مصطفى بايدي أومارو يعيد كتابة العالم بلوحاته

الدار البيضاء (المغرب) - يستضيف رواق الفنون “أتيليه 21” في الدار البيضاء معرضا بعنوان “إعادة كتابة العالم” للفنان التشكيلي الكاميروني مصطفى بايدي أومارو. ويشكل هذا المعرض المنظم إلى غاية 30 مارس الجاري، وهو الأول من نوعه للفنان في المغرب، دعوة إلى الاحتفاء بالحياة وقيم الأخوة والكرم والإنسانية التي تتجلى في كل لوحة من أعماله.
وقال الفنان التشكيلي الكاميروني إن “العالم يحتاج إلى إعادة تصور”، موضحا أن المعرض يهدف إلى جلب أحاسيس الفرح والسلام للجمهور من خلال لوحاته التي تعكس العلاقات الإنسانية، وخاصة الروابط العائلية والعلاقات بين الأصدقاء، ولكن أيضا الشعور بالوحدة.
وتابع أن “استخدام القلم والألوان الفلورية القوية يسمح لي بتسليط الضوء بشكل أكبر على الأوراق والطبيعة التي تظهر على جميع اللوحات المعروضة”، مؤكدا أن هذه هي طريقته في استخدام أجمل الألوان لإعادة كتابة الحياة اليومية للناس من خلال أعماله.
يشار إلى أن مصطفى بايدي أومارو المولود سنة 1997 بماروا في الكاميرون شارك بأعماله الفنية في العديد من المعارض الفردية والجماعية حول العالم، حيث تم إدراجها في مجموعات مرموقة، بما في ذلك مجموعة مؤسسة بلاشير (فرنسا)، وكريس موسر (النمسا)، ومؤسسة غاندور (سويسرا).
ويعد أومارو فنانا عصاميا، حيث اكتشف شغفه بالرسم في وقت مبكر جدا، ونجح في فرض لغته الفنية الشخصية التي تحتفي بالحياة. كما تنعكس نظرته المثالية، المتفائلة بشدة والمشبعة بالإنسانية، في لوحاته التي تنشر متعة الحياة.
وحسب البلاغ الصادر عن الرواق فإنه من بين كل الأجناس الفنية التصويرية، يميل مصطفى بايدي أومارو بشكل خاص إلى البورتريه، حيث تجد في لوحاته شيئا من الصلة بالبورتريهات الفوتوغرافية لكبار أعلام هذا النوع التصويري، من أمثال ماليك سيديبي وسايدو كايتا وميشيل كاميني. كما تتسم لوحاته بنوع من الاحتفاء بـ”البودليرية” الخالية من التعقيد والتي تتبلور في ما يسمى ظاهرة “السابورية” أو “مجتمع أباطرة الأناقة الكونغوليين”.
وفي هذا السياق نقل البلاغ عن الكاتب أوليفييه راشي قوله في كتيب تقديم المعرض إن “الألوان البراقة، والخاطفة أحيانا، التي يلجأ إليها مصطفى بايدي أومارو قد تجد لها مكانا في دليل للسابولوجيا”، مضيفا أن بورتريهات الفنان غالبا ما تكون محاطة بأشكال طبيعية ونباتية مزهرة.
وأضاف راشي أن “الطبيعة الخلابة دائما ما تؤثث فضاء اللوحة. وتعرض هذه الطبيعة نفسها لنا في بعدها الساحر بشكل جامح وغير مروض، على شاكلة الرغبة في الحياة التي تتسم بها الشخصيات”.
وخلص الكاتب في تعليقه إلى أن “جنس البورتريه، شأنه شأن الصورة الفوتوغرافية التي تستمد قوتها من قدرتها على التقاط اللحظات العابرة، يمكن أن يتفاخر أيضا بقدرته على منح الديمومة للحظات السعادة التي تنفلت منا، ناقلا إلينا تفاؤلا بهيجا نحتاجه جدا”.