مصر ترفض اتهامات إسرائيلية تحملها مسؤولية هجوم حماس

وزارة الخارجية المصرية تصف تصريحات وزير المال الإسرائيلي بأنها غير مسؤولة وتحريضية تهدف إلى تخريب أي محاولة لاحتواء الأزمة في قطاع غزة.
الثلاثاء 2024/02/13
الاتهامات الإسرائيلية المتواترة لمصر توتر العلاقات

القاهرة - نددت مصر الاثنين بما اعتبرته تصريحات "تحريضية" و"غير مسؤولة" أدلى بها وزير المال الاسرائيلي وحمّل فيها القاهرة "مسؤولية كبيرة" عن هجوم السابع من أكتوبر الذي شنته حماس داخل اسرائيل.

وخلال اجتماع الإثنين مع حزبه اليميني المتطرف، أعلن الوزير بتسلئيل سموتريتش أن "المصريين يتحملون مسؤولية كبيرة بالنسبة الى (ما حصل في) السابع من اكتوبر"، بحسب ما نقلت إذاعة كان الاسرائيلية العامة.

وأكد سموتريتش أن "قسما كبيرا من اسلحة حماس يمر عبر مصر" التي تتقاسم حدودا مع قطاع غزة بطول 12 كلم.

ورد السفير أحمد أبوزيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية على هذا الموقف، معتبرا أنه "من المؤسف والمشين أن يستمر وزير المال الإسرائيلي سموتريتش في إطلاق تصريحات غير مسؤولة وتحريضية، ولا تكشف إلا عن نهم للقتل والتدمير، وتخريب لأية محاولة لاحتواء الأزمة في قطاع غزة".

وأضاف أبوزيد أن "مثل تلك التصريحات غير مقبولة جملة وتفصيلاً، حيث تسيطر مصر بشكل كامل على أراضيها، ولا تسمح لأي طرف بأن يقحم اسم مصر في أية محاولة فاشلة لتبرير قصور أدائه".

وكانت القاهرة قد رفضت تصريحات وتلميحات إسرائيلية للسيطرة على ممر فيلادلفيا بذريعة هدم أنفاق حماس، واقتحام منطقة رفح، وحذرت من مغبة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء.

كما سبق أن نفت القاهرة اتهامات إسرائيلية أمام محكمة العدل الدولية من منع السلطات المصرية نقل المساعدات إلى قطاع غزة، حيث قال الرئيس عبدالفتاح السيسي الشهر الماضي معبر رفح بين مصر وقطاع غزة مفتوح 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، لكن الإجراءات التي تتخذها إسرائيل للسماح بدخول المساعدات تعرقل العملية.

إن معبر رفح بين مصر وقطاع غزة مفتوح 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، لكن الإجراءات التي تتخذها إسرائيل للسماح بدخول المساعدات تعرقل العملية. 

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر عقب هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصًا، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة أعدّتها وكالة الصحافة الفرنسية تستند إلى أرقام رسميّة إسرائيليّة.

وردّت إسرائيل بحملة قصف مركّز أتبعتها بهجوم برّي واسع في القطاع، ما أسفر عن مقتل 28340 شخصاً غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب أرقام صادرة عن وزارة الصحة التابعة لحركة حماس التي أحصت الإثنين 164 قتيلاً خلال 24 ساعة.

وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الجيش بالتحضير لهجوم على مدينة رفح الواقعة في جنوب غزة والتي تقول الأمم المتحدة إن 1.4 مليون فلسطيني نزحوا إليها هرباً من الحرب المستمرة منذ أربعة أشهر بين إسرائيل وحماس، في أعقاب هجوم 7 أكتوبر.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الاثنين إن الأمم المتحدة لن تشارك في عملية "التهجير القسري للسكان" في رفح، مكررًا أنه لا يوجد "مكان آمن" في قطاع غزة لنقلهم إليه.

وقال نتانياهو الأحد إن إسرائيل ستوفر "ممرًا آمنًا" للسكان لمغادرة المدينة، من دون أن يحدد المكان الذي يمكنهم اللجوء إليه في المنطقة المدمرة.

وقال مصدر مصري رفيع المستوى الاثنين لقناة القاهرة الاخبارية إن "مصر تتابع عن كثب الموقف في رفح ومستعدة للتعامل مع كل السيناريوهات".

والقاهرة وسيط تقليدي بين اسرائيل والفلسطينيين. وساهمت الى جانب قطر في إرساء هدنة أتاحت في نوفمبر الافراج عن رهائن اسرائيليين احتجزتهم حماس خلال هجومها مقابل اطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.