مصورون قطريون: الصورة هي اللغة الأسهل للتواصل والتوثيق

من خلال رؤاهم الفنية وأساليبهم الجمالية، يسعى المصورون القطريون إلى تكريس إبداعهم لصون البيئة وتعزيز الاستدامة وتوظيف فنهم في تعزيز الثقافة الخضراء.
الثلاثاء 2024/08/20
صور تسرد حكايات من البيئة القطرية

الدوحة- احتفى العالم الاثنين بإبداع المصورين، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتصوير الذي يوافق 19 أغسطس من كل عام، مسلطا الأضواء على دورهم البارز في استلهام قضايا الإنسان والمجتمع، والاحتفاء بقيم الخير والفضيلة والجمال في أعمالهم وتوظيفهم جماليات التصوير وفنون الصورة لعكس أحوال البشر.

وبهذه المناسبة أكد مصورون قطريون تكريس إبداعهم لصون البيئة وتعزيز الاستدامة وتوظيف فنهم في تعزيز الثقافة الخضراء وصون الموارد البيئية والطبيعية، مسلطين الضوء على خبراتهم وتجاربهم في هذا المجال، من خلال رؤاهم الفنية وأساليبهم الجمالية، وتوظيفهم للتقنيات الحديثة والتطور في أدوات التصوير للتعبير عن مشاعرهم وارتباطهم بالبيئة، وحرصهم على نشر الوعي بصونها والحفاظ على كنوزها الطبيعية.

وأكد المصور عزام عبدالعزيز المناعي أن التصوير الفوتوغرافي هو شكل من أشكال الفنون المعاصرة، وهو وسيلة متنامية للتعبير ونقل المشهد وتوثيق اللحظات التي قد لا تتكرر، مشيرا إلى أن اليوم العالمي للتصوير يمثل مناسبة لتذكيرنا بأهمية الصورة ودورها في التوثيق.

◄ جهود أولئك المصورين كمصورين ومبدعين تأتي انسجاما مع رؤية قطر في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحماية البيئة وتنميتها

وحول توظيفه فنون التصوير في توثيق وصون البيئة القطرية قال المناعي إن الإنسان ابن بيئته، وإن البيئة القطرية بالنسبة إليه هي الموطن الذي عاش وتربى فيه، وإن الكاميرا هي أداته لتوثيق التنوع البيئي في دولة قطر وتسجيل كل المتغيرات التي تطرأ على النظام الطبيعي عبر الزمن، وتسليط الضوء من خلال الصورة على التحديات التي تؤثر على التوازن الطبيعي ومنها التغير المناخي، ما يجعل من الصورة محفزا بصريا وجماليا لاستنفار الجهود وابتكار الحلول للحفاظ على البيئة والتوازن الطبيعي.

وذكر أن البيئتين البرية والبحرية في قطر تشكلان مصدر إلهام دائم لأعماله الفنية في مجال التصوير، لذلك كرس جهده وإبداعه لإبراز جمالهما والحث على صونهما والحفاظ عليهما.

ومن تلك الأعمال معرضه بعنوان “عزام المناعي.. وراء الكاميرا” الذي نظم بغاليري إيوان القصار عام 2022، والذي اشتمل على صور وفيديوهات حظيت باهتمام عالمي وعرضت في منصات عالمية، ومنها فيديو “قرش الحوت في قطر” الذي عرض على منصة “ناشيونال جيوغرافيك”.

كما اشتمل المعرض على صور نادرة من غابات المانغروف والشعب المرجانية وحيوانات من محمية المسحبية وطيور جزيرة العالية، وأسماك القرش في المياه البحرية القطرية.

ومن أعماله أيضا المعرض المشترك “سيف” في غاليري المرخية عام 2023، الذي ضم نماذج مختارة من صوره لشواطئ الذخيرة وفويرط والرويس وخور العديد.

