مصر تحذر من "وضع سيزداد سوءا" مع الملء الثاني لسد النهضة

وزارة الري المصرية: ادعاء إثيوبيا بأنها ستمرر كميات مياه تكفي احتياجات دولتي المصب غير صحيح.
الثلاثاء 2021/04/20
سدّ يهدد الأمن المائي وحصتي مصر والسودان

القاهرة - حذرت مصر من "معاناة ووضع سيزداد سوءا" مع الملء الثاني لسد النهضة حال ورود فيضان منخفض وسيؤثر بدرجة كبيرة على نظام النهر.

وقال بيان لوزارة الموارد المائية والري المصرية إن الإجراء الإثيوبي الجديد في سد النهضة، والذي بدأ بفتح المخارج المنخفضة تمهيدا لتجفيف الجزء الأوسط من السد، للبدء في أعمال التعلية، وتنفيذ عملية الملء للعام الثاني، يهدد حصة دولتي المصب (مصر والسودان).

وأشارت الوزارة إلى أن إدعاء إثيوبيا بأن "المخارج المنخفضة وعددها فتحتان قادرة على إمرار متوسط تصرفات النيل الأزرق هو ادعاء غير صحيح".

وأكدت أن "القدرة الحالية للتصرف لا تتعدى 50 مليون متر مكعب كل يوم لكلا الفتحتين، وهي كمية لا تفي باحتياجات دولتي المصب (مصر والسودان)، ولا تكافئ متوسط تصرفات النيل الأزرق".

ويتوقع حدوث أضرار كبيرة على السودان حال تنفيذ الملء الثاني، بينما تستطيع مصر تعويض أي تراجع في حصتها من مخزون بحيرة السد العالي هذا العام، لكنها لا تضمن ذلك طوال فترات المد التالية، ولا تريد الرضوخ للأمر الواقع الإثيوبي خوفا من تداعياته مستقبلا.

وأكدت وزارة الري المصرية أن "تنفيذ عملية الملء الثاني هذا العام، واحتجاز كميات كبيرة من المياه، طبقا لما أعلنه الجانب الإثيوبي، سيؤثر بدرجة كبيرة على نظام النهر، لأن المتحكم الوحيد أثناء عملية الملء في كميات المياه المنصرفة من السد سيكون هذه المخارج المنخفضة".

وحذرت من أن "الوضع سيكون أكثر تعقيدا بدءا من موسم الفيضان لأن الفتحات ستقوم بإطلاق تصرف أقل من المعتاد استقباله في شهري يوليو وأغسطس".

وأضافت أن هذا "ما يعني معاناة دولتي المصب السودان ومصر في حال ورود فيضان متوسط، والوضع سيزداد سوءا في حال ورود فيضان منخفض".

وترفض إثيوبيا إبرام اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد. والأحد غرد وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي سيليشي بيكيلي عبر تويتر، معلنا "الانتهاء من إنشاء واختبار وتشغيل منفذين سفليين لسد النهضة يوفران تصريف المياه إلى المصب (مصر والسودان) في أي وقت".

وأكد بيكيلي أن السد مهم لتوليد الطاقة لاحتياجات إثيوبيا، ويزيل مخاطر الفيضانات في السودان مثل تلك التي حدثت في موسم الأمطار الماضي، ولا يشكل مصدر قلق لدولتي المصب.

وأبلغ وزير خارجية مصر سامح شكري الاثنين رئيس كينيا أوهورو كينياتا الذي تمثل بلاده قارة أفريقيا بمجلس الأمن حاليا، مطالب القاهرة بخصوص سد النهضة.

ومنذ أشهر يرعى الاتحاد الأفريقي المفاوضات الثلاثية بشأن السد، وهي متعثرة منذ 10 سنوات. وكانت القاهرة والخرطوم اقترحتا ضم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة كوسطاء، بالإضافة إلى دور الاتحاد الأفريقي الحالي في تسهيل المحادثات. وقالت الدولتان إن إثيوبيا رفضت الاقتراح خلال اجتماع كينشاسا الذي لم يسفر عن شيء.

وتتنصل أديس أبابا بشتى الطرق من التوقيع على اتفاق ملزم لها، فهي تقدم تعهدات شفوية مرنة وترفض تحويلها إلى وثيقة مكتوبة، ما يعني أنها تنوي التنصل من التنفيذ، بما يقلل من أهمية أي خطوة تحمل بوادر جيدة، حيث تفقد بريقها عند إخضاعها للاختبار.