مصفاة الزور تعزز تنافسية الكويت في قطاع التكرير

الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة تسعى إلى أداء دور حيوي في تنمية الاقتصاد المحلي.
الخميس 2024/06/20
مشروع حيوي

الكويت - رجح محللون ومسؤولون كويتيون أن يعزز تشغيل مصفاة الزور تنافسية البلد الخليجي في قطاع التكرير الذي بات وسيلة مهمة لتوليد إيرادات أكبر بدل بيع كميات النفط الخام كما جرت العادة على مدار سنوات طويلة.

وتعتبر المصفاة من المشاريع النفطية الضخمة إقليميا وأحد أهم بنود إستراتيجية مؤسسة البترول الكويتية الحكومية لعام 2040 ورؤية 2035 لزيادة طاقة إنتاج تكرير النفط الخام.

وتجسد الاهتمام الكبير الذي تبديه القيادة السياسية بهذا المشروع الحيوي رعاية أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح للاحتفالية الرسمية التي أقيمت بمناسبة التشغيل الكامل لمصفاة الزور في أواخر مايو الماضي.

وتحتل المصفاة المرتبة السابعة عالميا ضمن قائمة أكبر 10 مصافي نفط في العالم، وذلك بناء على قدرات التكرير بعد مراجعة تقرير المسح العالمي للتكرير لعام 2022 والمنشور بمجلة عالم النفط والغاز.

وتسعى الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة (كيبك)، وهي إحدى الشركات التابعة للمؤسسة والمالكة للمصفاة، إلى أداء دورها الحيوي في تحقيق أهداف البلد العضو في منظمة أوبك.

وتهدف كيبك من خلال إستراتيجيتها إلى تعظيم القيمة المضافة للمساهمين وتحقيق التميز التشغيلي مع التزامها بتطوير عامليها والمساهمة في تنمية الاقتصاد المحلي من خلال تضمين توجهات المؤسسة الإستراتيجية لعام 2040 في جميع أنشطتها.

الشيخ نواف سعود: تزايد الطلب على زيت الوقود حقق أرباحا فاقت توقعاتنا
الشيخ نواف سعود: تزايد الطلب على زيت الوقود حقق أرباحا فاقت توقعاتنا

وأكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف سعود الناصر الصباح أن التشغيل الكامل لمصفاة الزور يعود على الكويت بشكل عام وعلى القطاع النفطي بشكل خاص بمنافع كبيرة وعديدة.

وأشار خلال حديثه مع وكالة الأنباء الكويتية الرسمية إلى مساهمتها الإيجابية والفعالة في الاقتصاد الكويتي عبر تعزيز صادرات البلاد من المشتقات النفطية عالية الجودة والمطابقة للمواصفات العالمية.

وأوضح الشيخ نواف أن تزايد الطلب على زيت الوقود المنتج في مصفاة الزور، ولاسيما الطلب الأوروبي، ساعد المؤسسة على تحقيق أرباح تفوق بكثير ما كان متوقعا.

وقال إن “المصفاة تعد صديقة للبيئة نظرا لتوفيرها زيت الوقود منخفض الكبريت للاستهلاك المحلي الذي يقلل بدوره من الانبعاثات”، مؤكدا أن المصفاة تعتبر أحد أكبر المشاريع النفطية العالمية التي تتوافق مع مواصفات جودة الهواء وتقليل الانبعاثات الملوثة.

وأعرب الشيخ نواف عن اعتزازه بالكوادر المحلية في المصفاة من الطواقم الهندسية والإدارية، لافتا إلى أن تشغيل المصفاة فتح آفاقا جديدة للكوادر الكويتية وأسهم في تعزيز وتطوير جهودها ورفع كفاءتها في بناء وتشغيل وإدارة المشاريع النفطية الكبرى.

وتطمح الكويت، التي تعتمد على أكثر من 90 في المئة من إيرادات النفط الخام، لزيادة صادرات المنتجات المكررة إلى أسواق أوروبا وأفريقيا وآسيا والأميركتين بعدما غيرت العقوبات الغربية على موسكو طرق تجارة الطاقة عالميا.

وسيكون البلد في منافسة قوية مع جيرانه في منطقة الخليج، وفي مقدمتهم السعودية والإمارات وسلطنة عمان، الطامحين بدورهم للظفر بأكبر مكاسب من تصدير المشتقات النفطية بسبب العقوبات الغربية على الوقود الروسي التي دخلت حيز النفاذ قبل أكثر من عام.

وتنتج مصفاة الزور يوميا 86 ألف برميل من النافثا و99 ألف برميل يوميًا من وقود محركات الطائرات و147 ألف برميل يوميًا من الديزل منخفض الكبريت و225 ألف برميل يوميًا من زيت الوقود منخفض الكبريت، إضافة إلى 2500 طن يوميا من الكبريت الصلب.

وتسعى أيضا إلى تقليل أكاسيد الكبريت المنبعثة من محطات توليد الطاقة الكهربائية بنسبة 75 في المئة بما يتوافق مع الأهداف البيئية للكويت، كما توفر إمدادات ثابتة من زيت الوقود ذي المحتوى الكبريتي المنخفض أقل من 0.5 في المئة.

ومن المتوقع أن تعزز المصفاة قدرة الكويت التنافسية نظرا لإمدادها الأسواق العالمية بمنتجات عالية الجودة؛ إذ تبلغ نسبة الكبريت في منتجاتها نحو 10 أجزاء من المليون في وقود محركات الطائرات و7 أجزاء من المليون في الديزل منخفض الكبريت و0.5 في المئة بزيت الوقود منخفض الكبريت.

وقالت وضحة الخطيب، الرئيس التنفيذي بالوكالة لكيبك، إن “المصفاة تعد أحد أكبر مشاريع التكرير على مستوى العالم إذ تحتل المرتبة السابعة عالميًا من حيث السعة التكريرية والبالغة 615 ألف برميل يوميا”.

7

هو ترتيب المصفاة بين أكبر 10 مصاف في العالم استنادا إلى قدرات التكرير اليومية

وبينت أن المصفاة ومشروع الوقود البيئي الذي تم افتتاحه في مارس 2022 يدشنان عهدًا جديدًا في مسيرة القطاع النفطي الكويتي وانطلاقة قوية لصناعة تكرير النفط تواكب بها المعايير والاشتراطات البيئية العالمية.

وأكدت أن هذه الخطوة ستمكن مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة من التوسع في تصدير وتسويق منتجاتها النفطية والتعامل مع أسواق عالمية جديدة.

وتتميز مصفاة الزور بمرونة في عمليات التكرير فهي مصممة لاستقبال مختلف الخامات الكويتية على تفاوت مواصفاتها، الأمر الذي يجعلها منفذًا حيويًا إستراتيجيًا لتصريف المنتجات الثقيلة.

وتم تصدير منتجات المصفاة منذ بدء تشغيلها بشكل جزئي قبل أقل من عامين إلى أكثر من 30 بلدا عبر الجزيرة الصناعية في المصفاة، وذلك إلى جانب تلبية احتياجات محطات توليد الكهرباء المحلية من زيت الوقود منخفض الكبريت اللازم لإنتاج الكهرباء.

وتحتوي المصفاة على أكبر مجمع لوحدات إزالة الكبريت من الزيت المتخلف من وحدة التقطير الجوي في العالم.

وتستهدف الحكومة زيادة الطاقة التكريرية لمصافي البلاد الأربع، وهي الزور وميناء الأحمدي وميناء عبدالله والشعيبة، من 800 ألف برميل يوميا إلى أكثر من 1.4 مليون برميل يوميا.

10