بوكس

وتابع أن شغفه بالتصوير دفعه إلى التجوال حول العالم لاكتشاف معالمه الطبيعية وكائناته، من غابات البانتانال في أميركا الجنوبية إلى جزيرة كومودو في أندونيسيا وبركان آيسلندا، إلى أعماق المحيط الهندي بين حوت العنبر والحوت الأحدب، إلى غوريلات أفريقيا الوسطى، وصولا إلى تجربته المتميزة في تصوير الحوت القاتل في بحر الشمال بالنرويج.

وأوضح المصور القطري أنه يركز في أسلوبه الفني في التصوير على ثلاثة مناظير للتمعن في إعجاز الخالق واكتشاف جماليات الكون والطبيعة، وإنتاج صور فنية متميزة لمشاركتها مع العالم، وهي: التصوير الجوي، بتوظيف التكنولوجيا واستخدام الطائرة من دون طيار (درون)، والتصوير تحت الماء، حيث يغوص في الأعماق لإبراز جمال البحار واكتشاف الحياة البحرية، وهو منظور يجمع بين هواية الغوص والشغف بالتصوير، إلى جانب توثيق الحياة البرية.

ومن جانبه نوه المصور محمد جاسم الباكر بجهود المصورين في جميع أنحاء العالم، وإنجازاتهم في نشر الوعي والمعرفة والثقافة ونقل الأحداث المحلية والعالمية من خلال الصورة التي تعبر عن المشاعر الحقيقية، فهي اللغة الأسهل والأجمل لتتواصل من خلالها شعوب العالم مع بعضها البعض.

◄ التصوير الفوتوغرافي هو شكل من أشكال الفنون المعاصرة، وهو وسيلة متنامية للتعبير ونقل المشهد وتوثيق اللحظات التي قد لا تتكرر

وأكد أن جهود أولئك المصورين كمصورين ومبدعين تأتي انسجاما مع رؤية قطر في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحماية البيئة وتنميتها من خلال الصور الفنية التي تعبر عن إنجازات الدولة في مختلف المجالات.

وأوضح المصور الباكر أنه تخصص في محور تصوير الحياة البرية بشكل عام، والطيور المقيمة والمهاجرة على وجه الخصوص، ليعكس جمال البيئة القطرية وتنوعها والجهود المبذولة في تعزيز استدامتها، حيث أنجز في هذا المجال برامج توعوية وتثقيفية ووثائقية لتلفزيون قطر وقناة الريان الفضائية، وتوج تلك الرحلة بمعرض فني عام 2023 بعنوان “سابر” في مركز قطر للتصوير التابع لوزارة الثقافة، وكتاب بالعنوان ذاته دشن خلال الدورة الثالثة والثلاثين من معرض الدوحة الدولي للكتاب في مايو 2024، واشتمل على صور مختارة من مجهود أكثر من خمس سنوات امتد من عام 2019 إلى عام 2024 في تصوير الطيور المقيمة والمهاجرة في قطر.

وأشار إلى أن عنوان المعرض والكتاب يستمد دلالته من الكلمة العربية “سابر” التي تعني المراقب لارتباطها بمراقبة حركة الطيور ومن ثم تصويرها.

وشدد الباكر على أن شغفه بتصوير الطيور وخصوصية أسلوبه وجماليات التصوير في تجربته تنبع من ارتباط الإبداع في التصوير بالثقافة والحياة البرية، وإدراك البعدين التربوي والتعليمي لدور الطيور في الحفاظ على التوازنين البيئي والطبيعي، لذلك أرفق الصور الفنية في معرضه وكتابه بآيات قرآنية وأحاديث شريفة وأقوال وحكم مأثورة، تعكس تعاليم الدين الإسلامي وعناية الثقافة العربية والمجتمع القطري بصون البيئة والعناية بالطبيعة، لذلك تمت ترجمة معاني الآيات القرآنية والأحاديث والحكم المأثورة في المعرض والكتاب إلى اللغة الإنجليزية لإبراز البعد الثقافي لقيم وتراث المجتمع في مجال الحفاظ على البيئة وصون الطبيعة.

14