مصر توقع اتفاقيات بقيمة 33 مليار دولار لإنتاج الأمونيا الخضراء

الاتفاقيات تستهدف إنشاء مشروع للأمونيا الخضراء بميناء شرق بورسعيد وثلاثة أخرى بميناء السخنة.
الأحد 2024/06/30
مصر تسعى لتصبح أحد المصدرين الرئيسيين للهيدروجين الأخضر

القاهرة - أعلن مجلس الوزراء المصري، الأحد، أن الصندوق السيادي وقّع 4 اتفاقيات في مجال الأمونيا الخضراء مع عدد من المطورين الأوروبيين، بتكلفة استثمارية تصل إلى نحو 33 مليار دولار.

وجاء إبرام الاتفاقيات بمدينة دمياط بأقصى شمال مصر، على هامش مؤتمر الاستثمار المصري -الأوروبي المشترك المنعقد بالقاهرة.

ويأتي التوقيع ضمن جهود مصر للتوسع في مجال إنتاج الطاقة النظيفة وتصديرها، إذ يعد هذا الاستثمار في الهيدروجين الأخضر من جانب القاهرة، الأكبر عالميا في هذا القطاع منذ بداية العام الحالي.

ووفقا للصفحة الرسمية لرئاسة مجلس الوزراء المصري على فيسبوك، فإن الاتفاقية الأولى، تم توقيعها مع شركة "داي إنفراستركشر" (DAI)، بقيمة 11 مليار دولار، وتستهدف إنشاء مشروع للأمونيا الخضراء بميناء شرق بورسعيد.

بينما تم توقيع الاتفاقية الثانية مع شركة "أوكيور إنيرجي"، بإجمالي تكلفة استثمارية تصل إلى نحو 4.250 مليار دولار، وتتضمن إنشاء مشروع للأمونيا الخضراء بميناء السخنة لاستهداف الأسواق الأوروبية.

وفي ما يخص الاتفاقية الثالثة، فقد تم توقيعها مع تحالف شركة "طاقة عربية"، وشركة "فولتاليا"، بقيمة 3.460 مليار دولار، وتستهدف إنشاء مشروع للأمونيا الخضراء بميناء السخنة.

أما الاتفاقية الرابعة، فتم توقيعها مع شركات "بريتيش بتروليوم"، و"مصدر" (MASDAR)، و"حسن علام للمرافق"، و"إنفينيتي باور القابضة"، وذلك بإجمالي تكلفة استثمارية 14 مليار دولار. وتستهدف تلك الاتفاقية إنشاء مشروع للأمونيا الخضراء بميناء السخنة.

وعلى هامش التوقيع، قال وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إن هذه الاتفاقيات "تعكس الاهتمام المتنامي من قبل الشركات العالمية للاستثمار في مصر، بما يؤكد الثقة في الاقتصاد المصري"، مشيرا إلى أن هناك عدداً كبيراً من المشروعات التي يتم تنفيذها بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، لتعظيم الاستفادة من المزايا والحوافز الاستثمارية بتلك المنطقة.

كما أشار أيمن سليمان، الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي، إلى الجهود التي يبذلها الصندوق لتعزيز التعاون مع كبرى الشركات العالمية العاملة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، بما يسهم في الترويج لمصر بوصفها مركزاً إقليمياً للطاقة الخضراء، من خلال تشجيع تحفيز الاستثمار في هذا القطاع الواعد، خصوصاً في ظل حزم الحوافز الاستثمارية التي أطلقتها الدولة في الفترة الأخيرة.

ويأتي المشروع في إطار تنفيذ استراتيجية قطاع الطاقة المصري، التي تستهدف تعزيز قدرات الدولة في مجال استخدام مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، وخفض الانبعاثات الكربونية، من خلال تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، حسب تصريحات محمد شاكر المرقبي، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، التي أدلى بها على هامش التوقيع.

وتتصدر مصر الدول العربية بـ32 مشروعا للهيدروجين الأخضر، حيث جاءت في المركز الأول عربيا في تنفيذ هذه المشروعات حتى نهاية مارس الماضي. وفق ما أفاد وزير المالية المصري محمد معيط اليوم الأحد.

وقال معيط، خلال لقائه مع إيفيت إيشود، وكيل نائب وزير التجارة الخارجية الهولندية، على هامش مشاركتهما في مؤتمر "الاستثمار المصري – الأوروبي"، "لدينا استراتيجية متكاملة لتوطين صناعة وإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وإننا حريصون على جذب استثمارات هولندية في قطاع الهيدروجين الأخضر، وذلك عبر طرح حوافز لتشجيع إنتاجه بنسبة تتراوح من 33 في المائة؜ إلى 55 في المائة؜ من الضرائب المستحقة، بجانب الرخصة الذهبية التي تسهم في تسريع وتيرة تنفيذ الأنشطة الإنتاجية، خصوصاً الطاقة المتجددة".

وأكد الوزير أن التحديات الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط ذات آثار سلبية على التجارة والاستثمار، ونتطلع إلى تحسُّن هذا الوضع، موضحاً "إننا مستمرون في مسار الإصلاح الاقتصادي لتحقيق الاستقرار الاقتصادي لمصر، وجذب المزيد من الاستثمارات، وإننا حريصون أيضاً على الاستمرار في تحسين مناخ الاستثمار لتشجيع القطاع الخاص من المستثمرين المحليين والأجانب".

وقال وزير البترول والثروة المعدنية طارق الملا، إن الاتفاقية تعكس الثقة بالمشروع ومناخ الاستثمار في مصر، موضحا أن التكلفة الاستثمارية المبدئية للمشروع تقدر بنحو 890 مليون دولار، بحسب بيان مجلس الوزراء.

ومن المقرر أن تصل الطاقة الإنتاجية للمشروع إلى 150 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويًا، كما يهدف المشروع إلى توليد طاقات متجددة بقدرة إجمالية تصل إلى 480 ميغاواط، من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

وأوضح طارق الملا، أن المشروع يهدف إلى إنتاج الأمونيا الخضراء باستعمال الطاقات الإنتاجية المتاحة لدى شركة مصر لإنتاج الأسمدة "موبكو"، إذ تتضمّن شروط التعاقد الرئيسة وأحكامه، النجاح في تأمين مشتري للأمونيا الخضراء التي سينتجها المشروع، وهو شركة يارا النرويجية.

ويأتي هذا المشروع ضمن جهود مصر لتشجيع توطين صناعة الهيدروجين الأخضر ومشتقاته والأمونيا الخضراء، وتوفير مناخ الاستثمار الملائم لها، إذ من المتوقع أن تكون له آثار إيجابية في دفع عجلة التنمية المستدامة.

وقال وزير النقل الفريق كامل الوزير، إن بدء توطين صناعة الهيدروجين الأخضر ومشتقاته والأمونيا الخضراء يجذب مزيدًا من الشركات العملاقة لإقامة مشروعات مماثلة، تُسهِم في تطوير هذه الصناعة وتوطينها، لتوفير الوقود الأخضر تدريجيًا للسفن العابرة بقناة السويس، أهم ممر ملاحي في العالم.

وعن المردود المباشر للمشروع، قال إنه يتعلّق بالعوائد الاقتصادية التي تحصل عليها الدولة، من خلال رسوم الخدمات التي ستقدمها شركة المشروع، وكذلك رسوم التراخيص وتجديدها ومقابل الانتفاع بالأراضي التي ستُقام عليها محطات توليد الكهرباء من الرياح والطاقة الشمسية ومناطق تصنيع الهيدروجين الأخضر ومشتقاته والأمونيا الخضراء.