مصر تؤكد التزامها بالدفاع عن مصالحها في سد النهضة

الولايات المتحدة تعلن أنها ستواصل العمل مع مصر وإثيوبيا والسودان إلى أن توقع الدول الثلاث على اتفاق بشأن سد النهضة.
السبت 2020/02/29
مماطلة إثيوبيا تعقد مفاوضات سد النهضة

واشنطن- تعهدت الولايات المتحدة بالاستمرار في الانخراط بمفاوضات سد النهضة مع مصر وإثيوبيا والسودان، فيما أبدت القاهرة استياءها من أديس أبابا لتغيبها "غير المبرر" عن الاجتماع الأخير بشأن سد النهضة.

وأكدت مصر أنها ستستمر في متابعة سد النهضة وإيلائه الاهتمام الشديد، خاصة بعد تغيب إثيوبيا عن اجتماع واشنطن الحالي لإتمام الاتفاق حول السد وقواعد تشغيله.

وقالت أن مشاركتها في الاجتماع الذي دعت إليه الولايات المتحدة يومي 27 و28 فبراير الجاري جاءت من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، وتنفيذاً للالتزامات الواردة في اتفاق إعلان المبادئ المبرم بين مصر والسودان وأثيوبيا في 23 مارس 2015 .

وأشارت الخارجية المصرية في بيان "لقد اتسم موقف مصر خلال كافة مراحل التفاوض المضني على مدار الخمس سنوات الماضية، والتي لم تؤت ثمارها، بحسن النية وتوفر الإرادة السياسية الصادقة في التوصل إلى اتفاق يلبي مصالح الدول الثلاث.

وقد أسهم الدور البناء الذي اضطلعت به الولايات المتحدة والبنك الدولي ورعايتهما لجولات المفاوضات المكثفة التي أجريت على مدار الأشهر الأربعة الماضية في بلورة الصيغة النهائية للاتفاق، والتي تشمل قواعد محددة لملء وتشغيل سد النهضة، وإجراءات لمجابهة حالات الجفاف والجفاف الممتد والسنوات الشحيحة، وآلية للتنسيق، وآلية ملزمة لفض النزاعات، وتناول أمان سد النهضة والانتهاء من الدراسات البيئية".

وجاء في البيان "وتجدد مصر تقديرها للدور الذي تقوم به الإدارة الأمريكية وحرصها على التوصل إلى اتفاق نهائي بين الدول الثلاث، وتأسف لتغيب أثيوبيا غير المبرر عن هذا الاجتماع في هذه المرحلة الحاسمة من المفاوضات".

وجددت مصر تقديرها للدور الذي تقوم به الإدارة الأميركية وحرصها على التوصل إلى اتفاق نهائي بين الدول الثلاث، وتأسف لتغيب إثيوبيا غير المبرر عن هذا الاجتماع في هذه المرحلة الحاسمة من المفاوضات.

من جهتها أكدت الولايات المتحدة أنها ستواصل العمل مع مصر وإثيوبيا والسودان إلى أن توقع الدول الثلاث على اتفاق بشأن سد النهضة.

القاهرة تأسف لتغيب أديس أبابا غير المبرر عن الاجتماع في هذه المرحلة الحاسمة من المفاوضات

وأعلنت إثيوبيا عدم حضورها الجولة الأخيرة من المحادثات المتعلقة بسد النهضة في واشنطن الجمعة والسبت، ما يرجئ حلا كان متوقعا لنزاع أشعل أزمة سياسية بين القاهرة وأديس أبابا.

وكان من المتوقع أن تبرم البلدان الثلاثة اتفاقا في واشنطن الأسبوع الماضي بخصوص ملء وتشغيل السد الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات دولار لكن إثيوبيا تخلفت عن الاجتماع ووقعت مصر فقط عليه بالأحرف الأولى.

وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في بيان نُشر في وقت متأخر الجمعة إنه أجرى محادثات ثنائية منفصلة مع وزراء من مصر والسودان خلال اليومين الماضيين بعدما طلبت إثيوبيا تأجيل ما كان يفترض أن تكون الجولة الأخيرة من المحادثات.

ولم يتضح بعد ما إذا كان من المقرر إجراء محادثات جديدة.

وقال الوزير الأميركي إنه يتطلع إلى اختتام إثيوبيا لمشاوراتها الداخلية لإفساح المجال للتوقيع على الاتفاق "في أقرب وقت ممكن" مشددا على أنه لا ينبغي إجراء التجربة النهائية وملء الخزان "بدون (إبرام) اتفاق".

وقال منوتشين إن "الولايات المتحدة تؤكد مجددا التزامها باستمرار الانخراط مع مصر وإثيوبيا والسودان بشأن سد النهضة حتى توقيع الاتفاق النهائي".

وتشيّد إثيوبيا السد بالقرب من حدودها مع السودان على النيل الأزرق الذي يتدفق إلى نهر النيل، وهو مصدر المياه الرئيسي لسكان مصر الذين يبلغ عددهم نحو مئة مليون نسمة. والسد هو حجر الزاوية في جهود إثيوبيا لأن تصبح أكبر مصدّر للطاقة الكهربائية في أفريقيا.

واتفقت الدول الثلاث في محادثات بواشنطن الشهر الماضي على جدول لملء خزان السد على مراحل وعلى آليات لضبط ملئه وتشغيله خلال فترات الجفاف والجفاف الممتد لكنها قالت إنه لا يزال يتعين عليها وضع اللمسات النهائية بخصوص سلامته وأحكام فض المنازعات.

وقال منوتشين إن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه خلال الأشهر الأربعة الماضية بمشاركة الدول الثلاث والبنك الدولي "يتناول كل القضايا بطريقة متوازنة ومنصفة".

وأضاف أن مصر مستعدة لإبرام الاتفاق ووقعت عليه بالأحرف الأولى لكن إثيوبيا تواصل مشاوراتها الداخلية.

وقال منوتشين إن دولتي المصب وهما السودان ومصر تشعران بقلق بشأن عدم اكتمال العمل الخاص بالتشغيل الآمن للسد.

وقالت مصر "إنه اتفاق عادل ومتوازن ويحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث" مضيفة أنها "تأسف لتغيب إثيوبيا غير المبرر عن هذا الاجتماع في هذه المرحلة الحاسمة من المفاوضات".