النجاح العسكري والأمني التونسي في التصدي لهجوم داعش على بنقردان وإبطاله، لا يخفي أبدا الإعاقة الدبلوماسية والاستراتيجية التونسية التي رشحت عن هذا الهجوم.

لماذا ترفض الأغلبية النيابية المتكونة من حزب الرئيس السبسي ومن شريكه حركة النهضة مشروع قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني؟ إلى أين تسير الدبلوماسية التونسية؟

ما هو المطلوب من تونس مقابل حمايتها من الخطر الإرهابي المزروع زرعا وبفعل فاعل في خاصرتها الجنوبية الشرقية.

تقرير دائرة المحاسبات كان مكثفا ودقيقا، وكشف عن حجم الإخلالات التي شابت ممارسة الحكم وتسيير دواليب الدولة من قبل حكومتي الترويكا.

تونس هي الدولة الأكثر تأثرا بالوضع الليبي، ولا تبدو مالكة لمصيرها بيدها بسبب صعوباتها الاقتصادية، ولذلك فمواقفها عرضة للتوجيه والتدخل الأجنبي.

لا بد من التذكير بأن اليسار التونسي أقدم التنظيمات السياسية في تونس إذ يعود تأسيس الحزب الشيوعي التونسي إلى سنة 1920.

الغالب على السياسيين التونسيين كان إما استغلال فسحة الحرية التي وفرتها الثورة لممارسة الحق الدستوري في الترشح للانتخابات، وإما توظيف الدعم الأجنبي للوصول إلى حكم التونسيين، لا لتحقيق مطالبهم.

من لا يقدر على تحقيق أهداف الثورة، فلقد أضاع البوصلة فاصلا فصلا غير منهجي بين حكم تونس بعد 14 يناير وبين ثورة شعبها.

تشظي حزب نداء تونس كان من نتائج خيار التحالف مع حركة النهضة أولا، ومن نتائج فرض التوريث وإجبار الحزب على أن يقبل أن يقوده نجل السبسي حافظ قائد السبسي.

من مظاهر الخيبة التي تدخل بها تونس سنتها الثورية السادسة عجز حكومتها الكامل عن التعامل مع معضلة البطالة التي كانت السبب الرئيسي في اندلاع الثورة.

أزمة القيم ومشكلة الأخلاق حادتان حين نجد دستورا تقدميا تقابله قوانين رجعية تكبل القضاء، إضافة إلى أجهزة أمنية يريدها الدستور أن تكون جمهورية لكنها لم تبرح ممارساتها العنفية.

تركيز الدولة التونسية كل جهودها من أجل استعادة الأموال المنهوبة سيكون حلا ناجعا للقضاء على الفقر ولتحقيق التنمية.

لا شيء يرفع معنويات الشعب التونسي وهو على أبواب سنة 2016 إلا النجاح الأمني في تفكيك الخلايا الإرهابية وكشف مخازن الأسلحة والتوقّي من الضربات الإرهابية.

تونس من الدول القلائل التي تحمي حدودها من الداخل فقط، فهي تعرف جيدا من أين يأتيها الإرهاب، ولكنها فشلت في رسم استراتيجية التعاطي معه في مظانه.

الاعتقالات الأمنية الأخيرة التي جرت في محافظة سوسة أثبتت أن أغلب القيادات الميدانية للعمليات التي كان مزمعا تنفيذها هم من العائدين من سوريا والعراق وليبيا.

السبب الرئيسي للأزمة الاقتصادية والاجتماعية في تونس هو استمرار الحكومات المتعاقبة في تطبيق نفس الخيارات والسياسات التي أوصلت تونس إلى الأفق المسدود ففجرت ثورة الشعب التونسي.

أزمة نداء تونس بدأت يوم قرر رئيس الحزب المؤسس الباجي قائد السبسي إشراك حركة النهضة في الحكم والتخلي عن حلفائه القدامى في جبهة الإنقاذ.

العلاقة بين تونس وليبيا يغلب عليها الالتباس وغياب الإرادة. والطرف الموكول له المبادرة ببناء العلاقة الاستراتيجية السليمة هي تونس لا ليبيا، بسبب استقرارها السياسي وتركيز سلطاتها.