مصر تعزز عودتها لتصدير الغاز بقفزة كبيرة في الإنتاج

القاهرة - توجت مصر تحركاتها لتعزيز قطاع الطاقة الثلاثاء بإرساء مجموعة من عقود امتياز على شركات دولية عملاقة للبحث والتنقيب عن النفط والغاز.
وقالت وزارة البترول في بيان إنها أرست 12 امتيازا على شركات نبتون إنيرجي وميرلون وشل وإيني والشركة العامة للبترول باستثمارات تصل إلى 800 مليون دولار.
وفتح اكتشاف إيني الإيطالية لحقل ظهر العملاق في 2015، والذي يحوي احتياطات تقدر بثلاثين تريليون قدم مكعبة من الغاز، شهية القاهرة لطرح مزايدات جديدة.
وقال مسؤولون الاثنين إن إنتاج البلاد من الغاز سيتلقى دعما هذا العام مع اقتراب إنتاج حقل ظهر من مستوى الذروة وفي ظل استثمارات من بي.بي بقيمة 1.8 مليار دولار.
وتأمل القاهرة في الاستفادة من موقعها الاستراتيجي وبنيتها التحتية المتطورة لكي تصبح مركزا دوليا لتجارة الغاز وتوزيعه، في تحول قد يكون فارقا لبلد أنفق نحو 3 مليارات دولار على واردات الغاز السنوية منذ 2016.
وقال جاسر حنطر رئيس مجلس إدارة شل مصر في مؤتمر صحافي إن “رويال داتش شل تخطط لزيادة صادرات الغاز من مصر هذا العام مع زيادة الإنتاج من حقل بغرب الدلتا”.
وحصلت الشركة البريطانية على 5 من بين 12 امتيازا طرحت في مزايدة، وفقا للنتائج التي أعلنها وزير البترول طارق الملا.
وأشار حنطر إلى أن شل صدرت 12 شحنة من الغاز المسال من مجمع إدكو في العام الماضي، وتأمل بتصدير المزيد العام الحالي. وتوقع الانتهاء من مشروع المرحلة 9 بي في منطقة غرب الدلتا بالمياه العميقة بحلول نهاية العام الجاري.
كما أوضح أن الشركة تستهدف مناطق امتياز قرب البنية التحتية القائمة للشركة لمساعدتها في بيع كميات الغاز بوتيرة أسرع.
وقامت مصر خلال الأعوام القليلة الماضية بترسيم حدودها البحرية مع بعض الدول في محاولة للبحث والتنقيب عن الغاز والنفط داخل حدودها دون نزاع مع أي من تلك الدول.
وفي مزايدة الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس)، فازت شركات شل وإكسون موبيل وبتروناس وديا وبي.بي وإيني بعدد 5 امتيازات للتنقيب عن الغاز في مصر لحفر 20 بئرا.
وشهدت مزايدة إيجاس دخول شركة إكسون موبيل لأول مرة لأعمال البحث والتنقيب عن الغاز في مصر.
وقال الملا خلال منتدى للطاقة في القاهرة الاثنين “ما حققناه في 3 سنوات فقط بدأ يجذب انتباه قطاع النفط والغاز والمؤسسات المالية… الجميع ينظرون إلى مصر باهتمام”.
وتأمل مصر الآن في الاستفادة من محطات التسييل، حيث يجري تحويل الغاز إلى غاز مسال، لتصدير الإمدادات إلى أنحاء المتوسط بالإضافة إلى جيرانها، مثل إسرائيل التي قالت إنها ستضخ الغاز إلى مصر في وقت لاحق من العام الجاري.
واستوردت مصر آخر شحنة من الغاز في سبتمبر الماضي، وقالت إنها ستبدأ في التصدير للأردن هذا العام وإن كان مستوى الشحنات والجدول الزمني مازال غير واضح.
وقال بوب دادلي الرئيس التنفيذي لبي.بي خلال المؤتمر “خلال العامين الماضيين على التوالي، استثمرنا أموالا في مصر أكثر من أي دولة أخرى. ومن ثم فإن هذا التزام قوي للغاية تجاه مصر”.
وسيصل إنتاج بي.بي من مشروع دلتا النيل الغربي إلى 1.4 مليار قدم مكعبة يوميا بعد بدء الإنتاج من الحقل الثالث.
وسيتم إنتاج نحو 700 مليون قدم مكعبة يوميا بحلول أبريل المقبل من أول حقلين، وهما جيزة وفيوم.
أما إيني، التي تملك حصة في محطة الغاز في دمياط، إلى جانب جاس ناتورال الإسبانية، فقد ذكرت أن المحطة الخاملة منذ فترة طويلة من المفترض أن تستأنف العمليات هذا العام.
وقال ماسيمو مانتوفاني رئيس مكتب أنشطة الغاز الوسيطة والطاقة لدى إيني “لا يوجد موعد، غير أن هناك اهتماما قويا من جانب جميع الأطراف المعنية بأن تستأنف دمياط نشاطها في أقرب وقت ممكن”.