مصر ترغب في نصيب من غنيمة إعادة إعمار السودان

وزير الخارجية المصري يعلن تشكيل فريق عمل مشترك مع الخرطوم للتركيز على ملف إعادة الإعمار.
الاثنين 2025/02/24
مصر تسعى إلى تحقيق مصالحها الأمنية والاقتصادية من خلال إعمار السودان

القاهرة – أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي الأحد أن مصر والسودان اتفقا على تشكيل فريق عمل مشترك للتركيز على ملف إعادة إعمار السودان بعد أن يتوقف القتال هناك.

جاء ذلك فيما قال الجيش السوداني في بيان إنه استعاد السيطرة الأحد على مدينة القطينة بعد تدمير وحدات لقوات الدعم السريع شبه العسكرية، وذكر أنه فتح الطريق إلى مدينة الأبيض.

وتعتبر مدينة الأبيض من أكبر مدن السودان، وفيها مقر قيادة الفرقة الخامسة مشاة للجيش، وهي تقع في عمق إقليم كردفان، ولديها امتداد إلى وسط البلاد وجنوبها.

وقال عبدالعاطي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوداني علي يوسف الشريف في القاهرة عقب انعقاد جلسة لآلية المشاورات السياسية بين البلدين "توافقنا على تشكيل فريق عمل مشترك مصري سوداني للتركيز على قضية إعادة الإعمار في السودان".

وأضاف "كلنا أمل في سرعة إنهاء هذه الحرب التي تؤلمنا جميعا كمصريين، وأيضا تحدثنا باستفاضة عن مزيد من التعاون في المجال التجاري، وعقد اللجنة المصرية السودانية المشتركة لتعزيز التعاون في المجال التجاري، أيضا تحدثنا عن العلاقات الثقافية والعلاقات التعليمية التي تربط بين البلدين".

وجاء في بيان مشترك عقب اجتماع آلية التشاور السياسي المشتركة أن وفدي البلدين ناقشا "تطورات الأوضاع في السودان، وأكدا على أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه واستقلاله واحترام سيادته وكافة مؤسساته الوطنية، بما في ذلك القوات المسلحة، وعدم التدخل في الشأن الداخلي السوداني تحت أي ذريعة".

وأضاف البيان "اتفاق الجانبان على تعزيز العمل المشترك لحماية حقوق البلدين المائية كاملة وفقا للاتفاقيات المبرمة بينهما وقواعد القانون الدولي واجبة التطبيق، كما شدد الجانبان على ارتباط الأمن المائي المصري والسوداني كجزء واحد لا يتجزأ، والدعوة لامتناع كافة الأطراف عن القيام بأية تحركات أحادية من شأنها إيقاع الضرر بمصالحهما المائية".

وتسلك مصر مسارا دبلوماسيا منذ سنوات لحل خلافها مع إثيوبيا بشأن سد النهضة الذي أقامته أديس أبابا على نهر النيل وتشكو القاهرة من أنه يضر بأمنها المائي.

وفي ظل الصراع الدائر في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تتبنى مصر موقفا داعمًا للجيش السوداني، وذلك لعدة اعتبارات استراتيجية وأمنية.

وتشير تقارير صحافية، مثل تلك التي نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال"، إلى أن مصر أرسلت طائرات حربية وطيارين لدعم الجيش السوداني.

وتتهم قوات الدعم السريع مصر بتقديم "كل الإمكانات العسكرية" للجيش السوداني، وتسهيل دخول إمدادات السلاح والذخائر والطائرات المسيرة عبر الحدود.

كما تتهم قوات الدعم السريع الطيران المصري بالمشاركة في قصف معسكراتها، وتدفق الأسلحة والذخائر المصرية إلى الجيش السوداني عبر الحدود.

وتنفي مصر اتهامات بضلوعها في الحرب الدائرة بالسودان، وتؤكد على دعمها لجهود التوصل إلى حل سلمي للأزمة السودانية.

واستضافت القاهرة مؤتمرات للقوى السياسية السودانية بهدف التوصل إلى حل سلمي للأزمة، كما تجري مصر مناقشات مع الجانب الأميركي في نفس السياق.

واستقبلت مصر مئات الآلاف من السودانيين الفارين من الحرب منذ اندلاع الصراع، كما تقدم التسهيلات للسودانيين في الأراضي المصرية.

وتعتبر مصر أن استقرار السودان جزء لا يتجزأ من أمنها القومي، خاصة في ظل وجود حدود مشتركة طويلة بين البلدين، وتخشى من تأثير الصراع على المنطقة بأكملها، وتدفق اللاجئين عبر الحدود.

وتربط مصر والسودان علاقات تاريخية وثيقة، وتعتبر القاهرة أن دعم الجيش السوداني هو دعم للدولة السودانية.

ويهدف تشكيل الفريق إلى وضع الخطط والمشاريع اللازمة لإعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة من الحرب، حيث وترى مصر في إعادة إعمار السودان فرصة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وزيادة التبادل التجاري.

وكانت القاهرة قد استضافت في يناير الماضي ملتقى رجال الأعمال السودانيين، لتعميق التعاون بين البلدين، وتنسيق جهود إعادة الإعمار في السودان بعد انتهاء الحرب بمشاركة الشركات المصرية.

وتسعى مصر من خلال دعمها لإعادة إعمار السودان إلى تحقيق مصالحها الأمنية والاقتصادية، وتعزيز الاستقرار في المنطقة، حيث تعتبر أن استقرار السودان يساهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي في منطقة القرن الأفريقي.