاوي بين فترة وأخرى من تردي مستوى الخدمات المقدمة في المطار إضافة إلى البنية التحتية المتهالكة.

وكان النائب عدنان حسين السعبري، طالب في 5 فبراير الماضي، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالتدخل العاجل لحل ما وصفه بـ"الوضع المزري" في مطار بغداد الدولي، مشيراً إلى تدهور الخدمات وسوء الإدارة.

ووثق السعبري في مقطع فيديو من داخل قاعة بابل في المطار، مشاهد تظهر تردي البنية التحتية وتعطل توزيع الحقائب.

وقال السعبري في الفيديو، إن "السقوف في قاعة بابل تخضع لأعمال مقاولات منذ 17 يوماً دون إنجاز"، مشيرا إلى أن "توزيع الحقائب معطل، والمسؤولون يتبادلون اللوم فيما بينهم، بينما ينتظر المواطن أكثر من ساعة دون أن يحصل على حقيبته".

جاء ذلك في وقت أثار فيه مدير مطار بغداد الدولي، حارث العبيدي، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد مقابلة تلفزيونية قال فيها إن "المرافق الصحية في بعض صالات المطار جرى تأهيلها لتكون بمستوى أفضل وأجود مرافق صحية في "العالم"، وذلك خلال حديثه عن مراحل تطوير المطار.

ويشهد مطار بغداد الدولي حالات تأخير الرحلات بشكل متكرر، ففي 12 يوليو الماضي، وجه وزير النقل رزاق محيبس السعداوي، بتشكيل لجنة تحقيقية بشأن تأخر إقلاع إحدى الطائرات المغادرة من مطار بغداد الدولي إلى عمّان.

ويعد مطار بغداد الدولي أكبر مطارات العراق والوحيد في العاصمة، ويقع على بعد 16 كيلومترا إلى الغرب من العاصمة العراقية، وكانت شركات بريطانية وفرنسية قد شرعت في بنائه بين عامي 1979 و1982، ويرمز له بـ"بي جي دبليو" وفق الاتحاد الدولي للنقل الجوي للمطارات المعروف اختصارا بـ"إياتا"، في حين يرمز له بـ"أو آر بي آي" في لوائح منظمة الطيران المدني الدولي المعروفة اختصارا بـ"إيكاو".

ودفع الاستياء من مستوى الخدمات برئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى تكليف وزير الإعمار والإسكان بنكين ريكاني، في يونيو الماضي، بإدارة سلطة الطيران المدني العراقي، في محاولة لتحسين الوضع وإجراء إصلاحات عاجلة.

وجاءت هذه الخطوة في إطار مساعي الحكومة لإعادة هيكلة وتطوير قطاع الطيران الذي يعتبر من القطاعات الحيوية، والذي يمكن أن يسهم بشكل كبير في تعزيز مكانة العراق إقليميًا ودوليًا.

وفي مارس 2024، أثار تسرب مياه الأمطار إلى صالة التشريفات في مطار بغداد، الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي، فيما وجه وزير النقل باستنفار الجهود في مطار بغداد الدولي.

ونشر المكتب الإعلامي لوزارة النقل، توضيحا حول تسرب مياه الأمطار إلى صالة التشريفات، وقال إنه "تم رفع حالة الاستعداد القصوى بكافة المطارات العراقية، من أجل مواجهة سقوط الأمطار"، مضيفا أن "تسرب مياه الأمطار إلى صالة التشريفات تمت معالجته، وأصبح تحت السيطرة".

وكان النائب عن لجنة الخدمات عباس يابر أكد تصريح إعلامي بأن "الخطوط الجوية العراقية من أقدم الخطوط الجوية الموجودة في الدول العربية، وهي شركة عريقة، ولكن الإدارات وسوء التخطيط جعلها تتراجع"، مبينا أن "إدارة الشركة والتقاطعات في العمل بين إدارة المطار وشركة الخطوط الجوية وسلطة الطيران المدني، أثرت سلبا على الوضع، وكذلك التدخلات الحزبية ووضع أشخاص غير مناسبين في مواقع القرار".

وأضاف أن "ترك شركة الخطوط الجوية تتنافس مع شركات القطاع الخاص من دون دعم حكومي أثر عليها بشكل كبير، بالإضافة إلى أنه بعد 2003 خرجت الخطوط العراقية من التصنيف الدولي للسلامة المهنية، ما جعلها مقيدة ولا تستطيع الذهاب إلى الدول الأوروبية وغيرها، وهو ما قلل مردوداتها".

وكانت الخطوط الجوية العراقية قد كشفت في عام 2020 عن مبالغ ضخمة بذمة الرئاسات في العراق، حيث بلغت الأموال التي بذمة رئاسة الجمهورية للطائر الأخضر 138 مليونا و29 ألفا و829 دينارا، بالإضافة إلى 677 ألفا و86 دولارا، عن تسيير رحلات عارضة ومواد تموينية وتزويد وقود وعبور أجواء، بينما بلغت ديون رئاسة البرلمان 164 ألفا و431 دولارا، إضافة إلى مبلغ 67 مليونا و836 ألف دينار.

وكان العراق قد وقع في سبتمبر من العام 2023 اتفاقية رائدة مع مؤسسة التمويل الدولية/IFC، لتطوير وتأهيل مطار بغداد الدولي، حيث وقع عن الجانب العراقي مدير عام سلطة الطيران المدني.

وتتضمن الاتفاقية تقديم المؤسسة الدولية محفظة استثمار متكاملة تشمل الكيفية التي يتم فيها توسعة المطار الدولي وتمويله وتشغيله وصيانته، ورفع كفاءة مرافقه وعوامل السلامة فيه، والارتقاء بخدماته، لتتوافق مع المعايير الدولية للمطارات في العالم، وذلك عبر إحدى الشركات العالمية المتخصصة.

كما تتضمن الاتفاقية أيضا أن تقوم مؤسسة التمويل الدولية، وهي عضو في مجموعة البنك الدولي، بتقديم الاستشارات لمسار تنمية دور القطاع الخاص، وتعزيز دخوله في ساحة الخدمات العامة بالشراكة مع القطاع العام، والقطاعات التي تواجه تحديات مستقبلية.

ويُذكر أن مؤسسة التمويل الدولية تملك تجارب رائدة في المنطقة والعالم بمجال تأهيل المطارات، حيث أشرفت سابقاً على تطوير وتوسعة أهم المطارات في المملكة العربية السعودية وتركيا، فضلاً عن مطار الملكة علياء الدولي في العاصمة الأردنية عمان.