مصر تُعوض تقلص صادرات الأسمدة الروسية إلى أوروبا

القاهرة - أعطت بيانات مصرية رسمية حديثة لمحة عن مدى انتعاش نشاط صناعة الأسمدة بعدما استطاع البلد عبر تجارته مع أوروبا تعويض تقلص الصادرات الروسية بسبب الحظر.

وذكر المجلس التصديري للصناعات الكيميائية في بيان نشرته وكالة بلومبيرغ أن "مصر حلّت مكان روسيا كمصدر للأسمدة إلى الأسواق الأوروبية".

وأشار إلى أن قيمة تلك الصادرات تضاعفت ثلاث مرات، إذ بلغت 1.5 مليار يورو خلال الأشهر العشرة الأولى من هذا العام، مقارنة بنحو 521 مليون يورو للفترة ذاتها من العام الماضي.

وبلغت قيمة الصادرات المصرية من الأسمدة لمختلف دول العالم في العام الماضي قرابة 2.5 مليار دولار بنمو 61 في المئة على أساس سنوي.

ويتوقع المسؤولون تضاعف هذا الرقم بنهاية 2022 نتيجة الحرب في شرق أوروبا المستمرة منذ أواخر فبراير الماضي، وتداعياتها على الصناعات الأوروبية.

ويقول خبراء إن الحرب تشكل فرصة نادرة لصناعة الأسمدة المصرية بهدف زيادة قيمة الصادرات حتى تصل إلى عشرة مليارات دولار في غضون سنوات قليلة.

ولكنهم يشيرون إلى أن ذلك يتطلب اهتماما أكبر من السلطات وتسهيل الإجراءات الاستثمارية وتشجيع القطاع الخاص على النشاط في هذا المجال المهم، والذي يعد المغرب إحدى أبرز دول المنطقة العربية في هذه الصناعة الإستراتيجية.

وجاء ارتفاع الصادرات على خلفية العقوبات الأوروبية الاقتصادية المفروضة على موسكو، والتي شملت العديد من المجالات أبرزها الطاقة وبعض الصناعات الأخرى مثل السيارات.

وقد أدى الحظر إلى ارتفاع غير مسبوق لأسعار الغاز الطبيعي في القارة التي كانت تعتمد على موسكو في توفير أغلب احتياجاتها من الطاقة الضرورية لصناعة الأسمدة.

ونقل المجلس التصديري في بيانه الصادر الأربعاء الماضي، عن تقرير للمفوضية الأوروبية، أن نسبة الزيادة في صادرات الأسمدة إلى أوروبا بلغت 187.5 في المئة.

وأشار التقرير إلى أن فرنسا تصدرت قائمة كبار المستوردين بقيمة 375 مليون يورو، تلتها إيطاليا بقيمة 249 مليون يورو، ثم إسبانيا بقيمة 183 مليون يورو، واليونان بحوالي 149 مليون يورو.

ويقول محللون إن روسيا تعتبر من أكبر المصدّرين لعدد من أنواع الأسمدة منخفضة الكلفة، وساهم ارتفاع أسعار الغاز في خفض الطاقات الإنتاجية لكبار اللاعبين في صناعة الأسمدة الأوروبية.

وفي أغسطس الماضي أعلن عملاق الأسمدة النرويجي يارا إنترناشيونال، أن أسعار الغاز القياسية أجبر الشركة على الحد من استخدام كامل طاقتها لإنتاج الأمونيا في المنطقة الأوروبية.

وبحسب تصريحات سابقة أدلى بها وزير البترول المصري طارق الملا، تأتي مصر في المركز السادس عالميا ضمن قائمة الدول المنتجة لسماد اليوريا بكمية تتراوح بين 6.5 و7 ملايين طن سنويا، وهي تمثل حوالي أربعة في المئة من الإنتاج العالمي.

كما يحتل البلد المركز الرابع عالميا ضمن كبرى الدول المصدرة لسماد اليوريا بكمية تصل إلى حوالي 4.5 مليون طن سنويا.

ولفت المجلس التصديري المصري كذلك إلى أن إجمالي الصادرات غير النفطية للبلد نمت بنسبة 12 في المئة لتصل إلى أكثر من 30.4 مليار دولار خلال الأشهر العشرة الأولى من هذا العام مقارنة بحوالي 27.1 مليار دولار على أساس سنوي.

وتحصيل هذه الإيرادات جاء متزامنا مع تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار منذ مارس الماضي، ووسط ارتفاع غير مسبوق في معدل التضخم.

وأكد المجلس في بيانه أيضا تصدر قطاع الصناعات الكيميائية قائمة الصادرات غير النفطية بما قيمته 7.1 مليار دولار لتمثل 23 في المئة من إجمالي الصادرات المصرية من السلع.