مصر والصين توقعان خطة التطوير المشترك لمبادرة الحزام والطريق

بكين - اجتمع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع نظيره الصيني شي جينبينغ في بكين الأربعاء، في وقت تستضيف العاصمة الصينية عددا من القادة العرب في إطار منتدى تأمل بأن يعمّق العلاقات مع المنطقة، حيث تسعى القاهرة إلى تعزيز تعاونها مع بكين بعد نحو عام من الانضمام لمجموعة بريكس والذي فتح مزيدا من افاق الشراكة الاقتصادية بين البلدين فيما تواجه مصر العديد من التحديات المالية رغم الدعم الذي تلقته من جهات مانحة.
ويزور عدد من القادة العرب بكين هذا الأسبوع في وقت تأمل ثاني قوة اقتصادية في العالم بأن يعكس الاجتماع "صوتا مشتركا" بشأن النزاع بين إسرائيل وحماس ويعزز التعاون.
واستقبل شي نظيره المصري في إطار حفل كبير خارج قاعة الشعب الكبرى في بكين بعد ظهر الأربعاء، وفق ما أظهر بث للإعلام الرسمي الصيني، فيما تم عزف النشيدين الوطنيين للبلدين.
وأفاد بيان للرئاسة المصرية بأن الزعيمين عقدا "مباحثات شاملة تتناول العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية والدولية".
وأوضح البيان أن الرئيسين شهدا مراسم توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين، من بينها خطة التطوير المشترك لمبادرة الحزام والطريق، وتعزيز التعاون في مجال الابتكار التكنولوجي وتكنولوجيا الاتصالات، وعدد من مجالات التعاون الأخرى.
وأفلتت مصر بصمت خلال الأشهر القليلة الماضية من أسوأ أزمة اقتصادية كانت تواجهها من عقود، وهي أزمة العُملة الصعبة التي كانت تعاني منها البلاد وأدت إلى تراجع كبير في سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار والعملات الأجنبية، فيما سرعان ما عاد الجنيه إلى التعافي على الرغم من تعويم سعر صرفه بسبب تأمين الدولارات اللازمة التي كان يحتاجها الاقتصاد المصري.
وأزمة العُملة التي كانت تشهدها مصر هي الأسوأ منذ عقود، وكادت أن تؤدي الى انهيار الاقتصاد، لولا صفقة التطوير السياحي بقيمة 35 مليار دولار مع دولة الإمارات العربية المتحدة والتي أنقذت الاقتصاد المصري، وفق تقرير لوكالة "بلومبرغ".
وتعتبر الصفقة أكبر استثمار داخلي في تاريخ مصر، وقد أدت إلى ضخ الدولارات التي أنقذت الاقتصاد ومهدت الطريق لرفع أسعار الفائدة بشكل قياسي وتوسيع قرض صندوق النقد الدولي.
واتفقت مصر مع صندوق النقد الدولي في 29 مارس الماضي على برنامج قرض موسع بقيمة ثمانية مليارات دولار، ومع الاتحاد الأوروبي على حزمة مساعدات بمليارات الدولارات لتعزيز التعاون والمساعدة في الحد من الهجرة، في الوقت الذي تعاني فيه من أزمة اقتصادية بسبب نقص مزمن في العملة الأجنبية.
ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية" المقربة من السلطات عن المُتحدث باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي قوله إن "الحرب في غزة، وسبل استعادة الاستقرار في المنطقة، بما يحقق تطلعات شعوبها نحو السلام والأمن والتنمية" ستكون على رأس المباحثات.
وأثرت الحرب في غزة على الوضع الاقتصادي والمالي في البلاد خاصة وضع قطاعات حيوية مثل السياحة والاستثمار الاجنبي وعائدت قناة السويس ما كان له تداعيات سلبية على قيمة العملة المحلية والاحتياطي من العملة الصعبة.
وأعرب الرئيس الصيني لنظيره المصري عن شعور "بالألم الشديد" جراء الوضع الإنساني "البالغ الخطورة" في قطاع غزة، وفق ما أفاد التلفزيون العام الصيني "سي سي تي في".
ونقل التلفزيون عن شي قوله للسيسي خلال لقاء في بكين إن "هذه الحلقة الجديدة من النزاع الإسرائيلي الفلسطيني أوقعت عدد كبيرا من الضحايا بين المدنيين الفلسطينيين الأبرياء والوضع الإنساني في غزة بالغ الخطورة" مضيفا أن "الصين يؤلمها بشدة" ما يحصل.
وسعت بكين لتوطيد علاقاتها مع البلدان العربية في السنوات الأخيرة ورعت العام الماضي اتفاق تقارب بين طهران والرياض.
لطالما أبدت الصين تعاطفا مع القضية الفلسطينية وأيّدت حل الدولتين لوضع حد للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
واستضافت بكين الشهر الماضي كلا من حماس وفتح لإجراء "محادثات معمّقة وصريحة بشأن دعم المصالحة بين الفلسطينيين".
ومن بين الشخصيات التي يتوقع أن تحضر المنتدى الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى جانب عدد من القادة الإقليميين والدبلوماسيين.
ومن المقرر بأن يلقي الرئيس الصيني شي جينبينغ خطابا في افتتاح المنتدى الخميس، وفق ما أفادت بكين، بهدف بناء "توافق مشترك" بين الصين والدول العربية.
وستتصدر الحرب بين إسرائيل وحماس جدول أعمال المنتدى، علما بأن شي دعا إلى عقد "مؤتمر دولي للسلام" على أمل إيجاد حل.
وقال الباحث في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى "تشاتام هاوس" أحمد أبو دوح لفرانس برس إن الصين ترى "فرصة استراتيجية لتحسين سمعتها وموقعها في العالم العربي" عبر تسليط الضوء على جهودها الرامية لإنهاء النزاع في غياب تحرّك أميركي".
وأضاف أن "ذلك بدوره يخدم تركيز بكين على تقويض مصداقية الولايات المتحدة ونفوذها في المنطقة".
وأكد أنه "كلما طال أمد الحرب، بات من الأسهل على الصين تحقيق هذا الهدف".
والتقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي الثلاثاء نظيريه اليمني شايع محسن الزنداني والسوداني حسين عوض في بكين، معربا عن أمله في "تعزيز التضامن والتنسيق" مع العالم العربي.
وناقش مع الزنداني مخاوف الصين حيال الهجمات التي تعطل حركة الملاحة في البحر الأحمر من جانب الحوثيين المدعومين من إيران الذين يقولون إن تحرّكهم يأتي للتضامن مع الفلسطينيين في غزة.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة عنه قوله إن "الصين تدعو إلى وضع حد لمضايقة السفن المدنية وضمان سلامة الممرات المائية في البحر الأحمر".