مصر تودع منتج فيلم "احنا بتوع الأوتوبيس" ومسرحية "الزعيم" فاروق صبري

القاهرة - توفي الكاتب والمنتج السينمائي المصري الشهير فاروق صبري، مساء الثلاثاء، عن عمر ناهز 80 عاما، بعد صراع مع المرض. وفور إعلان وفاته عمت حالة من الحزن الوسط الفني في مصر مع رحيل المنتج والسيناريست الذي قدم الكثير للسينما المصرية على امتداد عقود، كما ترأس غرفة صناعة السينما في السنوات الأخيرة. ونعى صبري الكثير من الفنانين والمؤسسات الفنية المصرية كما تم إعلان الحداد على رحيله وإلغاء بعض العروض مثل العرض الخاص لفيلم «اللعب مع العيال».
وامتدت رحلة فاروق صبري، في عالم السينما والمسرح أيضا لأكثر من ستين عاما، قدّم خلالها سواء بصفته كاتب سيناريو أو منتجا العديد من الأفلام والمسرحيات، والتي كان يغلب عليها طابع الكوميديا وبشكل أدق الكوميديا السوداء، حيث تميز الراحل في هذا اللون الفني الذي أنجز فيه أعمالا ما يزال صداها مؤثرا إلى اليوم على غرار فيلمه الأيقوني “إحنا بتوع الأوتوبيس” الذي يمثل نقدا لاذعا وساخرا للسلطة السياسية في مصر الستينات والسبعينات.
◙ الراحل يعتبر أحد مؤسسي شركة "الإخوة المتحدون" للإنتاج التي قدمت مئات الأعمال الفنية التي أصبحت من كلاسيكيات الفن المصري
وقد عمل صبري مع نخبة من أبرز نجوم مصر مثل عادل إمام وسمير غانم ونور الشريف وسمير صبري وإلهام شاهين ولبلبة وغيرهم من نجوم الصف الأول. ومثل بأعماله تجربة جعلته واحدا من أبرز كتاب ومنتجي حقبة الستينات في القرن العشرين. ويعتبر الراحل أحد مؤسسي شركة “الإخوة المتحدون” للإنتاج، التي قدمت مئات الأعمال الفنية التي أصبحت من كلاسيكيات الفن المصري، ورئيس مجلس إدارة “غرفة صناعة السينما”، وعضو مجلس إدارة “اتحاد الصناعات المصرية”.
ومن أبرز أعماله “البعض يذهب للمأذون مرتين”، و”خلي بالك من جيرانك”، و”إحنا بتوع الأوتوبيس”، و”اقتل مراتي ولك تحياتي”. كما قدم أعمالا مسرحية مثل “الزعيم” و”كعب عالي”. وكان آخر أعمال فاروق صبري السينمائية فيلم “الظالم والمظلوم”، الذي طرح في السينما عام 1999، من بطولة الفنان الراحل نور الشريف.
ونعت الأكاديمية نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة المصرية الأربعاء صبري، قائلة “فقد الوسط السينمائي والفني أحد أبرز رجاله، كاتب متفرد، والذي رحل تاركا خلفه إرثًا فنيا غنيا، سيبقى في ذاكرة الأجيال القادمة”. وأضافت “كان فاروق صبري رمزًا للكاتب المبدع، ونموذجا يحتذى به، بأعماله المتميزة التي عالجت قضايا المجتمع بذكاء وحرفية”.
ورغم ابتعاده جزئيا عن الإشراف على إنتاج أعمال سينمائية أو مسرحية أو الكتابة للفنين، فإنه ظل مدافعا قويا عن القطاع من موقعه كرئيس لغرفة صناعة السينما، ساعيا إلى خلق نوع من استقرار الصناعة السينمائية، في ظل ما تواجهه شركات الإنتاج التي تعاني مشكلات عدة، أبرزها تضاعف ميزانيات أجور الفنانين، خاصة نجوم شباك التذاكر، إذ تضاعف قيمة ما يحصل عليه هؤلاء ثلاث مرات في غضون عام، علاوة على التغيرات الحاصلة في الميدان.
وكان صبري يرى أن كثرة الإنتاج لا تعنى زيادة في الإيرادات، لأن الوضع في حاجة إلى قدر من التوازن بين الأفلام المعروضة وتكاليف إنتاجها، مؤمنا بأهمية دور العرض المحلية، التي تشكل القدر الأكبر من إجمالي الإيرادات، علاوة على الانفتاح على فضاءات أخرى لتقديم الإنتاجات المصرية.