مصر وتركيا تبدآن مباحثات لتطبيع العلاقات

تمسك أنقرة بدعمها لقيادات الإخوان وأذرعهم الإعلامية قد يحول دون تطور العلاقات مع القاهرة.
الأربعاء 2021/05/05
مراجعة لأخطاء الماضي

القاهرة – تبدأ مصر وتركيا الأربعاء مباحثات سياسية في القاهرة تستمر ليومين، في إطار جهود إصلاح العلاقات بين البلدين.

وقال بيان أصدرته وزارتا الخارجية في البلدين "ستركز المناقشات الاستكشافية على الخطوات الضرورية التي قد تؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين على الصعيد الثنائي وفي السياق الإقليمي".

واختلفت مصر وتركيا في السنوات القليلة الماضية بسبب دعم تركيا لقيادات مصرية في جماعة الإخوان المسلمين، والصراع في ليبيا والحدود البحرية في شرق المتوسط.

وتوترت العلاقات بين البلدين منذ أن أطاح الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين والمدعوم من تركيا في 2013.

ورجح إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي أن تسفر المحادثات عن تعاون متجدد بين القوتين الإقليميتين المتباعدتين، وتساعد في الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في ليبيا.

وأرسلت أنقرة طوال الأشهر الماضية إشارات للتهدئة مع القاهرة، بعد تفاقم عزلتها الدبلوماسية في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية، خاصة مع وصول إدارة ديمقراطية جديدة إلى البيت الأبيض.

وفي منتصف أبريل الماضي أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنه "عقب دعوة من مصر إلى تركيا، سيذهب وفد إلى هناك في بداية مايو".

وأكد جاويش أوغلو أن العلاقات بين أنقرة والقاهرة دخلت "مرحلة جديدة" من الانفراج بعد سنوات من التوتر.

وواجهت تركيا خلال السنوات الأخيرة عزلة بسبب تدخلاتها العسكرية في سوريا وليبيا، وانتهاكاتها في مياه شرق المتوسط.

وتعقيبا على المساعي التركية، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري الشهر الماضي أن الاتصالات بين القاهرة وأنقرة استؤنفت، ولكن "الأقوال وحدها لا تكفي" لاستعادة كامل الروابط بين البلدين.

وقال الوزير في تصريحات محلية "لو وجدنا أن هناك تغيرا في السياسة والمنهج والأهداف التركية لتتوافق مع السياسات المصرية ومع ما يعيد العلاقات الطبيعية لمصلحة المنطقة، من الممكن أن تكون هذه أرضية لاستعادة الأوضاع الطبيعية".

وتحولت أنقرة خلال السنوات الماضية إلى ملجأ لقيادات مصرية من جماعة الإخوان المسلمين وإعلاميين محسوبين على الجماعة، عدا عن كونها حاضنة لوسائل إعلام عربية معارضة لحكوماتها.

وفي إطار مساعيها لتحسين العلاقات مع مصر، طلبت أنقرة من وسائل الإعلام المصرية المعارضة العاملة على أراضيها والتابعة لجماعة الإخوان المسلمين، تخفيف حدة الانتقادات للقاهرة.

وإثر ذلك اضطر إعلاميون إلى وقف برامجهم والاعتذار من جماهيرهم، ما أثار موجة سخرية واسعة في مصر من تغير الموقف التركي تجاه الإعلام المحسوب على الإخوان.

لكن مراقبين يؤكدون أن هذا الملف يحول دون تطور العلاقة بين الجانبين، فالقاهرة لن تكتفي بقبول خطوات أنقرة لضبط السلوك السياسي والإعلامي للأشخاص المحسوبين على جماعة الإخوان.

وتعتبر أنقرة التنظيم، حسب وصف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، "حركة سياسية تسعى للوصول إلى السلطة عبر الانتخابات ولا يمكن تصنيفها منظمة إرهابية"، ولا تزال ترى في ما جرى بمصر عند عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي في 3 يوليو 2012 "انقلابا عسكريا".

ويعزز التباعد في التصنيفات الرأي القائل بصعوبة تطور العلاقات بين البلدين، لأن ورقة الإخوان سوف تمثل عائقا كبيرا، فلا مصر سوف تتعامل معهم كجماعة سياسية، ولا تركيا تفكر في وضعهم على لائحة الإرهاب والتخلي عنهم.