مصر تحدد قيمة ضريبة اليوتيوبرز والبلوغرز

القاهرة - طالبت الحكومة المصرية المؤثرين الذين يقومون بصناعة المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي بالتوجه للمصالح المالية لفتح ملف ضريبي والتسجيل بضريبة القيمة المضافة، وحددت قيمة ضرائب اليوتيوب وعقوبات المتهربين من هذا القرار المالي.

ويحقق مشاهير اليوتيوب أرباحا شهرية نتيجة الإعلانات التي تُبث على قنواتهم عبر أعمالهم المقدمة، لذلك بدأت مصلحة الضرائب المصرية تحصيلا للضريبة من إجمالي أرباحهم خلال العام باعتباره نشاطا تجاريا ينضوي تحت قوانين التجارة الإلكترونية.

ويتم حساب قيمة ضرائب اليوتيوب في مصر من خلال اتباع القانون 152 لسنة 2020 الخاص بتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة أو قانون 92 لسنة 2005 والخاص بضريبة الدخل، وذلك لاعتبار البلوغرز واليوتيوبرز جزءا من الاقتصاد المصري غير الرسمي، لذلك سوف يتم منحهم الحوافز الضريبية السنوية المقررة بهذا القانون.

فإذا بلغ حجم أعمال أصحاب قنوات يوتيوب أو البلوغر 250 ألف جنيه مصري (الألف جنيه يساوي 40.44 دولار أميركي)، فإن قيمة الضريبة تبلغ ألف جنيه مصري في السنة، بينما إذا كان حجمم الأعمال يتراوح بين 250 500 ألف جنيه مصري، فإن قيمة الضريبة تبلغ 2500 جنيه مصري في العام.

وإذا كان حجم العمل يتراوح بين 500 ألف ومليون جنيه، ففي هذه الحالة سوف تبلغ قيمة الضرائب المقررة خمسة آلاف جنيه مصري في السنة.

وإذا بلغ حجم الأعمال اثنين مليونا جنيه مصري، فإن قيمة الضريبة تكون بنسبة 1.5 في المئة في العام.

وفي حالة وصول حجم الأعمال لأكثر من اثنين مليون جنيه تكون قيمة الضريبة بمعدل 1 في المئة سنويًا.

وأوضحت مصلحة الضرائب كيفية تسجيل البلوغر واليوتيوبرز بالضرائب المصرية عن طريق التوجه إلى أقرب مأمورية ضرائب وفتح ملف ضريبي امتثالا لأحكام قانون الضريبة الموحدة لكل من يتعدى حجم أعماله أكثر من خمسمئة ألف جنيه خلال العام من تاريخ مزاولة النشاط، وذلك وفق اختيار أحد القوانين المتبعة.

ووقعت وزارة المالية بروتوكول تعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتتبع الأرباح الشهرية التي يحققها أصحاب قنوات اليوتيوب وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي، ولكن تتم عملية التتبع من خلال العديد من الطرق، أهمها احتساب عدد المشاهدات والزيارات للوصول إلى رقم تقديري أقرب للحقيقة.

ويعاقب المتهرب من فتح ملف ضريبي بالسجن لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تزيد عن خمس سنوات، بالإضافة إلى تغريمه مبلغ لا يقل عن خمسة آلاف جنيه مصري أي ما يعادل (318 دولارا) ولا يزيد عن خمسين ألف جنيه مصري أو ما يعادل 3.100 دولار أميركي.

وساد جدل وحيرة  في صفوف صناع المحتوى الإلكتروني بعد أن أصدرت مصلحة الضرائب بيانا تطالبهم فيه بفتح ملف ضريبي والكشف عن أرباحهم، فيما انقسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد لقرار وزارة المالية وآخر يعارضه.

وتنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملات إعلانية ومبادرات حكومية تشجع الأشخاص الذين يقتصر نشطاهم التجاري على الفضاء الإلكتروني على الإفصاح عن مداخيلهم وإصدار فواتير ضريبية حتى لا يقعوا تحت طائلة القانون.

ودافع البعض عن قرار مصلحة الضرائب الأخير باعتباره “إجراء عادلا وواجبا وطنيا من شأنه النهوض باقتصاد الدولة”.

ويرى مصريون أن الأرباح الكبيرة التي يحققها بعض مشاهير مواقع التواصل، من دون دفع أي ضرائب، تعد ظالمة لباقي شرائح الشعب الذي يعد صاحب الفضل الأول في نجاحهم، وفق تعبيرهم.

كما يأمل آخرون في أن يسهم القرار الأخير في وضع حد لما وصف بـ”المخالفات والمواد المبتذلة التي يروج لها بعض المؤثرين على المنصات الرقمية”.

في المقابل، سخر آخرون من التبريرات التي ساقها البعض دفاعا عن القرار. واستغرب ناشطون قرار الحكومة المصرية فرض ضريبة على صناع المحتوى في الوقت “الذي يطالبون فيه بالمزيد من الدعم ورفع القيود على بعض الأنشطة كالتصوير الخارجي”.

ويُعد الزوجان أحمد حسن وزينب من أشهر اليوتيوبرز في مصر، ويتصدران الترند بالمحتوى النوعي الذي يقدمانه عبر قناتهما والتي تُحقق عددا كبيرا من المشاهدات، وتصل أرباح قناتهما السنوية إلى مليون و400 ألف دولار.

وتُحقق القناة الخاصة باليوتيوبر حمدي وزوجته وفاء على اليوتيوب مشاهدات عالية، و تصل أرباحهما السنوية إلى 4 ملايين و400 ألف دولار.

واستطاع اليوتيوبرز محمود الجمل أن يحقق عددا هائلا من المشاهدات على قناته على موقع يوتيوب وصلت لما يزيد على 200 مليون مشاهدة خلال شهر واحد، حيث يُحقق ربحا سنويا يصل إلى 9 ملايين و600 ألف دولار.

واعتاد اليوتيوبرز أحمد وندى على تقديم محتوى يتمثل في سرد قصص إنسانية لاقت نجاحا باهرا ومكنتهما من تحقيق نسبة مشاهدات مرتفعة وأرباح سنوية تصل إلى 9 ملايين دولار.

واستطاعت قناة الطفلة كوكي ووالدها النجاح في تقديم محتوى ترفيهي، يتمثل في مواقف بين الطفلة ووالدها، وحققت مشاهدات عالية جعلتهما يحصدان أرباحا سنوية تصل إلى مليونين ونصف المليون دولار.

ولا يعطي موقع اليوتيوب لأصحاب القنوات الناجحة أموالا مقابل نسبة المشاهدات، لكن اليويتيوبرز يحققون أرباحهم من خلال الإعلانات التي تظهر على الفيديو التي ينشرونها على قنواتهم.