مصر والسعودية مصممتان على مواجهة التدخلات الإيرانية

القاهرة - أكدت مصر والسعودية، الثلاثاء، تمسكهما بالشروط التي سبق أن أعلن عنها لإنهاء الأزمة مع قطر، مشددتيْن على أهمية مواجهة التهديد الإيراني.
ويأتي التأكيد على عدم وجود تغير في الموقف من الدوحة في ظل محاولات يائسة من الأخيرة لاستغلال قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، للضغط باتجاه إنهاء المقاطعة العربية التي كلفتها كثيرا على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، وسلطت الضوء على دعمها لجهات وقوى تعمل على تقويض أمن واستقرار المنطقة.
وذكرت فضائية “العربية” السعودية، أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان شددا على أن الدول العربية تتمسك بالشروط التي وضعتها، وأن لا تنازل عن هذه الشروط لإنهاء الأزمة مع الدوحة.
جاء ذلك خلال جلسة مغلقة بين الرئيس المصري، وولي العهد السعودي، الذي وصل إلى القاهرة مساء الاثنين في إطار جولة عربية قادته مساء الثلاثاء إلى تونس وقبل ذلك كان توجه إلى الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، قبل السفر لحضور قمة العشرين التي تنعقد يومي الجمعة والسبت في الأرجنتين.
وكانت كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين قد أعلنت في 5 يونيو 2017 قطع علاقاتها مع الدوحة، على خلفية دعمها للإرهاب، وتأييد قوى تعمل على ضرب الأمن القومي العربي.
وبدلا من القيام بمراجعة ذاتية لسياساتها والتعاطي بإيجابية مع التزامات سبق أن وافقت عليها، عمدت قطر، وفق متابعين، إلى الهروب إلى الأمام، عبر التمسك بدعم جماعات وتنظيمات إسلامية راديكالية، وتعزيز تقاربها مع إيران وتركيا، رغم إدراكها أن هاتين الدولتين لديهما أجندة خطيرة تقوم على التغلغل في المنطقة والعمل على تقويض استقرار دولها بما يسهل السيطرة عليها.
الرئيس عبدالفتاح السيسي بعث برسالة إلى العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز جدد فيها التزام مصر بأمن الخليج
ولفت المتابعون إلى أن طريقة التعاطي الإعلامي والدبلوماسي القطري مع قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي ومحاولتها إفراغها من محتواها الجنائي وتحويلها إلى مسألة سياسية تستهدف المملكة العربية السعودية، كانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس.
وشدد هؤلاء على أن الدوحة قطعت خط العودة، مشيرين إلى أن الحملة الإعلامية والدبلوماسية التي تخوضها الدوحة ضد الرياض بدأت تعطي مفعولا عكسيا.
وأشاد الرئيس المصري خلال اجتماعه بولي العهد السعودي بالتحركات التي اتخذتها المملكة في قضية خاشقجي. وكانت النيابة العامة السعودية قد وجهت تهما إلى 11 من بين 21 شخصا أوقفوا في القضية، بحسب بيان أصدره النائب العام قبل نحو أسبوعين ونشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
ويرى مراقبون أن الرياض نجحت جزئيا في امتصاص الحملة التركية القطرية، وأن جولة الأمير محمد بن سلمان تأتي استكمالا لهذه الجهود.
وإلى جانب التأكيد على التمسك بشروط المصالحة مع قطر، ركز اللقاء الذي جرى بين الرئيس المصري وولي العهد السعودي على ضرورة تكثيف الجهود لمواجهة “التدخلات الإيرانية”.
وتعد نوازع إيران التوسعية ودورها المزعزع للاستقرار في أكثر من بلد عربي أحد التحديات الكبرى التي تواجه المنطقة. وسعت إيران بطريقة غير مباشرة لتوظيف قضية خاشقجي في سياق محاولاتها لتخفيف الضغوط الأميركية المسلطة عليها بيد أنها فشلت في ذلك وهو ما انعكس في التصريحات المتوترة لمسؤوليها في الفترة الأخيرة.
وقالت قناة “العربية” إن السيسي “بعث برسالة إلى العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، تجدد التزام مصر بأمن الخليج”. من جهته نقل موقع صحيفة “الأهرام” الإلكتروني عن المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسّام راضي أن السيسي أكد لولي العهد على “عمق ومتانة التحالف الاستراتيجي الراسخ بين مصر والسعودية وأن أمن واستقرار المملكة هما جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري”.
ولم يخل اللقاء بين الرئيس السيسي والأمير بن سلمان من بحث تعزيز العلاقات الثنائية، ومناقشة عدد من الملفات الاقتصادية العالقة. وزار ولي العهد السعودي مصر في مارس 2018 وتخلل الزيارة توقيع البلدين اتفاقا لتأسيس صندوق مشترك لإقامة مشاريع في محافظات عدة بينها جنوب سيناء وذلك ضمن خطة سعودية لبناء منطقة اقتصادية ضخمة.